كان هدف سليماني تثبيت حكومة عادل عبد المهدي، ووضع خطط لقمع الانتفاضة الشعبية التي تهدد نفوذ طهران في العراق. واجتمع سليماني مع حليف في البرلمان لإقناعه بدعم بقاء عبد الهدي في منصبه.
وكأي عمل جاسوسي، أظهرت الوثائق أن الاجتماعات لطالما كان يتم تنسيقها داخل أزقة مظلمة أو مراكز تجارية أو خلال رحلات صيد وحتى خلال حفلات عيد ميلاد.
وتظهر البرقيات، أن الحرس الثوري وتحديدا فيلق القدس الذي يتزعمه اللواء سليماني هو من يشرف على وضع سياسات إيران في العراق ولبنان وسوريا وهي الدول التي تعد الأكثر حساسية لطهران
وتحركت إيران بشكل سريع بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق في 2011 لاستقطاب مخبرين سابقين لوكالة الاستخبارات الأميركية للعمل لصالح طهران.
ورغم أن التحقيق المنشور يصف بعض الوثائق بالهزلية أو المضحكة مثل اقتحام جواسيس إيرانيين لمعهد ثقافي ألماني في العراق عادوا منه خالي الوفاض لعدم تمكنهم من فتح الخزنة التي كانوا يمتلكون أرقامها السرية ولكنها كانت خاطئة على ما يبدو
وتمكنت إيران من استغلال صعود داعش من أجل توسيع الفجوة بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما والطبقة السياسية في العراق، إذ كان الرئيس أوباما قد دفع باتجاه الإطاحة برئيس الوزراء في حينها المالكي وربطه كشرط لتجديد الدعم العسكري الأميركي.
وفي أواخر 2014 أدرجت برقية إبراهيم الجعفري الذي كان رئيسا للوزراء ووزيرا للخارجية على أنه يتمتع بـ "علاقة خاصة" مع إيران على شاكلة العلاقة التي تجمعهم برئيس الوزراء عبد المهدي.
وكشفت الوثائق أن وزير النقل العراقي وبتنسيق مع قاسم سليماني حافظ على إبقاء الأجواء العراقية مفتوحة للطيران الإيراني، والذي ربما استخدم في إيصال أسلحة وذخائر إلى داخل الأراضي السورية، من أجل دعم القوات الموالية لإيران الموجودة هناك.
من جهة أخرى أظهرت برقيات أن عملية جرف الصخر التي جرت في 2014 والتي "طهرت المنطقة من عملاء إرهابيين" أدت إلى تهجير العائلات السنية ودمرت القوات العسكرية المنازل وسيتم تدمير البقية، كما تم اقتلاع بساتين النخيل لمنع الإرهابيين من اللجوء إليها.
وذهب التحقيق إلى أنه ربما كانت إيران قد خسرت أمام الولايات المتحدة في السيطرة على بغداد في مراحل معينة، ولكنها استطاعت كسب تأييد العديد من المناطق الجنوبية خاصة تلك التي تتبع الطائفة الشيعية
ويبدوا أن تأجيج الحرب الطائفية السنية – الشيعية عادت بالنفع على إيران، والتي وجد فيها عراقيون أنها "حامية" لهم من خطر السنة وتنظيم داعش ناهيك عن فشل الولايات المتحدة عن فرض الأمن والحماية في البلاد
ow.ly/qj0x30pU9w9