فيما بدت عائلة "تربن" كعائلة سعيدة كانت تُخفي سِراً مُظِلماً وقبيحاً للغاية!
اليوم سأتحدث عن واحدة من أغرب قضايا تعذيب الأطفال والتي استمرت لعدة عقود قبل أن تنكشف الحقيقة!
بين صور الرحلات لملاهي ديزني ولاس فيغاس واحتفالات ذكرى الزواج وتجديد النذور، ستنرسم في مُخيلتك أنك أمام عائلة مثالية وأطفال محظوظين...
ولكن هذا ليس كل شي!
تزوج ديفيد بفتاة تُدعى لويس في عام ١٩٨٥ بعد أن هربت لويس من التحرش الجنسي الذي كان يُمارسه جدها بإذن من والدتها مقابل مبالغ مالية!
كانت حينها تبلغ ١٦ سنة بينما ديفيد فقد كان يبلغ ٢٤ سنة حيث كان حينها حاصلاً على بكالوريوس هندسة الحاسب
على مر السنين، أنجب الزوجان ١٣ من الابناء والبنات.
في البداية كان دخل ديفيد كفيلاً بأن تعيش العائلة برفاهية ولكن مع ازدياد المصاريف بدأت العائلة تواجه بعض الضائقات المالية.
مع هذا استمرت رحلاتهم لديزني لاند حيث كان الوالدين مهووسين بشخصيات ديزني قبل أن يضطروا للتوقف عن الذهاب!
كان الوضع مُختلفاً داخل المنزل،
حيث كانت هناك قوانين صارمة فيما يتعلق بالأكل واستهلاك المياه.
كان المخزن والثلاجة موصدين بالأقفال بغرض تقنين استهلاك الطعام!
كان من الممنوع غسل اليدين فوق مفصل الكف، ولا يُسمح بالاستحمام إلا مرة واحدة في السنة!
من المفارقات أن أحد الجارات رأت يد أحد الأطفال بيضاء بشكل مختلف عن بقية جسمها فظنت الجارة أن الطفلة تلبس قفاز أبيض، لتخبرها الطفلة أنها تغسل يدها فقط لأن الزيادة عن ذلك يُعتبر من الإسراف!
بدأت العائلة تنعزل أكثر فأكثر، وبدأوا بتدريس أطفالهم في المنزل بل ومنعهم من الاختلاط مع الجيران!
كان ديفيد ولويس يعاقبون أطفالهم بطرق متعددة منها ربطهم بالحِبال لفترات طويلة تصل للأسابيع وفي كثير من الأحيان يرفضون فك القيد حتى عند حاجة الطفل لدورة المياه!
في أحد الليالي، هربت الأخت الكبرى والتي لم تبلغ العشرين حينها وتوجهت للجيران الذين أعادوها لوالديها ظناً منهم أنها مُختلة عقلياً!
بعد تلك الحادثة سمحت العائلة لأطفالها بالخروج للعب مع الجيران قبل أن يعودون مجدداً لمنعهم من الخروج!
في تلك الفترة بدأ ديفيد ولويس بربط أبنائهم المُعاقبين بالسلاسل خوفاً من محاولة الهرب مُجدداً
بينما الأطفال غير المُعاقبين فيتم إغلاق أبواب الغرف عليهم ومنعهم من الخروج!
في بعض الأوقات، كان ديفيد ولويس يُحضران الأكل لأنفسهما ويرفضان إعطائه للأطفال.
وفي مرات أخرى كانوا يُحضِران الطعام ويضعونه أمام الأطفال ويمنعونهم من أكله كنوع من التأديب!
وصل بهم الحال أنهم كانوا يشترون الألعاب ويمنعونهم من استخراجها من التغليف!
بعد رحيل الأسرة لمدينة أخرى، قام الجيران بدخول المنزل وأنذهلوا من حجم القذارة الموجود في البيت، فقد كانت الفضلات في كل مكان وخاصة في غُرف النوم حيث يُمنع الأطفال أحياناً من الذهاب لدورة المياه!
للأسف لم يُخبر الجيران السلطات الأمنية عن ما وجدوه..
استمر الحال في المدينة الأخرى على ما هو عليه من حيث التعذيب الجسدي والنفسي والمنع من الخروج.
