"ذبيح بين الشفاه"
قالوا السعادة أن تعاشرَ زوجتين
تقضي الحياةَ منعَّمًا وقريرَ عين
أنَّى اتجهتَ فهذه من شوقِها
تهوي إليكَ وتلكَ باسطةُ اليدين
في روضةٍ ينسابُ في جنباتها
نهر يزف الأمنيات لشاطئين
في أُفقها الأطيافُ باسمةُ الرؤى
والورد يسكب لونه في مبسمين
👇
غصنٌ يعانقُ في الرياضِ حمامتين
إن قَبَّلَتْ هندٌ جبينَك قبلةً
طبعتْ بثينةُ فوق ثغرِك قبلتين
وإذا لبستَ تعللاً ثوبَ الضنى
وبثثتَ كالمصدورِ أطول زفرتين
ذابت أسىً وتوجعًا كبداهما
ورأيتَ كلتا الضَرَّتين حزينتين
👇
وتشخِّص الأخرى حديث المقلتين
تتنافسان إلى شفائك هذه
تشدو بأغنيةٍ وتلك بقصتين
كلتاهما للحب تفتح قلبها
طيرٌ يطوف على مفاتن جنتين
فجمعت ما بخلت به نفسي على
زوجي الحنون من الجواهر واللجين
ودفعُته للناصحين لعلّني
أحظى بما يحظى به زوجُ اثنتين
*للقصة بقية👇
سكبتْ تغاريدَ الصبا بيني وبين
أمضيتُ سبعًا في ضيافة متعةٍ
عذريَّةِ الأحلامِ تحضن مهجتين
ألقت على قلبي غشاوة سحرها
فهجرت باللَّذات أم الطفلتين
ورشفت من ثغر الفتون صبابتي
فنسيت كيف أعيش في الدنيا وأين؟
يختال في أفق الخيال بطائرين
حتى أثار الرعب فينا ليلةً
صوتٌ يجلجلُ في حنايا الغرفتين
فصحوتُ مذعورًا وقلتُ لمن معي
هُبِّي قِفَي كيلا نكونَ ضحيتين
هذا صراخُ حليلتي الأولى فلا
تهني وكوني في الملامةِ بين بين
غضباً ويسفحُه الجوي في الوجنتين
قالتْ وقد جَفَّتْ منابع صبرها
وجبَ القصاصُ إذًا وربِّ المسجدين
أحرقتَ أحلامي وبعتَ عواطفي
ونصبتني هدفًا لتعذيبٍ وأيْن
وسلبتَني فرحي وروضَ سعادتي
والحبُّ في برديك هجرانٌ وبَيْن؟
حُسنًا يشعُّ سناؤه من نيرين
الحبُّ أنتِ وفي يديكِ نعيُمه
ما غِبْتِ عن قلبي الجريح دقيقتين
فتنهَّدت أُخراهما وتبرمت
ألقت عليَّ من الكراهة نظرتين
ومضتْ تَجُرُّ الحزنَ في أحشائها
وجفونُها تحسو وتلعق دمعتين
عن صدها كيلا نعذِّب مضغتين
فتمنَّعت حينًا فلما أبصرت
ولهي يصوغُ من العذاب قصيدتين
قالت سأرجع إن صدقتَ وأردفت
هل أنتَ تهواني؟ فقلت كما ترين
ورجعتُ للأولى فقالت عُد لها
هل كنت تحسبنا بدارِك نعجتين
ما كنتُ أومن أن قلبك سلعةً
في كلِّ حانوت يباع بدرهمين
وأشدُّ من شعري عليك ضفيرتين
قد كنتَ لي الأملَ الذي شيدتُه
ومنحتُه لك من ضلوعي نجمتين
فوقفتُ مبهوتًا أتمتمُ من أنا؟
أصبحتُ بينكما فريسةَ رغبتين
عَلَّمتُماني كيفَ أضحك كاذبًا
وأقدِّمُ الأعذار في بَلهٍ ومين
وأضعتُ بينكما حقوقَ الوالدين
وحملتُ من أجلِ الوصولِ إليكما
دَيْنًا ينوء به الفؤادُ وأيُّ دين
يا زوجتيَّ حزمتُ كُلَّ حقائبي
ورحلتُ لن أبقى ضحيَّةَ ضرَّتين
في ظِلِّ واحدةٍ تجرَّعْتُ الأسى
وشربتُ كأسَ الموتِ في ظلِّ اثنتين
😆