#تاريخنا_اللي_ماقراوناش
ربما صدعت رؤوسكم بكلمة امبراطورية #المغرب.. وكنا امبراطورية وحكمنا دولا وشعوبا وقبائل.. والسؤال الدي يطرح نفسه: لمادا لم نعد امبراطورية؟ مادا وقع لنا؟ وكيف تحولنا من مستعمر بكسر الميم الى مستعمرة بفتحها؟ قصة طويلة جدا.. بدأت بالمحميين وانتهت بعهد الحماية
أوج الامبراطورية كان في عهد مولاي اسماعيل.. الملك الدي كانت تخشاه اوروبا وافريقيا. حكم 45 سنة وتوفي سنة 1727 بعد وفاته قامت خلافات وحروب بين ابناءه تناوب 14 منهم على حكم المغرب بعضهم لم يدم حكمه اكتر من شهرين.. بقي الوضع في شبه حرب أهلية وخلافات حتى سنة 1757 و محمد التالت
كان عهده مستقرا وارجع للمغرب هيبته.. واستمر الحكم بين ابناءه وكان المغرب قوة كبيرة تحسب لها اوروبا وامريكا الف حساب برا وبحرا.. الى ان وصلنا الى بيت القصيد المولى عبد الرحمان بن هشام الدي تولى الحكم سنة 1822 الى 1859.. وفي عهده وقعت كل المشاكل التي لا زلنا ندفع تمنها الى اليوم..
في عهده دخلت فرنسا سنة 1830 وخسرنا معركة ايسلي حين ساعد الجزائر سنة 1844.. كان شخصا متفتحا اراد ادخال المغرب الى عهد الصناعة والسفن البخارية و التجارة العالمية وانتاج وتصدير المعادن فتآمرت عليه القوى الاوروبية وبدأت بتهريب عملة المغرب التي كانت من دهب وفضة.. ما خلق ازمة وعجز نقدي
اضطر المغرب الى الاقتراض.. ومن شروط القرض منح حماية للمواطنين الاجانب بالمغرب.. تطورت الى شيء عجيب.. حيت اصبحت القنصليات تمنح حماية لمواطنين مغاربة على ارض المغرب.. من يحصل على حماية قنصل لا يحاكم ولو قتل نصف الشعب ولا يدفع ضرائب ولا يقترب منه أحد ولا يمكن حتى محاكمة خدمه..
سنة 1880 وقعت اتفاقية مدريد بين المغرب من جهة و المانيا النمسا بلجيكا اسبانيا امريكا فرنسا بربطانيا ايطاليا هولندا البرتغال السويد والنرويج من جهة اخرى
ومن بين بنودها توطيد الحماية للقناصل والمواطنين الاجانب والمحميين ومحميي المحميين وممتلكاتهم واعفاءهم من اي ضرائب او متابعة
هده بنود الاتفاقية.. ووما جاء فيها: المحمي ومنزله وماله وخدمه ومن سيحمي هو ايضا كلهم خارج سلطة المغرب.. حتى والديه تشملهم حماية القنصلية.. وكل شخص تعينه القنصلية ممتلا لها في اي مدينة يجب ان يكون محل احترام ولا بمكن لا مساءلته ولا محاكمته ولا يدفع ضرائب وله حق حماية من يشاء
من كتاب le maroc notes d'un voyageur 1858
عندما حظر Rotschild وهو يهودي صاحب بنك الى تطوان لأقراض المغرب لاحض ان اليهود كباقي الناس يعيشون الفقر.. فقرر إرسال طبيب وادوية لعلاجهم.. وقرر عوض أخد فوائد على الدين ان يمنح لقب محميين الى كل يهود تطوان فاصبحوا يتمتعون بحقوق مواطن فرنسي
مراسلة ديبلوماسية سنة 1890.. قنصل فرنسا في فاس يحكي ما جرى في المحكمة تاجر يأخد مال تاجر آخر ليبيعه قطع جلد وأمام عدم تسلمه للبضاعة وضع شكاية لدى قاضي فاس وعندما حضر النصاب امام القاضي.. اكتفى بالقول انه تحت حماية فرنسا وخرج دون محاكمة.. واخبر القاضي المشتكي انه لا يستطيع فعل شيء
من كتاب le maroc actuel للمؤرخ jean Claude santucci
الحماية التي اعطتها القوى الاوروبية وامريكا لرعايا مسلمين ويهود موظفين مترجمين تم تجار وفلاحين يتعاملون مع اوروبا يكفيهم ادعاء دالك ليصبحوا تحت حماية القنصليات.. وتهافت القناصلة على التجار لدرجة ان ايطاليا اعطت حماية لكل اليهود
من كتاب protection diplomatique et
consulaire des indigènes au Maroc
السلطات لا تستطيع القبض على موظف ولا خادم مغربي في خدمة القنصل او مواطن فرنسي او مواطن مغربي محمي دون علمنا.. وفي حالة القبض على من قتل او سرق او اغتصب يجب عليها اخبارنا فورا بالنازلة
نفس الكتاب صفحة 255
كل محمي او موظف في احدى المدن الشاطئية يجب احترامه هو وعائلته ومن يعمل عنده.. وهو معفي من أي ضرائب او مكوس.. وحمايته تشمل عائلته واي شخص يسكن تحت سقفه
كان المحميون يد الاوروبيين في المغرب... سيطروا على كل مفاصل الاقتصاد والسياسة والاراضي الخصبة وقيادة الجيش.. ويوم ارادت فرنسا دخول المغرب كانوا يدها وعيونها.. وعينتهم في مراكز القرار.. بعض احفادهم لازالوا فيه الى اليوم وهو سر تروتهم.. لا اريد دكر اسماء عائلات حتى لا أحرج أحد
استمر وضع المحميبن من القنصليات وخدمهم واموالهم خارج حكم الدولة من 1856 الى 1956 بنهاية الاستعمار... وما اشيه امس باليوم.. وما أكتر المحميين ومن يحميهم من قنصليات بيننا اليوم.. التاريخ مجرد حلقة تعيد نفسها.. والتاريخ مادة للفهم وليس مادة للحفض كما علمونا للاسف.. وويل لمن لم يفهم
Share this Scrolly Tale with your friends.
A Scrolly Tale is a new way to read Twitter threads with a more visually immersive experience.
Discover more beautiful Scrolly Tales like this.