Thread by @SaadJAlothman

سلسلة تغريدات/ثريد
بعنوان :
_-----_----_----_----_----_----_
الغاز ، ولادة شرق اوسط جديد

كتبت قبل إعادة ايام سلسلة تغريدات:على ماذا تراهن قطر، تناولت فيه أزمة قطر مع جيرانها،و أن قطر معتمدة على الغاز في اقتصادها كأحد أكبر منتجي في العالم ، لكني هنا سأتحدث عن الغاز كأحد أهم العوامل المؤثرة في سياسات الدول و التي تبني عليه مواقفها حسب مصالحها الاقتصادية في الشرق الأوسط

سأتخلى عن ذكر اسماء الحقول أو عددها و كميات المخزون و اسماء الشركات و الشخوص حتى لا تؤثر على الأفكار الرئيسية و سأتعيض ببعض الصور و الخرائط لتوضيح بعض التفاصيل.
أرجوا منكم اذا نال هذا الموضوع إعجابكم أن تقوموا بإعادة التغريد حتى يصل لأكبر شريحة ممكنة من المتابعين.

و سأبدأ من ضفاف الخليج العربي شرقا متجها إلى الغرب حيث حوض البحر الأبيض المتوسط بسواحله الأفريقية و الآسيوية و الأوروبية و سواحل البحر الأحمر و شمالا حيث تركيا الطامحة في الحصول على حصة في سوق الغاز و روسيا المتحكمة في السوق الأوروبية المستهلكة الكبرى للغاز.

لم يكن قبل العام ٩٦ للغاز أهمية اقتصادية ، بل كانت شركات البترول تقفل آبار الغاز المكتشفة أو تحرقها بسبب صعوبة نقل الغاز في حالته الغازية الى مناطق الاستفادة منه أو الأسواق المحتاجة له حيث لا يمكن نقله الا عبر الأنابيب التي تمتد من مناطق الإنتاج إلى اسواقه و تحتاج لعبور حدود دول.

في بداية التسعينات الميلادية تم اكتشاف تقنية تمكن من تحويل الغاز من حالته الغازية الى الحالة السائلة و بالتالي إمكانية نقله عبر الناقلات البحرية ما صنع ثورة في إنتاج و تصدير الغاز الطبيعي.

#قطر الدولة الخليجية الصغيرة التي لم يكن إنتاجها من البترول يخولها لصنع ثروة كدول خليجية أخرى كالسعودية و الكويت و الأمارات حيث انتاجها اليوم لا يتجاوز ٦٠٠ الف برميل يوميا فقط ، و لكن منذ عام ٩٦ أصبحت قطر موعودة بثروة طائلة من خلال مشاركة حقل غاز عملاق مع إيران.

مكن الغاز #قطر من تنفيذ رغبتها بالخروج من عباءة الخليج و الجارة السعودية المنتج الاكبر للنفط و أحد مؤسسي أوبك و اللاعب الرئيسي في سوق النفط العالمي و أسعاره و جعلها قادرة على المناورة السياسية و مناكفة الجيران و اللعب في الحدائق الخلفية لها ، و شهدنا مؤخرا انسحاب قطر من #أوبك

الثروة الجديدة لقطر دفعها للتفكير حتى في نقل الغاز عبر الأنابيب لزيادة التصدير و الاستحواذ على حصص سوقية اكبر ، و يعتقد البعض أن التطبيع القطري القديم منذ التسعينات يخلو من المصالح الاقتصادية ، و لكن الحقيقة أن #قطر فكرت في مد أنبوب خلال الأراضي #السعودية و الأردنية للوصول
يتبع

للموانئ الإسرائيلية على حوض المتوسط.
و بالتالي الاستحواذ على السوق الإسرائيلية و الوصول أيضا للأسواق الأوروبية بل و فكرت في مد أنبوب للكويت من خلال المياه الإقليمية #السعودية في الخليج العربي ، كلا المشروعان حالت السعودية دون تنفيذه .
يتبع

الجارة السعودية لم تكن مهتمة بالغاز و لم تستثمر في التنقيب عنه.
#قطر ، #إيران ، #روسيا و أمريكا اكبر المنتجين للغاز الطبيعي في العالم ، استمر الوضع هكذا حتى ٢٠١٥ ، المفاجأة الكبرى التي قلبت موازين القوى و كل معادلات المصالح و التحالفات ،
يتبع

شرق حوض البحر الأبيض المتوسط يحل رقما جديدا في السوق الغاز ، اكتشاف احتياطيات غاز كبيرة جدا و واعدة..

و على سواحل #البحر_الأحمر تم اكتشاف حقول غاز ضخمة أيضا في المياه الإقليمية السعودية و المصرية ، و التي على إثرها تم ترسيم الحدود المصرية السعودية بشكل سريع جدا و مفاجئ و ضم جزيرتي إيران و صنافير للسعودية ليبدأ الطرفان بدء عمليات التنقيب سريعا

ترسيم الحدود السعودية المصرية بطبيعة الحال اغضب الخرطوم حيث أنه اعتراف ضمني بأن كلا من حلايب و شلاتيت المتنازع عليها أراض مصرية ، مما دفع السودان بالسماح لتركيا بإقامة قاعدة تركية في سواكن السودانية ما عزز الحضور التركي في المنطقة.

و من ثم قامت السعودية بانشاء تحالف البحر الأحمر الذي يضم الدول المطلة على البحر الأحمر لتأمين الملاحة و مواجهة أي إخطار محتملة على المنطقة في رد على التواجد التركي و الإسرائيلي بقواعد في كل من سواكن السودانية و أرخيل الأرتيرية.

