محمود حج علي Profile picture
سوري، مقدم برامج، ماجستير علاقات دولية، عضو مجلس إدارة منتدى الأعمال الدولي IBF “موصياد"، يعمل في التجارة الالكترونية @1001global @ibforumorg @muhsin_mahmut

Aug 8, 2021, 28 tweets

#تاريخ_سوريا_الحديث
السلسلة الخامسة عشر

-سياسة الأسد بعد دخوله #لبنان
-موقف الأسد من غزو إسرائيل لبنان
-إخراج الأسد لعرفات من لبنان بعد عودته
-ماذا فعلت سوريا بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان
- كيف جاءت أمريكا بالخميني
-الدعم الإسرائيلي الأمريكي لإيران في حربها ضد العراق

ظل جيش المنتفعين يستعمل عقيدة البعث بدل عقيدة الوطن، وأصبح حشد الجماهير للولاء للقائد والبعث بدل الولاء للأرض والوطن، وأصبح معيار الوطنية هو ولائك للبعث و "القائد المفدى"، وغابت النخبة وبدأت تتلاشي الطبقة الاجتماعية الوسطى لحساب ثلة من المنتفعين من القادة الأمنيين

ذُهل السوريون من الدور "اللاقومي" لنظام الأسد في لبنان، وتبلورت القناعات أكثر لدى السوريين أن هذا النظام هو نظام طائفي ضد كل الطوائف الأخرى وخاصة ضد الطائفة السنية، وبعد أحداث الثمانينيات ضد السوريين وخاصة في حلب وحماه وتدمر ترسخت لدى السوريين فكرة نظام القمع الاستخبارتي الأسدي

في تلك الفترة 182 كانت إسرائيل تحضر لغزو لبنان، ورغم علم الأسد بنية إسرائيل غزو لبنان إلا أنه كان يسعى لمعرفة إذا كان جيشه مستهدفاً أم لا، ويمكن قراءة المشهد أكثر عندما جاءت برقية من موسكو “صديقة سوريا" لإسرائيل باحترام السفارة الروسية، في حين أن إسرائيل كانت تخاف من تحذير روسي

كان الجميع يتوقع ألا تتجاوز العمليات العسكرية حدود الليطاني، لكن القوات الإسرائيلية تجاوزت الليطاني بعد انسحاب الجيش السوري دون دفاعات تذكر، وحاصرت بيروت الغربية، ومن ثم اقتحام بيروت الشرقية، وتُركت بيروت لمصيرها واجتياحها مما اضطر لخروج منظمة التحرير الفلسطينية منها إلى تونس

وعندما حاول ياسر عرفات العودة إلى طرابلس "حيث حاضنته" تولت القوات السورية مهمة إخراجه بدل إسرائيل 1983 واجهت طرابلس وقتها مصيراً يشبه مصير حماه قبلها بعام، وبعد انكفاء القوات الإسرائيلية عن بيروت "بعد تنفيذ مهمتها" عاد الجيش السوري لبيروت بحجة ضد الفلتان الأمني

وفي عام 1989 توصل الأطراف إلى "وثيقة وفاق وطني" في الطائف السعودية برعاية سعودية سورية أمريكية، لكن ميشيل عون الذي تسلم الحكومة من أمين الجميل رفض الاعتراف بالوثيقة وأعلن تمرداً عسكرياً ضد القوات السورية

في تلك الفترة قام العراق بغزو الكويت، وتشكل تحالف دولي لإخراج العراق من الكويت شاركت فيه سوريا، فقام الأمريكان بمنح سوريا "جائزة ترضية" بمباركة عربية لفرض الأسد وصايته على لبنان، الأمر الذي لم يدركه ميشيل عون، فلجأ إلى السفارة الفرنسية بعد هجوم كاسح للقوات السورية على بيروت

قامت القوات السورية بهجوم كاسح على بيروت الشرقية ووصلت القصر الرئاسي وطردت ميشيل عون، الذي لجأ إلى فرنسا، وأصبحت لبنان تحت الوصاية السورية المطلقة، وبقيت القوات السورية في لبنان حتى عام 2005 بعد مقتل الحريري

