, 8 tweets, 2 min read Read on Twitter
تخيّل السعودية بدون تلفزيون.

ستقول لي: لماذا هذا السؤال؟

لأن التيار الإسلامي الآن يعارض السينما. سيقولون: السينما غير ضرورية و نستطيع أن نحيا بدونها.

طيب هم سابقا عارضوا التلفزيون و قالوا أنه غير ضروري و نستطيع أن نحيا بدونه.

فلنتخيّل حياتنا الآن بدون شاشات تلفزيون أو جوال.
ستقول لي: بعض الإسلاميين لا يعارض التلفزيون.

نعم، لكن ذلك يحدث بفضل أنهم تخلوا عن الإسلام في جزئيات معينة. فهم في تقبلهم للتلفزيون لا يطبقون الإسلام بل الليبرالية.

الإسلام هو حرب على الحضارة. فإذا تقبّل الإنسان جزءا من الحضارة، فهو يتبع الليبرالية في تلك الجزئية.
ستقول لي: ما هي مشكلتك مع مَن يتبعون الليبرالية في جزئية من الجزئيات ثم ينسبون الفضل للإسلام؟ لماذا تنزعج عندما ينسبون الفضل للإسلام؟

لأن نسبة الفضل للإسلام يعني إسباغ الشرعية على النظام الإسلامي ككل، أي إسباغ الشرعية على باقي جزئيات الإسلام المدمرة من وحشية و اضطهاد و تخلف.
مثلا، إذا أنت قلت أننا تقبلنا التلفزيون بفضل تطبيقنا للإسلام، فأنت تسبغ شرعية على باقي جزئيات الإسلام مثل تحريم فن النحت.

لا يوجد في السعودية أي فنان يستطيع بحرية أن ينحت تمثالا في العلن. و حتى عندما علّقت إحدى الشركات تمثال أسد عند مدخلها، قال الإسلاميون: رجع الشرك في السعودية!
الإخوان المسلمون تقبلوا تعليم المرأة و قالوا إن تقبلهم تم بفضل الإسلام. لكنهم بهذا المديح للإسلام أسبغوا الشرعية على الجزئية الثانية التي تقول أن تعليم المرأة ينبغي أن يتمحور حول دورها كربة منزل حيث تتعلم الطبخ و رعاية الطفل و ما إلى ذلك! هذا مذكور في أدبياتهم المعروفة و لم يتغير
إذا طبقنا الليبرالية فعلينا أن نكون صريحين و نقول "هذه ليبرالية".

لكن أن نطبق الليبرالية ثم ننسب الفضل للإسلام، فإننا هكذا نشرعن باقي جزئيات الإسلام التي يمكن أن يكون من ضمنها قتل المثليين و قتل تاركي الإسلام. بل و نشرعن صمت الإسلام عن حقوق الحيوان و حقوق الطفل و قوانين حمايتهما
لا فائدة من كيل المديح للإسلام سوى إزهاق الأرواح و تدمير الحضارة و نشر التخلف و الجهل و القبح في عالمنا.

جرب أن تحصر مطالبك الحقوقية في الليبرالية لترى النتيجة. ما هي الليبرالية؟ هي أن تكون الحقوق خاضعة لنقاش برلماني يأخذ في الاعتبار آراء الفلاسفة و العلماء في المواضيع ذات الصلة
الفلاسفة و العلماء لا يقررون ماذا يباح و ماذا لا يباح. فالقرار متروك بيد البرلمان. لكن الفلاسفة يشكلون الرأي العام و يناشدون الشعوب و الحكومات، و العلماء يكشفون عن الحقائق و يقدمون التوصيات و يطالبون بتنفيذ توصياتهم بصرامة.

أما الإسلام فهو "قال الله، قال الرسول" في القرن السابع.
Missing some Tweet in this thread?
You can try to force a refresh.

Like this thread? Get email updates or save it to PDF!

Subscribe to Taleb Al Abdulmohsen
Profile picture

Get real-time email alerts when new unrolls are available from this author!

This content may be removed anytime!

Twitter may remove this content at anytime, convert it as a PDF, save and print for later use!

Try unrolling a thread yourself!

how to unroll video

1) Follow Thread Reader App on Twitter so you can easily mention us!

2) Go to a Twitter thread (series of Tweets by the same owner) and mention us with a keyword "unroll" @threadreaderapp unroll

You can practice here first or read more on our help page!

Follow Us on Twitter!

Did Thread Reader help you today?

Support us! We are indie developers!


This site is made by just three indie developers on a laptop doing marketing, support and development! Read more about the story.

Become a Premium Member ($3.00/month or $30.00/year) and get exclusive features!

Become Premium

Too expensive? Make a small donation by buying us coffee ($5) or help with server cost ($10)

Donate via Paypal Become our Patreon

Thank you for your support!