My Authors
Read all threads
المارشال إيتالو بالبو، طفولته، شبابه، حياته العسكرية، وإنجازاته كحاكم لليبيا...

سنعرض لكم من خلال هذه السلسلة بعضاً من الوقفات في حياة أحد أكثر الشخصيات المؤثرة في تاريخ ليبيا والذي يصفه المؤرخون بأنه مؤسس ليبيا الحديثة :
ولد إيتالو بالبو في مقاطعة فيرارا عام 1896 في أسرة متوسطة هو رابع أبنائها وكان أباه مديراً لمدرسة ، عُرف بالبو بولعه بقصص روبينسون كروزو والمغامرات في البلدان البعيدة والغابات و ومهتما بجمع الخرائط المختلفة ونمت معه مواهب الكتابة والتحقيقات الصحفية والشّعر وكان شغوفاً بالطيران :
بعد إندلاع الحرب العالمية الأولى تطوع في الجيش بعمر مبكر حيث صُقِلت شخصيته القيادية في معارك جبال الألب خلال الحرب على الامبراطورية النمساوية المجرية عام 1917، فخدم في الفوج الثامن وتحصل على ميدالية برونزية واثتنتين فضيتتين، وترقى إلى رتبة نقيب بسبب شجاعته في الحرب :
مع نهاية الحرب العالمية الأولى دخل بالبو الكلية الجوية وتعلم قيادة الطائرات وأصبح طياراً في سلاح الجو وحقق حلم طفولته بأن يصبح طياراً عام 1918 :
بعد الحرب درس في فلورنسا وحصل على شهادة في العلوم الاجتماعية ثم عاد إلى مسقط رأسه ليعمل كموظف بنك.

في عام 1921 انضم بالبو لرابطة فيرارا وهي فرع من الحزب الفاشستي (يجدر الإشارة إلى أن كلمة فاشستي أو بالإيطالية fascismo تعني حزمة أو رابطة، ويُعرّب إسم الحزب الفاشي إلى حزب الرابطة)
كان بالبو احد المؤسسين للمجلس الفاشستي الأعلى عام 1923 وهو لا يتجاوز ال27 سنة.

برزت شخصيته القيادية وبدأ في تنظيم فِرق الشباب الفاشستي، والتي كانت الجناح العسكري للحزب والتي قامت بفك الإضرابات المحلية لملاك الأراضي وهاجموا الحركات الشيوعية والاشتراكية التي بدأت تنشط تلك الفترة :
كانت إيطاليا تعاني من ضعف سياسي وإقتصادي كبير كما هو حال أغلب الدول الأوروبية بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى، مما تسبب في فراغ سياسي أدى إلى نشوء أحزاب وآيديولوجيات مختلفة تسعى للسلطة.

إستمر هذا الوضع بين عامي 1918-1922 إلى أن تمكن الحزب الفاشي من الوصول للسلطة وتشكيل حكومة :
عام 1925 تم تعيين بالبو وكيلاً لوزارة الإقتصاد، وفي أواخر عام 1926 تم تعيينه وزيراً للشؤون الجوية، ثم تدرج في المناصب حتى وصوله لمنصب الوزير وقائد سلاح الجو مع عام 1929 بعمر 33 سنة.

ذهب بالبو في زيارات إلى اليابان واستراليا والولايات المتحدة والبرازيل مطلع الثلاثينيات :
في عام 1933 إستقبله وكرّمه الرئيس الأمريكي روزفلت وتم تسمية طريق في نيوفاوندلاند بإسمه، ومع منتصف العام 1933 أصبح وجه المارشال بالبو مألوفا في الصحف الأوروبية والأمريكية كأشهر شخصية في إيطاليا واكثر شخصية شعبية كاريزمية بعد الدوتشي موسوليني وسفيراً للفاشية حول العالم :
بعد إتمامه زياراته الدبلوماسية عاد بالبو إلى إيطاليا حيث فوجِئ بتكليف موسوليني له كحاكم عام لإقليمي طرابلس وبرقة في شمال أفريقيا.

أثار هذا الخبر حفيظة بالبو إلا أنه قبِل به، وفي 15 يناير 1934 وصل بالبو إلى طرابلس وقام بجولة في المدينة وقام بتحية السكان وأهالي المدينة :
في اليوم التالي تسلّم المارشال بالبو منصبه بعد تكريم الحكام السابقين له فولبي دي بونو و بييِترو بادوليو، وتعهد بالبو بتحسين أوضاع الإقليم وجلب الحضارة والرفاهة له.