شملت الوصاية السورية "بمفهوم الأسد" اختيار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، والتدخل بالانتخابات، وتعيين الوزراء والاداريين، وتعيين رؤساء الأجهزة الأمنية وضباطها، الأمر الذي وصل بلبنان لنتائج اقتصادية واجتماعية مدمّرة، وازدهرت تجارة المخدرات وزراعتها بإشراف الضباط والأمنيين السوريين

وفرض العسكريون ورجال الأمن إتاوات وضرائب على اللبنانيين دون مسوّغ أو رادع قانوني أو سيادي، وقامت سوريا بتغيير "الجغرافية الانتخابية" بمنح مئات الآلاف الجنسية اللبنانية، وبعضهم لم يقم في لبنان أصلاً

أما الإدارة الداخلية في لبنان فكانت على الشكل التالي

يتولى حزب الله المقاومة في الجنوب حسب إيقاع المصلحة السورية الإيرانية، ويتولى الحريري إعادة الإعمار في بيروت. كان للحريري علاقات دولية واسعة، وكان يظن أن السلام الإقليمي الذي بدأ في مدريد ثم انطلق من أوسلو لا بد وأنه سيصل لبنان، ولأن الأسد يعلم أن السلام يعني خروجه من لبنان

فقام بإيصال إميل لحود "ألعوبة السوريين" إلى رئاسة الجمهورية، ليضمن عدم وصول السلام إلى لبنان الذي يهدد الوجود السوري ووجود قوات حزب الله في جنوب لبنان. لكن المفاجأة كانت بانسحاب إسرائيل من لبنان عام 1999 والمضحك أن الأسد اعتبر انسحاب إسرائيل من لبنان مؤامرة

والسبب أنها مؤامرة لأن الأسد يعتبر الوجود الإسرائيلي المسوغ القانوني لوجوده في لبنان. وفعلاً بدأت الأصوات "وخاصة المسيحية" تتعالى مطالبة القوات السورية بانسحاب مماثل للانسحاب الإسرائيلي، وزاد في ارتباك سوريا وفاة حافظ الأسد بعد 16 يوم من الانسحاب الإسرائيلي

لكن الجانب السوري استفاق لقضية مزارع شبعا المحاذية للجولان والتي لم تنسحب منها إسرائيل، وبالتالي من وجهة نظر سوريا أن جزء من الأراضي محتل ولا بد من بقاء قوات حزب الله حزب في الجنوب، لكن سوريا وحزب الله يعرفان أن عودة مزارع شبعا يعني فقدان أي مبرر لبقاء سوريا وسلاح حزب الله

وبما أن الحديث جاء على حزب الله، فلا بد من الحديث عن إيران والثورة الخمينية

إيران والثورة الخمينية
يقول أسد علم آخر وزير لبلاط الشاه وأقرب المقربين له وهو بنفس الوقت كان رئيس الوزراء الإيراني بين 1962-1964

يقول: "لقد كان الشاه آخر أيامه مثل السمكة الصغيرة التي كلما حاولت الهروب من سمكة مفترسة وجدت نفسها قريبة من فكي سمكة أكبر، وحاول البحث عن حل بعد اضطرابات ومحاولات انفصال وتغير أسعار النفط، لكنه لم يكن يعلم أن الولايات المتحدة كانت خلف هذا كله" كتبت باختصار

ويضيف: "في عام 1977 وحين كان شاه إيران محمد رضا بهلوي وضيفه الرئيس الأمريكي جيمي كارتر يحتفلان في قصر نياوران الإمبراطوري برأس السنة، رفع كارتر كأسه وقال أهنئكم من كل قلبي على تمكنكم من الحفاظ على مملكتكم هادئة وآمنة في هذا العالم متلاطم الأمواج" ويكمل
👇 الشاه يراقص زوجة كارتر