لاحظ الجيران أن العائلة تستيقظ حتى الفجر، وتنام خلال اليوم فيما يُعتقد أنه محاولة لإبعاد الشُبهات، كان أحد الجيران يُشاهد الابناء وهم يدورون داخل الغرفة لفترات طويلة من الليل بشكل غريب!
أحد الأطفال فتاة تُدعى جوردن والتي تبلغ من العمر ١٧ سنة ، كانت تقوم بنشر مقاطع غنائية لها من كلماتها، كان فيها كثير من التلميح عن الوضع الذي تعيش فيه حيث كان عنوان أحد أغنياتها "أين المفتاح؟" لم تحظى قناتها بأي شُهرة تساعد على انتشار الرسائل!
في يناير ٢٠١٨ استطاعت جوردن الهرب من المنزل بصحبة جهاز هاتف بشريحة مُعطلة ولكن تمكنت من خلاله الاتصال بالشرطة!
المقطع فيديو التقطته أحد كميرات المراقبة يُظهِر هروبها من المنزل مع أحد أخواتها التي قررت العودة للمنزل خوفا من أن يُكتشف أمرها بينما قررت جوردن مواصلة الهروب!
استمع لجزء من اتصالها على الشرطة من خلال المقطع المُرفق!
في خلال الاتصال ذكرت أنها هربت لأن اختيها مربوطتان بالسلاسل واستيقظا يبكيان وطلبوها أن تبحث لهم عن مساعدة بعد أن تركت السلاسل علامات على أجسادهم!
في خلال الاتصال المُسجل ذكرت جوردن أنها في بعض الأحيان لا تستطيع التنفس بسبب القذارة التي حولها، وأن آخر مرة استطاعت الاستحمام كان قبل ما يُقارب السنة!
لم تكن جوردن تعرف عنوان منزلها حيث أوضحت أنها لا تخرج كثيراً على أية حال!
في الاتصال تحدثت جوردن عن سوء العلاقة بينهم وبين والدتهم وعدم وجود تواصل بينهم بالرغم من وجودهم تحت سقف واحد!
وصلت الشرطة للمنزل ووجدت مجموعة من الأطفال مربوطين بالسلاسل أحدهم فتاة تبلغ ٢٢ عاماً!
كانت القذارة والروائح السيئة تحيط بالمكان ولم يستطع ديفيد ولويس إعطاء تفسير منطقي للوضع!
تم إيجاد جميع الابناء والذين تتراوح أعمارهم بين ٢-٢٩ سنة!
كان الكل -ما عدا الطفلة ذات العامين- يُعانون من سوء تغذية لدرجة أن الشرطة اعتقدت أن جميعهم من الأطفال دون ١٨ سنة ليتضح لاحقاً أن ٧ منهم من البالغين!
بعض الأطفال لم يكن يعرف معنى رجل الشرطة أو معنى كلمة أدوية!
تم نقل الضحايا للمستشفى لتلقي العلاج بينما تم أخذ ديفيد ولويس لمركز الشرطة ومن ثمّ للسجن!
تم جميع العديد من الأدلة بالإضافة للمذكرات التي كان يكتبها الأطفال وتصف يومياتهم!
في جلسة النطق بالحُكم في ابريل ٢٠١٩، إلتقى ديفيد ولويس باثنين من ابنائهم لأول مرة حيث حضرا للتحدث عن مدى الضرر الذي لحق بهم.. أصابت الوالدان نوبة بكاء وقدموا اعتذارهم لابنائهم!
تم الحكم عليهم بالسجن مدى الحياة مع احتمالية اطلاق صراحهم بعد ٢٥ سنة!
تم نقل الأطفال لدور الرعاية بينما ما زالوا على اتصال باخوتهم البالغين الذي التحق بعضهم بالدراسة في الكُليات..
انتهى!
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh
د.شاندرا هو كندي الجنسية من مواليد الهند وكان بروفيسوراً في جامعة ميموريال الكندية.
حصل د.شاندرا على الوسام الوطني الكندي لإسهاماته المتعددة في المجال الطبي البحثي!
في أواخر القرن الماضي، قامت الشركة المنتجة لحليب سيميلاك للأطفال بالطلب من د.شاندرا عمل بحث لمعرفة إذا كان بإمكان النوع الجديد من الحليب منع ظهور أمراض الحساسية لدى الأطفال الذين يوجد لديهم تاريخ عائلي بأمراض الحساسية!