بدأ بالبو الإطلاع على أحوال المستعمرة الصحراوية التي كانت تعرف ايضا بتريبوليتانيا وتشيرينايكا من مقره بقلعة طرابلس:
بعد الإطلاع على ملفات وتقارير الحكام السابقين وميزانيات المستعمرة، أدرك بالبو حجم التحدي في تحويل هذه الأراضي مترامية الأطراف وفقر مواردها وتكاليف الحروب وحملات التخريب التي نشبت بها خاصة في الجبل الأخضر والتي إنتهت بإعدام زعيم المتمردين السنوسيين قبل سنتين من وصول بالبو لطرابلس:
سنحت لبالو الفرصة بعد إنهيار المقاومة المحلية وتقبل السكان المحليين للولاية الإيطالية على أراضيهم عوضا عن الولاية العثمانية المنهارة.
إستغل بالبو الفرص لتحويل أراضي المستعمرة إلى إمتداد حقيقي لإيطاليا "الشاطئ الرابع" بحل الخلل الاقتصادي للمستعمرة ودمج سكان المستعمرة الاصليين :
لتحقيق هذا الحلم سعى المارشال لتوحيد الإقليمين إدارياً تحت كيان موحد، فقبل وصول بالبو كان لكل إقليم ميزانيته الخاصة ونظامه الضريبي والإداري المستقل وفشلت كل المحاولات السابقة لتوحيد الإقليمين آخرها رفض الجنرال غراتسياني بعد خرق قادة المقاومة بالجبل الأخضر لمعاهدة سيدي رحومه 1929:
لإثبات عزمه على وحدة المستعمرة، قام بالبو بإختيار يوم ذكرى الدستور في الأول من يونيو1934 لتقديم طلب توحيد إقليمي طرابلس وبرقة، حتى صدور القرار الملكي بتوحيد أراضي المستعمرة تحت كيان واحد يطلق عليه اسم "ليبيا" في 3ديسمبر1934 تيمنا بالإسم الذي أطلقه الإغريق قديماً على شمال أفريقيا:
أصبح إسم "ليبيا" مرادفاً لإيتالو بالبو في الصحافة العالمية عند الحديث عن الحاكم الأوحد للإقليم الجديد.

بعد تأسيس هذا الكيان المسمى ليبيا والذي لم يستسغ بعضا من سكانه الأصليين هذا الإسم الغريب على لغاتهم وهوياتهم المتنوعة، ركز بالبو كل جهوده على جعل وحدة ليبيا الجغرافية واقعاً :
قام المارشال بالبو بتسخير سلاح الطيران لمراقبة الصحارى الشاسعة وبالاستعانة بقوات المهاري وهي قوات من راكبي الجِمال من السكان المحليين المسلحين بأحدث الاسلحة الرشاشة لبسط السيادة على أراضي المارشال البعيدة ولحماية حدود الإقليم الصحراوية :
التحدي الاخر أن أراضي الإقليم كانت تعاني من شبه إنعدام للطرق والمواصلات بين أطرافها والوطن الأم مع إنعدام خطوط الهاتف والتلغراف والطرق المعبدة بين إقليمي طرابلس وبرقة عدا رحلة بحرية أسبوعية بين بنغازي وطرابلس، عالجها بالبو بإطلاق مشاريع التطوير الشاملة لمدن الإقليم الكبرى :
أول هذه المشاريع ولكسر العزلة بين مدن الإقليم قام بالبو بإنشاء مطار (Castel Benito) 33كم جنوب طرابلس وربطه برحلات جوية مباشرة مع بنغازي وغدامس وسبها وتونس وروما عبر جزيرة مالطا البريطانية، بالتعاقد مع شركة طيران الركاب والبريد الإيطالية (Ala Littoria) :
في الوقت نفسه ومع حلول عام 1935، تضاعفت خطوط الهاتف ثلاث مرات داخل مدن الإقليم وتم ربط الإتصالات اللاسلكية وخدمات البريد بين طرابلس وروما وميلانو ونابولي.

