My Authors
Read all threads
#التعدد

"ذبيح بين الشفاه"

قالوا السعادة أن تعاشرَ زوجتين
تقضي الحياةَ منعَّمًا وقريرَ عين

أنَّى اتجهتَ فهذه من شوقِها
تهوي إليكَ وتلكَ باسطةُ اليدين

في روضةٍ ينسابُ في جنباتها
نهر يزف الأمنيات لشاطئين

في أُفقها الأطيافُ باسمةُ الرؤى
والورد يسكب لونه في مبسمين

👇
تتسابقان إلى رضاكَ توددًا
غصنٌ يعانقُ في الرياضِ حمامتين

إن قَبَّلَتْ هندٌ جبينَك قبلةً
طبعتْ بثينةُ فوق ثغرِك قبلتين

وإذا لبستَ تعللاً ثوبَ الضنى
وبثثتَ كالمصدورِ أطول زفرتين

ذابت أسىً وتوجعًا كبداهما
ورأيتَ كلتا الضَرَّتين حزينتين

👇
وتجس نبضك رقَّةً إحداهما
وتشخِّص الأخرى حديث المقلتين

تتنافسان إلى شفائك هذه
تشدو بأغنيةٍ وتلك بقصتين

كلتاهما للحب تفتح قلبها
طيرٌ يطوف على مفاتن جنتين

فجمعت ما بخلت به نفسي على
زوجي الحنون من الجواهر واللجين

ودفعُته للناصحين لعلّني
أحظى بما يحظى به زوجُ اثنتين

*للقصة بقية👇
وشدَت لي الأيامُ عذبَ لحونِها
سكبتْ تغاريدَ الصبا بيني وبين

أمضيتُ سبعًا في ضيافة متعةٍ
عذريَّةِ الأحلامِ تحضن مهجتين

ألقت على قلبي غشاوة سحرها
فهجرت باللَّذات أم الطفلتين

ورشفت من ثغر الفتون صبابتي
فنسيت كيف أعيش في الدنيا وأين؟
وسري بساط الحب – خمريُّ المنى
يختال في أفق الخيال بطائرين

حتى أثار الرعب فينا ليلةً
صوتٌ يجلجلُ في حنايا الغرفتين

فصحوتُ مذعورًا وقلتُ لمن معي
هُبِّي قِفَي كيلا نكونَ ضحيتين

هذا صراخُ حليلتي الأولى فلا
تهني وكوني في الملامةِ بين بين
ورأيتُها والحقدُ يصبغُ وجهَها
غضباً ويسفحُه الجوي في الوجنتين

قالتْ وقد جَفَّتْ منابع صبرها
وجبَ القصاصُ إذًا وربِّ المسجدين

أحرقتَ أحلامي وبعتَ عواطفي
ونصبتني هدفًا لتعذيبٍ وأيْن

وسلبتَني فرحي وروضَ سعادتي
والحبُّ في برديك هجرانٌ وبَيْن؟
قلت اهدئي فغدًا ستشرقُ دارُنا
حُسنًا يشعُّ سناؤه من نيرين

الحبُّ أنتِ وفي يديكِ نعيُمه
ما غِبْتِ عن قلبي الجريح دقيقتين

فتنهَّدت أُخراهما وتبرمت
ألقت عليَّ من الكراهة نظرتين

ومضتْ تَجُرُّ الحزنَ في أحشائها
وجفونُها تحسو وتلعق دمعتين
فتبعُتها متوسِّلاً أن ترعوي
عن صدها كيلا نعذِّب مضغتين

فتمنَّعت حينًا فلما أبصرت
ولهي يصوغُ من العذاب قصيدتين

قالت سأرجع إن صدقتَ وأردفت
هل أنتَ تهواني؟ فقلت كما ترين

ورجعتُ للأولى فقالت عُد لها
هل كنت تحسبنا بدارِك نعجتين

ما كنتُ أومن أن قلبك سلعةً
في كلِّ حانوت يباع بدرهمين
كم بِتُّ أسقيكَ الحنانَ تلهفًا
وأشدُّ من شعري عليك ضفيرتين

قد كنتَ لي الأملَ الذي شيدتُه
ومنحتُه لك من ضلوعي نجمتين

فوقفتُ مبهوتًا أتمتمُ من أنا؟
أصبحتُ بينكما فريسةَ رغبتين

عَلَّمتُماني كيفَ أضحك كاذبًا
وأقدِّمُ الأعذار في بَلهٍ ومين
وسعيتُ مفتونًا أرومُ رضاكما
وأضعتُ بينكما حقوقَ الوالدين

وحملتُ من أجلِ الوصولِ إليكما
دَيْنًا ينوء به الفؤادُ وأيُّ دين

يا زوجتيَّ حزمتُ كُلَّ حقائبي
ورحلتُ لن أبقى ضحيَّةَ ضرَّتين

في ظِلِّ واحدةٍ تجرَّعْتُ الأسى
وشربتُ كأسَ الموتِ في ظلِّ اثنتين

😆
Missing some Tweet in this thread? You can try to force a refresh.

Keep Current with أحمد سالم باعطب

Profile picture

Stay in touch and get notified when new unrolls are available from this author!

Read all threads

This Thread may be Removed Anytime!

Twitter may remove this content at anytime, convert it as a PDF, save and print for later use!

Try unrolling a thread yourself!

how to unroll video

1) Follow Thread Reader App on Twitter so you can easily mention us!

2) Go to a Twitter thread (series of Tweets by the same owner) and mention us with a keyword "unroll" @threadreaderapp unroll

You can practice here first or read more on our help page!

Follow Us on Twitter!

Did Thread Reader help you today?

Support us! We are indie developers!


This site is made by just two indie developers on a laptop doing marketing, support and development! Read more about the story.

Become a Premium Member ($3.00/month or $30.00/year) and get exclusive features!

Become Premium

Too expensive? Make a small donation by buying us coffee ($5) or help with server cost ($10)

Donate via Paypal Become our Patreon

Thank you for your support!