في شرق #حوض_المتوسط الحال أكثر تعقيدا ، حقول غاز ضخمة تظهر متداخلة في مياه إقليمية لدول عدة تطفوا معها نزاعات خاملة بين عدة دول بحثا عن المصالح، #تركيا ، قبرص ، #إسرائيل ، #لبنان ، قطاع غزة و مصر ، كلها دول تتقاسم هذه الحقول حينا و تنفرد حينا و تتنازع حينا آخر على بعض الحقول.

قد يظن البعض أن القمة الأوروبية العربية المنعقدة مؤخرا في #مصر كانت شكلية و لا دوافع خلفها ، و لكن الحقيقة أن #أوروبا تبحث عن مصالحها من خلال توفير مصدر جديد للطاقة بعد انحسار احتياطي شمال المتوسط و للتخلص من الهيمنة الروسية على أوروبا و استغلال الغاز في نفوذها السياسي.

#تركيا كثيرا عن الغاز في حدودها و لم تجد شيئا حاولت تبوء دور رئيسي في نقل الغاز للقارة الأوروبية و مد انابيب غاز و انشاء مناطق اعمال تخدم سوق الغاز اللوجيستية ، احتفظت بعلاقة جيدة مع إيران و قطر و روسيا لخدمة مشروعها ، لكنه سرعان ما تبخر بعد اكتشافات شرق المتوسط و البحر الأحمر

شمال جزيرة #قبرص المعترف به فقط من تركيا كأراض تركية هو الفرصة الوحيدة لتركيا للحصول على حصة من غاز المتوسط ، لكن عوامل عدة تحول دون حصول تركيا على حصة ، جزر قبرصية صخرية تعقد الوضع ، و ترسيم حدود مصرية قبرصية يزيد الوضع تعيقدا اعترضت عليه تركيا فور اكتشافات الغاز.

#تركيا هددت بالتدخل العسكري و منعت غير مرة سفن تنقيب إيطالية و اسبانية لصالح قبرص مما اضطر #ايطاليا ارسال سفينة حربية لحماية شركتها و فرقاطة #اسبانية تؤمن المياه القبرصية ، تركيا زاد اهتمامها و تدخلها بالأزمة السورية لزيادة حظوظها و حقول سورية واعدة تزيد شهية الاتراك و الروس.

#روسيا المنتج الكبير للغاز لم يكن ليسمح لأي مشروع قطري او ايراني لإمداد أوروبا بالغاز من خلال الأنابيب ، #ايران من خلال تواجدها في العراق و سوريا قد يسمح لها بتصدير غازها لاوربا لكن المعطيات الجديدة تجعل من ذلك أمرا مستحيلا.

#مصر الأكثر حظا في تباين حدودها مع جيرانها و امتلاكها لحقول كبيرة لا تقبل التشارك ، إضافة لامتلاكها لمحطتي تسييل للغاز بطاقة تسييل كبيرة و جاهزية تمكنها من البدء مباشرة في استقبال الغاز من كل الدول المحيطة بغض النظر عن مصدره و تسييله و إعادة تصديره لأوروبا

قبل عدة أشهر استضافت #مصر مؤتمر دول غاز حوض المتوسط بحضور السلطة الفلسطينية و اسرائيل في إشارة مهمة جدا عن دور مصري لتقديم المصالح على الأزمات و استغلالها لحل النزاعات و هو أمر ذو واقعية و ممكن جدا ، إسرائيل تحتاج الغاز لاستهلاكها المحلي
يتبع

و السلطة الفلسطينية تحتاج لموارد مالية و كذلك الحال للاردن المحتاجة للغاز و لبنان المحتاجة للموارد المالية.

إسرائيل بدأت أنشطتها التنقيبية و تدخل في مياه لبنان و تتشارك مع لبنان في احد الحقول و تتنازع معها على منطقة بمساحة ٨٥٠ كم مربع و تمنع لبنان من عمليات المسح،تهديد من حزب الله بقصف السفن الإسرائيلية و دعم ايراني و تصعيد اسرائيلي يزيد الوضع تعقيدا خلافاعن نزاع مع #حماس على سواحل غزة

غاز شرق المتوسط يجعل الحاجة ملحة للإطاحة بحزب الله و حماس ، ليس فقط من #إسرائيل و أمريكا فقط بل من كل الدول ذات المصلحة و في مقدمتها الأردن و مصر ، ترتيب الأولويات يتغير و المصالح تضع بعض المبادئ جانبا
يتبع

، أتوقع أن يلعب الغاز دورا رئيسا في التوصل لعملية سلام لأطراف عدة لديها دوافع و وجيهة للحوار و التفاوض بل و تقديم التنازلات

#السعودية من المتوقع أن يضيف الغاز لايراداتها رقما كبيرا ، و تملك الميزة الجغرافية لتصدير غازها إضافة لاستفادتها منه في الدفع قدما في طموحها التصنيعي الضخم الأمر الذي سيجعل من قطر و إيران دولة هامشية في سوق الغاز و سيخلق ضغطا متزايدا عليها.

الخلاصة ، قد تنقلب موازين القوى و التحالفات و المواقف السياسية رأسا على عقب فجأة بسبب تغيرات اقتصادية مفاجأة ، #السياسة هي فن الممكن ، و المبادئ ليست ممكنا يمكن قياسه و الاعتماد عليه ، و لكن المصالح و الاقتصادية منها خصوصا شيئ ممكن يمكن قياسه و الاعتماد عليه.

المبعوث الأمريكي لشؤون الطاقة أكد في مناسبات عدة على أهمية تسخير هذا المورد الطبيعي لصنع سلام دائم في الشرق الأوسط منذ الرئاسة السابقة لأمريكا ، المصالح قد تضرب بعرض الحائط كل المعطيات التاريخية و تعيد الأمور للواقع الذي إنكاره و تجاهله سيعتبر جريمة تاريخية في حق شعوب المنطقة.