كذلك تمت صيانة سكك الحديد ومد سكك جديدة إلى المدن والقرى البعيدة عن المدن الكبرى وشراء قاطرات جديدة لتدعيم خدمات المواصلات :
أواخر عام 1934 قام بالبو بإطلاق مشروع ربط طريق معبدة على ساحل المتوسط من امساعد شرقا حتى راس جدير غربا (Litoranea Libica) والذي أُنجِز في ظروف مناخية وتضاريس قاسية وتم تسميته فيما بعد بطريق بالبو (Via Balbo) تكريما له على إشرافه شخصيا على المشروع لتأكيد الوحدة الجغرافية لليبيا :
أشرف بالبو على مراحل تنفيذه وإمداد الماء والتموين لإعاشة اكثر من 13 الف عامل لإنجاز المشروع في درجات حرارة وصلت الى 49 مئوية صيف عام 1936، وسببت التضاريس الوعرة والوديان والرمال المتحركة بتعطل الكثير من الآليات والعربات المخصصة للمشروع وتكونت مقابر للشاحنات وخصوصا حول بلدة سرت :
في خريف ذلك العام ترك الكثير من العمال المحليين المشروع وهرعوا نحو المزارع بعد نجاح مشروع التنمية الزراعية، تدخل بالبو لتنظيم عملية توظيف السكان وتحسين أجورهم وعمليات نقلهم من بلداتهم ومناطق تعبيد الطريق الساحلي مع زيادة الحوافز المادية بشكل ساهم في انجازه في وقت قياسي :
تم إفتتاح الطريق رسمياً يوم 12مارس1937 عند المركز الحدودي امساعد، وإستغرق المشروع سنتين ونصف وبكُلـفة بلـغت (103 ملايين ليرة إيطالية)، وأظهر هذا المشروع تظافر جهود المقاولات الإيطالية والعمال الإيطاليين مع العمال من السكان المحليين لإنهائه في زمن قياسي بالمقارنة مع حجم المشروع :
من المشاكل التي واجهت بالبو، عوز الموارد المالية الذاتية للإقليم وعدم قدرته تغطية ثلثي مصاريفه والتي يتم تعويضها من الخزانة الإيطالية، فأرسال البعثات الجيولوجية والمعدات للتنقيب عن النفط لكن بائت بالفشل بسبب محدودية الخبرات والتكنولوجيا الايطالية بمجال استكشاف النفط في ذلك الوقت:
قام المارشال بالبو بالتركيز على الاستصلاح الزراعي وتشجيع المزارعين ومدهم بجميع الحوافز للاستقرار واستصلاح آلاف الهكتارات من الاراضي القابلة للزراعة، بالرغم من أنه لم يكن أول حاكم للإقليم يقوم بدعم النشاط الإقتصادي عبر تشجيع الزراعة إلا أن بالبو أضاف الكثير هذا القِطاع :
عندما تسلّمت إيطاليا طرابلس عام 1911، كانت عبارة عن قرية صيد عثمانية مهملة مقارنة بمدن كبرى مجاورة مثل تونس والجزائر ذلك الوقت، بدأ الايطاليون إدخال التحسينات الحضارية من شوارع معبدة وإضاءة وإمدادات المياه وتطوير للميناء ولكن لم ترضي هذه التحسينات المارشال الذي كان يطمح للمزيد :
في الأشهر الاولى من تسلمه الحكم وفي خضم تحضيرها لتكون عاصمة ليبيا الموحدة، قام بالبو بفرض حزمة من المعايير والقوانين الخاصة بتصاميم المباني وشروط الإنشاءات والبناء ونشر المعايير والشروط الحكومية للبناء وتمرير أي مشروع على لجنة تقييم من المهندسين المعماريين للموافقة عليه او رفضه :
مع حلول عام 1938، كانت طرابلس بالبو مأخوذة على أهواء مدينة أوروبية حديثة حيث تم إنشاءها بالتصميم الإيطالي مع لمسة خاصة، شوارع كبرى على التوالي على جوانبها تنسيق من أشجار النخيل، والهندسة المعمارية البيضاء العالية القامة، والمباني العامة الكبيرة، والحدائق الجميلة والمقاهي وغيرها :
عمل بالبو أيضا على تحسين المرافق الطبية والخدمات الصحية وتشييد المستشفيات وإرسال بعثات الرعاية الصحية للقبائل البدوية بهدف القضاء على الأمراض السارية مثل الطاعون والكوليرا و الجدري التي تفتك بهم، كما قامت الحكومة بتوزيع كميات من الأدوية والضمادات والتطعيمات المجانية على السكان :
أدخل بالبو تحسينات كبيرة في المنظومة التعليمية، حيث وضِعت مناهج التعليم ثنائية اللغة (بالعربية والإيطالية)، وبحلول عام 1939 كانت معظم القرى مجهزة بمدارس يعمل فيها المعلمون المحليون والإيطاليون معاً في مجال التعليم العالي، وتم أيضا إنشاء كلية إسلامية :
اتبعت المدارس الإبتدائية والكلية الإسلامية نمطا تعليميا للذكور واتخذ بالبو خطوات مبتكرة لإنشاء مدارس للإناث بإستشارة المشايخ والأعيان ورضاهم بحيث لا يثير أي حساسيات في مجتمعاتهم وتعاليمهم

