Thread by @mayaltaha

كيف يستطيع الإنسان أن يفتكّ من أسرِ الأصنام (catalog)التي صنعها الآباء سواء أكانوا آباء بيولوجيين أو آباء تتعلق بعقائد وفلسفات وأحزاب واتجاهات؟وهل يستطيع حقًا أن يرى الأمور من زوايا مختلفة غير تلك الزاوية الأحادية التي نشأ عليها؟
إن حرب الأصنام هي حرب تحرير الإنسان لنفسه
#مي_الطه

وإن #إعادة_التأطير مسألة في غاية الخطورة والأهمية؟ لأنك من المستحيل أن تجد حلولاً غير تلك المجربة وأنت تستخدم باستمرار نفس المقاربة (الطريقة) في التفكير؟ ففي بعض البيئات يقولون نحن جربّنا ولم ننجح بينما الحقيقة هو كرر الخطأ الواحد أكثر من مرة لأنه لم يستطيع أن يعمل #Reframing!

فكلما أستطيع أن أنظر إلى الموضوع أو المشكلة من زوايا متعددة ستكون فرصتي وحدسي في أن أكتشف الحل تختلف عن فرصة وحدس آخر ليس لديه إلا مقاربة واحدة، وأفضل من تحدث في هذا الموضوع هو الفيلسوف #فرانسيس_بيكون، وهو أول من أسس لثقافة #القرار من زوايا متعددة بحيث تسمح لمتخذه بأن يفكّ ويعيد=

تركيب إطاره الفكري، كي لا يعيد انتاج نفس الإجابات وتزداد فرصته في أن يخلق حلولاً جديدة، ببساطة شديدة فإن #الإطار_ّّالفكري في ذهنك في عقليتك في طريقة تفكيرك يعني أنك تصدر أحكامًا دون أن تشعر مبنيّة على (أفكارك السابقة)، بينما غيرك يفكر "كيف يمكنني الوصول لهذه الشخصية أو الجهة=

وكيف يمكنني التأثير في قراراته المستقبلية؟ إن أصعب قضية في #التفكير_الاستراتيجيي هي إعادة التأطير، لأنها تحتاج لشيء أكثر من التعليم، تحتاج إلى إقناع الشخص بأن يفكّ إطارٍ نشأ عليه وأن ينظر من زاوية ثانية وهذا أمر بالغ الصعوبة .. إن أيّ بشرٍ في أية بيئة من البيئات عادة ما يكونوا=

أسرى لأربعة أنواع من الأصنام النوع الأول هو #أصنام_القبيلة: ويقصد بها التنشئة، فالأم ستقص لولدها الحكايات و تنشد له الأغنيات والأب سيقول له القصص والحكايات وطوال الوقت يكتبون في دماغه شفرة وهو لا يستطيع أن يقاوم شيء،فالأشياء تُحفر في ذهنه، وعندما يذهب إلى المدرسة أيضًا نكتب فيه=

ثم نأتي بقصص آخرى وطوال الوقت نكتب ونكتب في رأسه ونقول هذا صواب وذاك خطأ وهذا الدماغ لا يفكر بنفسه! وإلى أن يصحو ويبدأ يفكر بنفسه، كل أفكاره ستكون مرجعيتها هي (الشخبطة) السابقة! فإذا كانت هذه الشخبطة جيدة فهو شيء ممتاز، ولكن إذا كانت مليئةً بالأخطاء،سيكون في طبيعة الحال ضحية تلك=

الأخطاء .. ولا يوجد إنسان من البشر لا تنطبق عليه هذه القاعدة، فالبيئة تشخبط فينا بقوة وأحيانًا تشوهّنا ..
النوع الثاني هو #أصنام_المسرح: المجتمع أيضًا يضع محرمات (Taboo) يقول لك هذا الموضوع إياك أن تقترب منه ولا تسأل فيه أبدًا! وذاك الشخص ممنوع ممنوع تسأل عنه فهو فوق السؤال!

وعلى مسرح الحياة يضعون لك أصنامًا، هذه الأصنام أنت ممنوع تسأل عنها، وكل واجبك كبشر عندما تمرّ عليها تضرب لها التحية والسلام وتردد كلمات التهليل التي تعلمتها عنها، بدون أن يكون لك معرفة في صوابيتها أو خطأها لأن (تابلوهات) كبيرةٍ موضوعةٍ على مسرح الحياة =

وصلتني أسئلة حول مفهوم #Reframing تستحق التوقف عندها؛ كيف سأغير إطاري الفكري؟ هل هذا يعني أنني سأتنازل عن ثوابتي وقيمي أو يضطرني لأن أنزع جلدي؟ هل سأغير وجهي أنا وحدي؟وماذا سأفعل إذا كان الآخر لا يقبل حتى بفكرة التعايش معي؟ تبدو هذه الأسئلة سهلة ومتداولة لكن الواقع يشيّ بغير ذلك=