ويكمل "بعد عشرة أشهر فقط وتحديداً في شهر أكتوبر 1978 في ذات القصر كان الشاه يستقبل الجنرال هايزر مبعوث الرئيس الأمريكي وسفير واشنطن وليم سوليفان وسلماه أمراً مباشرة بضرورة مغادرة إيران وتسليمها للنظام الجديد، وخرج متنقلاً بين المنافي إلى أن مات مريضاً" انتهى

مات في القاهرة 1980

وعندما نشبت الحرب العراقية الإيرانية 1980 اعتبرت إسرائيل أن الخطر العراقي أكبر من الخطر الإٍيراني فسمح "مناحيم بيغين" باستئناف تجارة الأسلحة مع إيران بعد أن توقفت بعد سقوط الشاه، وأخذت إسرائيل تبيع قطع غيار للطائرات الإيرانية، وبعد أزمة الرهائن الأمريكية عادت التسليح الإسرائيلي

وسبب انقطاع التسليح الإسرائيلي لإيران هو احتجازها رهائن أمريكان فطلبت أمريكا من إسرائيل وقف التسليح، وأطلقت إيران جزء من الرهائن واحتفظت بالباقي حتى فوز ريغان وأطلقت إيران باقي الرهائن فاعتبرها ريغان هدية ففتح التسليح الإسرائيلي لإيران على مصراعيه

شمل التسليح لإيران دبابات وذخيرة وقطع غيار طائرات وأجهزة الكترونية، كما شنت إسرائيل هجوماً على المفاعل النووي العراقي عام 1981 فدمرته بالكامل، وكان التدمير بأسلحة وطائرات أمريكية كما يقول كمال ديب – تاريخ سوريا المعاصر

كانت إسرائيل تبيع السلاح لإيران وبنفس الوقت كانت تتهم إيران بالإرهاب "كما حصل في سوريا" وحتى أن أمريكا وضعت إيران على لوائح الإرهاب في عام 1984، في عام 1985 وافق ريغان على أن تبيع إسرائيل أسلحة لإيران من ترسانة إسرائيل العسكرية، وأمريكا ترسل مثلها لإسرائيل

لكن البرنامج توقف بعد خطف رهائن أمريكيين في لبنان، فقدمت إسرائيل اقتراحاً أعجب ريغان، وهو بيع إيران الأسلحة بأسعار مرتفعة، وفارق الثمن يتحول لحساب سري في سويسرا لصالح عصابات الكونترا التي تقوم بأعمال تخريبية ضد الحكم اليساري في نيكارغوا، فأعجب ريغان بهذا المقترح وطبقه

في 1986 قام وفد أمريكي إسرائيلي بزيارة طهران بطائرة محملة بصواريخ "توماهوك" كهدية للإيرانيين لإقناعهم بإطلاق سراح الرهائن في لبنان، ونجحت أمريكا بإطلاق المزيد من الرهائن وتدفق السلاح الأمريكي الإسرائيلي لإيران أكثر، إلى أن ظهر الأمر للعلن كفضيحة برنامج تسليح ريغان السري لإيران

تحولت الفضيحة إلى حديث العالم "ريغان يسلح إيران بالمليارات"، وعلى إثرها انسحبت أمريكا من الساحة اللبنانية وخضع ريغان للتحقيق، وتعرضت إسرائيل للتوبيخ والشتائم على إثر تسليحها لإيران الخمينية

أما سوريا فقد رأت من "الحكمة" حماية "سمعة إيران" المعادية لأمريكا وإسرائيل، فإسرائيل وسوريا هما الدولتان الاقليميتان الوحيدتان اللتان دعمتا إيران في وجه العراق، والفرق أن سوريا دعمت علناً بينما إسرائيل وأمريكا كانتا تدعما سرّاً

للحديث عن العلاقة الإيرانية مجال آخر

نعود الآن لسوريا

في السلاسل القادمة سنتكلم بالتفصيل عن الأمور الداخلية في سوريا خلال حكم حافظ الأسد

لا تنسى رأيك بتعليق

Share this Scrolly Tale with your friends.

A Scrolly Tale is a new way to read Twitter threads with a more visually immersive experience.
Discover more beautiful Scrolly Tales like this.

Keep scrolling