كما تم إنشاء معاهد لتدريب الممرضات حيث وصل عدد الطلبة الى 1163 موزعين على 14 معهد عام 1940:
أنشأ بالبو هيئة السياحة والفنادق والتي قامت ببناء الفنادق والإشراف عليها والإهتمام بالآثار وصيانتها وإنشاء دُورِ العرض (السينما) والمصايف البحرية وترتيب الرحلات الصحراوية، وكانت هذه الهيئة هي المسؤولة عن كافة الشؤون السياحية والترفيهية داخل الإقليم :
كما أراد بالبو أن يعطي طرابلس مظهراً دولياً، فقام بإطلاق سباق دولي للسيارات يُقام سنوياً والذي شهد مشاركة العديد من المتسابقين من حول العالم.

كما تم إطلاق مسابقات أخرى تضم سباقات الطائرات والفروسية وسباقات الجِمال بالإضافة لإفتتاح أول ملعب لكرة القدم في الإقليم :
لم تقتصر مشاريع التطوير والبناء وإستصلاح الأراضي على طرابلس فحسب، بل شملت أغلب مدن الساحل مثل بنغازي ودرنة والمرج ومصراته والزاوية والخمس وزليتن.

تم الشروع في أغلب تلك المشاريع في أواخر الثلاثينات والتي لم يكتمل معظمها بسبب إندلاع الحرب العالمية الثانية :
ربيع عام 1937، قام موسوليني بزيارة لليبيا بمناسبة إفتتاح الطريق الساحلي والذي تم إنجازه حديثا، أراد موسوليني أن يعلن للقوى العظمى أن إيطاليا حريصة على تطوير إمبراطورتيها كما أراد شكر الليبيين على ولائهم ودعمهم خلال الحملة الإثيوبية بعد مشاركتهم في صفوف القوات الإيطالية :
تولى بالبو التحضير لهذه الزيارة، حيث كانت هناك إحتفالات تنصيب وإستعراضات عسكرية وعروض مسرحية، ومآدب وركوب خيل وجولات في المواقع الأثرية المحفورة حديثاً إلى القرى الإستيطانية.

أعد بالبو إحدى عروضه الكبرى وهو إفتتاح قوس فيليني الذي ميّز الحدود بين برقة وطرابلس في وسط صحراء سرت :
رتب بالبو حفل الإفتتاح بأسلوب هوليوودي، فمع حلول الغسق إشعلت الكشافات المبهرة على القوس الذي بدا مَهيبا، مطوّقا بحوامل مشتعلة كما حلقت طائرات في السماء وإصطف بالطريق حرس الشرف على ظهور الجمال وكتيبة من الجنود الليبيين مع قرع الطبول وسط تصفيق حار من طواقم العمل الإيطالية والليبية:
ألقى موسوليني خطابا واعدا فيه الليبيين السلام والعدالة قائلا "إن الشعب المسلم هو جزء من إمبراطورية إيطاليا التي ستحترمه وتمنحه كامل حقوقه في ظل النمو والإزدهار" وأشاد بعمل الحاكم بالبو، كما تم تتويج موسوليني بلقبه الجديد "حامي الإسلام" واستلم الدوتشي "سيف الإسلام" كرمز للمناسبة :
بعد إنتهاء زيارة موسوليني لليبيا عام 1937، ضاعفت الحكومة المركزية بروما الميزانية المصروفة على إقليم ليبيا، كما تزايدت أعداد المستوطنين القادمين إلى الإقليم الجديد والذين كان غالبيتهم من المزارعين والفلاحين بالريف الإيطالي وعمال المصانع بهدف تدوير عجلة الإنتاج داخل الإقليم :
حرص المارشال بالبو على حقوق السكان الأصليين بمختلف أعراقهم، وكان على تواصل دائم مع زعماء وشيوخ وأعيان القبائل وعمل بمشورتهم في العمل على تحسين أوضاعهم المعيشية والوقوف على مطالبهم.

