ماجد الماجد Profile picture
أعشق الحكايا ومغرم بالقصص تلك التي أقرأها في صفحات الكتب، عيون الناس، وذاكرة الأجداد في المفضلة كثير منها .. اقدم وأكتب مناكب @mnakbshow

Aug 26, 2019, 19 tweets

ثريد ..
عن قصة الجنز سأحكي
حياكم

الجينز و جنوه الايطالية
هل من علاقة
الحقيقة أن الجينز الذي ترتديه يحمل أسم هذه المدينة الإيطالية الجميلة
حيث تعرف مدينة جنوا في اللغة الفرنسية باسم "Gênes"

البداية كانت من مصانع السفن حين توصلت إلى نسيج قطني قوي يمكنها من صناعة أشرعة سفن قادرة على تحمل البحر ومواجهة العواصف، كان هذا النسيج هو الجينز.

رأى صناع الملابس في جنوة أن يستخدموا هذا النسيج الجديد المتصف بالمتانة والقوة في صناعة الملابس المختلفة، متوجهين بإنتاجهم هذا إلى البحارة وأصحاب المهن القاسية الذين يحتاجون ألبسة تتحمل ظروف عملهم، مثل الحدادين وعمال المناجم وغيرهم.

لاقت الملابس المصنوعة من الجينز حينذاك رواجًا كبيرًا في أوساط الفقراء وعمال المناجم والمزارعين وأرباب المهن البسيطة، وذلك نظرًا لمتانته وقوته ومناسبته لأشد الظروف، فضلًا عن رخص ثمنه إذا ما تم مقارنته بأنواع الأقمشة الأخرى المصنوعة منها الملابس المختلفة.

كان الجينز في القرن السابع عشر علامة مميزة للفقراء، فحين ترى أحدهم يرتدي ملابس من هذا النوع من القماش، تعلم مباشرة أنه فقير لم يجد أمامه سوى الجينز، حتى أن معظم اللوحات الفنية التي تصور الفقراء في تلك الفترة لم تخلو من الجينز كعلامة مميزة لهم.

على جانب آخر كانت مدينة نيم الفرنسية تنافح من أجل إثبات ذاتها وإضافة لمستها فيما يتعلق بالجينز الذي نقله البحارة إليها ، حيث قامت بدعم هذا النسيج بمزيد من الإضافات، كماقامت بصبغه بلونه الأزرق الشهير نسبة إلى البحر وإلى استخداماته المتصلة بالبحارة، وقد سمت نسيجها الجديد "دي نيم".

أما نقطة التحول في تسويق الجينز فقصة أخرى
وبدأت في أرض الأحلام والفرص "أمريكا"

مهاجرألماني من أصل يهودي يُدعى ليفي شتراوس هاجر إلى أميركا بحثًا عن الذهب وهربا من الفقر لكنه فشل فشلًا ذريعًا، مما اضطره للانخراط في تجارة الأقمشة.
شتراوس وجد بديلا للثراء من الذهب، حيث وجد ضالته في "الدنيم" فتوجه إليه بالاهتمام، وحاول تطويره.

التقى شتراوس بخياط مبدع يدعى جاكوب ديفيس، وقررا معًا أن يستفيدا من متانة قماش الجينيز ورخص ثمنه في تصنيع بنطلونات مناسبة للعمال ورعاة البقر في أميركا، وهو ما نجحا فيه، حيث لاقت فكرتهما نجاحًا منقطع النظير دفعاهما لاحقًا لتسجيل هذا الزي كبراءة اختراع لهما عام 1873م.

كان ليفي في الأساس يعتمد في صناعة السراويل سابقًا على الخيش البني القاسي، وهذا لمتانته وقوة تحمله، فقد كان خيار جيد لعمال المناجم الذين يواجهون صعوبة في الحفاظ على ملابسهم سليمة أثناء العمل

ولأن الخيش لم يكن خيارًا مريحًا لعمال الملابس انتقل ليفي إلى استخدام قماش الدنيم المصبوغ باللون الأزرق، والذي كان عمليًا بالنسبة لعمال المناجم، فقد كان لا يتلف سريعًا، كما أن لونه الأزرق منع الأوساخ من الظهور عليه سريعًا.

مثّل استخدام الثنائي ليفي وجاكوب لنسيج الدنيم سببًا مباشرًا في نقل الجينيز من مجرد كونه قماشا قويا يستخدم في أوروبا بشكل تقليدي، إلى كونه لباسا عالميا محتفى به من قبل كثيرين، وهو ما أثمر لاحقًا عن انتشاره بين جميع الطبقات الغنية والفقيرة على حد سواء.

الغريب في الأمر أن الجينز الأميركي المُصّنع من قبل ليفي وجاكوب استمر على نفس اسمه الذي يشير إلى جنوة، في حين أن القماش المستخدم فيه هو قماش مدينة نيم والذي يفوق قماش جنوة في المتانة وخفة الوزن.

مع موجات التجديد في نمط الملابس أو ما يعرف بالموضة دخل الجينيز في ستينات القرن الماضي حيز الانفجار حيث انتشر في أوساط الشباب وصار زيًا رسميًا لهم فيما يعرف بثورة الهيبيز، الأمر الذي شجع شركات الملابس الرائدة على انتاجه أكثر فأكثر.

زاد انتشار الجينز حول العالم بخروج موضة رعاة البقر، حيث كان الزي المفضل للمثلين أدوار رعاة البقر في الأفلام، ولقد انتشر الانجذاب له مع انتشار هذه الأفلام.

الجينز في البداية كان موجهًا للرجال فقط، حيث كان من الصعب العثور على تصاميم تناسب النساء، ولكن بمرور الوقت قام المصممون بصناعة تصاميم خاصة بالجينز للنساء وكان اول انتشار للجينز النسائي بعرض جينز ليفايز ©Levi's للنساء على صفحات مجلة "فوغ" لأول مرة عام 1935 م.

ويقدر حاليًا الإنتاج السنوي للجينز بحوالي 5 مليار قطعة في السنة
من رؤساء الدول إلى أبسط فئات المجتمع
في شرق العالم وغربه

عالم الانثروبولوجي دانيل ميلر صاحب كتاب "الجينز الأزرق" له تجربة لطيفة في هذا الشأن
ففي كل دولة سافر إليها، من الفلبين إلى تركيا، والهند والبرازيل، توقف ميلر وقام بعد أول مائة شخص يمرون أمامه، وفي كل مرة كان يجد أن نصف عدد السكان تقريبا في هذه البلاد يرتدون الجينز في أي يوم.

Share this Scrolly Tale with your friends.

A Scrolly Tale is a new way to read Twitter threads with a more visually immersive experience.
Discover more beautiful Scrolly Tales like this.

Keep scrolling