فهي من المحرمات الكبيرة غير المسموح الاقتراب منها! وسأتخذ من ظاهرة #الإرهاب مثالاً أحاول الإجابة فيه ضمنيًا على بعض الأسئلة الواردة وإعادة تأطير عقولنا وزيادة فرص تأثيرنا ولكي نرى الصورة الكبيرة للمشهد ونفكر بمدىً أرحب ..
ليس قبل أن أنهي أنواع الأصنام

النوع الثالث هو #أصنام_الكهف:في هذا القفص الكبير محبوس كل منّا بجيناته!! فمنّا الغضوب سريع الأنفعال كما النار ومنّا والهادئ البارد كما الصقيع هذه هي الطبيعة الشخصية الناتجة عن كهف الإنسان،وهي إنعكاس الصور فيه فإما إنعكاس حاد وإما بطيء وإما هادئ وإما غضوب ..وهي مشكلة تواجه الإنسان

وأحيانًا يقضي العمر كله يحاول التكيّف مع هذا القيد المحكم الشديد ويحلم لو يستطيع مرةً اجتياز الحدود والسفر البعيد ..
النوع الرابع هو #أصنام_السوق: هي #اللغة! لأننا في السوق نتبادل عملةً وهذه العملة هي اللغة، ألسنا نقول "أن هذه العملة زائفة"؟ كما الذي الذي يقول أن الحرية (مثلاً)=

شيء عظيم وأنت تقول له نعم هي شيء جميل .. ثم تقول له لنجلس معًا إذن ونكتب قوانين الحريات، فجأة يحدث بينكما خلاف " كنا متفقين،كنت أظن"! لأننا كنا نتبادل عملة السوق؟حرية ــ حرية، كرامة ـ كرامة، مساواة ـ مساواة .. وأول ما ندخل في التفصيلات يظهر سعر العملة التي عندك والتي عندي!؟

ويتبين أن السعر الذي عندك غير السعر الذي عندي! فأنا قد وضعت لها 90% وأنت وضعت لها 50% والثالث وضع 20% إذن نحن نتبادل هذه العملة باستمرار لكنها في أذهاننا مختلفة اختلاف المشرقيين عن المغربيين..وقسّ على ذلك فعندما نستدعي الكلمة نستدعي معها ثقافتنا وبيئتنا وقيمنا ..Refaming صعب جدًا

إن عملية إعادة تأطير مجتمع كامل ليست عملية يسيرة بل مخاض عسير وخروج من أنفاق مهلكة، كما وليس كل #القادة قادرين لأن يروا إطارًا غير الإطار التقليدي الموجود داخل بيئتهم، فأول قضية في #Reframing عند القيادات التي تشتغل في العمل #الاستراتيجي أن الفكرة عندما يطرحها ينبغي أن يتركها تصل

إلى نهاياتها بحيث تبدو كأنها نسق واحد ولا يتركها تُقتل قبل أن تبدأ! لأن غاية #التفكير_الاستراتيجي أن الإنسان يستطيع أن يرى الموضوع من زوايا مختلفة، لذلك في أثناء النقاشات القيادية دائمًا يكشف عن الشخص الذي يضع على عينه (رشمة) فهو لا يستطيع أن يستمع لرأي خارج صندوقه الذي وضع فيه=

إن حرب الأصنام هي حرب تحرير الإنسان لنفسه وإن مسارات الحياة كثيرة جدًا، لكنه مبرمج بحيث لا ينظر إليها أو ينظر كما تنظر الدابة التي تلف وتدور حول الساقية وعندما تنزع (الرشمة) عن عينيها لسان حالها يقول: "أنا تهتْ" وأريد أن أعود داخل إطاري!
فعندما تتحرر من قناعها سترى الدنيا واسعة=

وهي ليست مدربة أن تفكر بهذا الإتساع!
والمشكلة هي أن هذا الشخص لا يستطيع أن يتعايش مع المختلف!هل فكرة #التعايش تحتاج إلى ذكاء غير طبيعي؟وكيف نجعله يفهم أن التعايش هو الأساس؟ (هم) لا يسمحوا للآخر المختلف أن يعيش!يا ترى في تكويننا نحن هل لدينا قبول بهذا المبدأ؟ مبدأ أن الناس مختلفون

أختم بحكمة تستحق التأمل " لا أتذكر قائلها"

لا تستطيع أن تكتب شيء جديد
ما لم تزيل الكتابة السابقة ..
للملف تتمة
كونوا بخير