كما عمل بالبو على إنشاء قرى إسلامية خاصة لإسكان القبائل البدوية عوضاً عن الخيام ومنازل الصفيح :
لكسر عقدة الإختلاف الثقافي والجغرافي بين إقليم ليبيا وباقي الأقاليم الإيطالية في الشمال، قام بالبو بإرسال دعوات إلى كبار الشخصيات المؤثرة من السكان العرب والبربر الليبيين لزيارة إيطاليا، حيث تم إستقبالهم في روما إستقبالاً رسمياً في القصر الملكي وبحضور رئيس الدولة بينيتو موسوليني:
شهدت فترة حكم بالبو تطوراً إقتصادياً وطبياً وتعليمياً غير مسبوق في تاريخ ليبيا، الولاية التي وحّدها وأسسها الماريشال إيتالو بالبو وسخّر كل مجهوده لتطويرها والنهوض بها من اتون الفقر والتأخر، والتي جعل منها نموذجا للتعايش المشترك بين مختلف أعراق وديانات العالم وفي سبع سنوات فقط!
إستمرت مشاريع التطوير والبناء وعاش سكان الإقليم أزهى فتراتهم بين عامي 1934-1940 ، إذ أن إندلاع الحرب العالمية الثانية وإشتعال جبهاتها في شمال أفريقيا بين القوات البريطانية المتمركزة في مصر والقوات الإيطالية الليبية أدى إلى توقف الأعمال والمشاريع التي كانت مخصصة للإقليم :
أُحيلت المهام العسكرية في شمال أفريقيا من القيادة الإيطالية إلى المارشال بالبو الذي تولى مهمة الدفاع عن إقليمه بنفسه حيث قاد القوات الجوية في المعارك الأولى.

شاركت في الحرب الفِرق العسكرية المختلفة لسكان الإقليم من الإيطاليين والليبيين الذين حاربوا ببسالة وشجاعة طيلة الحرب :
في الثامن والعشرين من يونيو عام 1940 وأثناء هجوم جوي بريطاني، أقلع المارشال بالبو بطائرته العسكرية من مطار طبرق في مهمة عسكرية للتصدي للهجوم البريطاني مما أدى إلى إصابة طائرته وسقوطها.

توفي المارشال عن عمر يناهز 44 عاماً وتم تشييع جثمانه بطرابلس في جنازة عسكرية حضرها الآلاف :
بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية ووقوع ليبيا في قبضة القوات البريطانية تم نقل رفاة المارشال إلى مسقط رأسه بإيطاليا.

وكان من ضمن العقوبات التي فرضتها دول الحلفاء على إيطاليا هي سحب الأقاليم التابعة لها في أفريقيا، مع الإبقاء على الإسم "ليبيا" الذي أطلقه عليها بالبو بعد توحيدها :
عملت الحكومة البريطانية والأمريكية على محو أنظمة الإدارة الإيطالية بحيث تنهي أي حلم بعودة ليبيا إلى أحضان إيطاليا، وفي 1951 وبعد ثماني سنوات من الإنتداب البريطاني منحتها بريطانيا الإستقلال وسُميت "المملكة الليبية"، والتي أُسست بكل مقومات ليبيا الإيطالية التي أسسها المارشال بالبو.
Missing some Tweet in this thread? You can try to force a refresh.

Keep Current with ليبيا الإيطالية

Profile picture

Stay in touch and get notified when new unrolls are available from this author!

Read all threads

This Thread may be Removed Anytime!

Twitter may remove this content at anytime, convert it as a PDF, save and print for later use!

Try unrolling a thread yourself!

how to unroll video

1) Follow Thread Reader App on Twitter so you can easily mention us!

2) Go to a Twitter thread (series of Tweets by the same owner) and mention us with a keyword "unroll" @threadreaderapp unroll

You can practice here first or read more on our help page!

Follow Us on Twitter!

Did Thread Reader help you today?

Support us! We are indie developers!


This site is made by just two indie developers on a laptop doing marketing, support and development! Read more about the story.

Become a Premium Member ($3.00/month or $30.00/year) and get exclusive features!

Become Premium

Too expensive? Make a small donation by buying us coffee ($5) or help with server cost ($10)

Donate via Paypal Become our Patreon

Thank you for your support!