Thread by @amiromer

ثريد الدولة والدين

حاولت اتفادى الكتابة في الموضوع دة لعدة أسباب، أهمها إنه المجتمع السوداني ما مهيئ لسة للتفكير بحُريَّة وخوض نقاشات فكرية بدون قيود ومفاهيم مسبقة إتفرضت عليه لعقود طويلة وما طلعنا منها لسة!! لكن اضطريت للكتابة لأنه دة توقيتها
#تحديات_الفتره_الانتقالية

الدين والسياسة هي قضية مهمة في الفلسفة السياسية من زمن طويل، فعلى الصعيد الغربي وفي تاريخ العلاقة النظرية بين الدين والدولة ظهر توجه ديني يدعو للسمو المطلق للدين على السياسة، وكان من رواده مصلحيين دينيين زي لوثر كينج وكالفن (صاحب مذهب الكالفينية)

#تحديات_الفتره_الانتقاليه

وقبلهم كان الصراع بين ميكافيللي والمفكر الفرنسي مونتيسكيو. ورجع الجدل دة تاني في اوروبا في اواخر ايام الامبراطورية البيزنطية لما حاولت الكنيسة الكاثوليكية السيطرة على السياسة وتعيين وعزل الملوك والحكام زي ما حصل في حالة الملك هنري الخامس ملك انجلترا
#تحديات_الفتره_الانتقاليه

وبعد صدامات وحروب بقت الكنيسة هي التابعة للسلطة السياسية زي ما نحن هسة شايفين، فالملكة هي رئيسة كنيسة إنجلترا (Church of England) ورئيس الوزراء البريطاني هو البيعيِّن اسقف كانتربري أعلى منصب ديني في إنجلترا
#تحديات_الفتره_الانتقاليه

اما على الصعيد العربي والإسلامي فالعلاقة بين الدين والسياسة، تُعتبر قضية اشكالية جدلية بل ومن اكبر الإشكاليات في الفكر السياسي. تصورات الإسلاميين بتقوم على انه السياسة جزء لا يتجزأ من الدين، وإن الإسلام "دين ودولة"!
#تحديات_الفتره_الانتقاليه

الصراع والصدام بين الدين والسياسة دة بدأ بعد وفاة الرسول (ص) ومع بداية عصر الخلفاء .. أي مع بدايات تكوين الدولة كجهاز سياسي وإداري منظم. وإشتدت في عصور الخلافة الإسلامية المختلفة الاموية والعباسية والعثمانية التي اعتمدت على الدين في ترسيخ حكمها
#تحديات_الفتره_الانتقاليه

سنة ١٩٢٥ نشر العالِم الأزهري الجليل علي عبدالرازق كتابه الشهير "الإسلام واصول الحكم" ، والكتاب دة أثار جدل واسع وحرك البركة الساكنة وخلى الأزهر يتهم شيخه - الحاصل على العالمية - بالزندقة والكفر (التهم الجاهزة لكل من تسول له نفسه ان يطرح اسئلة صعبة)
#تحديات_الفتره_الانتقاليه

وضح علي عبدالرزاق في كتابه انه الخلافة ما من الدين وانما من تاريخ المسلمين، وطرح اسئلة كتيرة اهمها: ما هو سند الخلافة؟! القرآن؟ السنة؟ اجماع المسلمين؟ وأكد انها لو كانت من اصول الإسلام ما كان الصحابة اختلفوا عليها وما كان الرسول سابهم يختاروا براهم
#تحديات_الفتره_الانتقاليه

ووضح انه الرسول (ص) ما عين خليفة، وزعامة ابوبكر وبقية الخلفاء كانت زعامة مدنية وسياسية مش دينية، وبيعته كانت اتفاق سياسي مش ديني، وحكمه كان مدنيا مبني على اجتهادات دنيوية وما عندها علاقة بفكرة الدولة الدينية.
#تحديات_الفتره_الانتفاليه

ظهرت بعد كتاب على عبدالرازق كتب كتيرة اتبحرت في نفس الفكرة زي كتب محمد اركون ، ونصر حامد ابوزيد ومحمد عابد الجابري لكن - في ظني - أنه اهم كتابين جديرين بالاطلاع هم: "الدين والسلطة" لمحمد شحرور وكتاب "الإسلاميون بين الدين والسلطة" لإدريس الكنبور.
#تحديات_الفتره_الانتقاليه

شحرور اتناول جدلية الدولة والدين حاول يفكك مصطلحاتها زي الدين والدولة والأمة والسلطة والرشد والغي والطغيان والعدل، ووصل لإثبات انه الدولة الدينية غير صالحة لإدارة الحياة وانما هي مدخل لدولة الطغيان البتتحكم في المستضعفين بدغدغة مشاعرهم الدينية
#تحديات_الفتره_الانتقاليه

اما إدريس الكنبور إتناول التحول الكبير الإتعرض ليهو الإسلام من خلال سعي الحكام للقضاء على سلطة العلماء، ودة العامل الأهم الساهم في ظهور الحركات الدينية المتطرفة زي الاخوان المسلمين البتستخدم السند الديني لتجنيد المغيبين بزعم اقامة الخلافة الاسلامية
#تحديات_الفتره_الانتقاليه

لو جينا نعرف دور السياسي بنلقى اولويات السياسي في جوهرها بترتكز على ايجاد حلول لمشاكل المواطن المعاشة يوميا زي توفير الكهرباء، والموية، والتعليم، والصحة، والأمن الغذائي والصرف الصحي والطرق والمواصلات بدون النظر لخلفية المواطن الدينية او القبلية.
#تحديات_الفتره_الانتقاليه

لكن للأسف النٌخب السياسية عندنا شايفة انه اهم اولوياتها هو قضية الشريعة او علاقة الدين والدولة، ودة هو احد اهم الاسباب الرئيسية لشكل الدولة السودانية الفاشل من الاستقلال. الساسة السودانيين شغلوا نفسهم بوجود نص دستوري يوضح انه الشريعة هي مصدر التشريع
#تحديات_الفتره_الانتقاليه

ونسوا انه السودان فيه 2.4 مليون طفل ما مشوا مدرسة نهائي، وحوالي 41% من سكان السودان ما عندهم موية شراب صحية او حتى موية في بيوتهم وبيضطروا يسافروا مسافات للحصول على الماء، وحوالي 61% من سكان السودان ما واصلاهم كهرباء من اساسه.
#تحديات_الفتره_الانتقاليه

في ظل الاوضاع دي أي كلام عن الشريعة أو عن علاقة الدولة بالدين مفروض الناس نشوفه رفاهية. خلونا نطالب بتوفير حلول عملية لمشاكل المواطن المعاشة والاساسية والبتخليهو عضو فاعل ومنتٍّج في المجتمع، وبعد ما نحقق دة، نقعد نتفاكر في الشريعة وعلاقة الدين بالدولة
#تحديات_الفتره_الانتقاليه