شهادة تاريخية لأهم علماء أمن المياه واقتصادات الطاقة في الولايات المتحدة حول #سد_النهضة_الإثيوبي أمام جلسة مغلقة لمجلس النواب والشيوخ والأمريكيين. بول سوليفان عاش في مصر وأفريقيا وهو أكاديمي رفيع عضو هيئة تدريس جامعة الدفاع الوطني الأميركية، مقتطفات من حديثه في هذه السلسة... 
- إثيوبيا في سباق مع الزمن لإنجاز مشروع قومي يعتمد استراتيجية بناء ١٥ سدا جديدا إضافة للسدود القائمة على نهر أومو وسد النهضة، تعتقد إثيوبيا أن هذا المشروع هو السبيل الوحيد لنهوض البلاد ولا يعلم أحد إذا كان هذا المشروع سيتضمن سدودا أخرى على نهر النيل!
- من مر بفترة سنوات الجمر في الثمانينات بمصر يعرف جدا ما الذي يعنيه الجفاف، ستواجه مصر التي تستهلك ٩٨٪ من الماء لديها ويوفر النيل ٧٠٪ من حاجتها سيواجهون المصير ذاته إذا ساهمت التغيرات المناخية في تسريع الجفاف وإطالةأمده عندها ستكون أثيوبيامتحكمة بالكامل في حجم المياه التي تصل مصر
- لا يظهر أن أثيوبيا تهتم كثيرا بالتداعيات البيئية الخطيرة لمشروع السدود الطموح، فقد تسببت سدود الأومو في جفاف بحيرة تركانا الكينية أكبر بحيرات افريقيا الصحراوية والمصدر الاساسي للشرب والصيد لعدد كبير من الكينيين.
- رغبة إثيوبيا في سرعة ملء السد تقوم على فكرة استخدام البنية التحتية والتوربينات في أسرع فرصة لتحقيق الناتج المرجو لكن إطالة هذه المدة كما تطالب مصر لن يؤدي لمعالجة المسألة، فالأمر يحتاج لعشرين عاما على الأقل كي لا يشعر المصريون بالضرر.
- سيؤثر سد النهضة الذي سيحول المجرى النيلي قبل وصوله المصب على المنظومة النيلية المتشابكة طبوغرافيا مع أنهار جبلية أخرى كنهر الاومو والسوباط وسيؤثر ذلك طبوغرافيا الطبيعة مع تغيرات مناخية عنيفة مصاحبة مما سيؤدي لنضوب مصادر مياه جوفية حوله وخاصة في كينيا.
- لن يعالج التدويل مسألة سد النهضة فالقانون الدولي في هذه الحالة ضعيف للغاية. لا يوجد آلية لإنفاذه.اتفاقيات هلسنكي واتفاقيات برلين. والمادة 7 من اتفاقية الأمم المتحدة بشأن استخدام مجرى المياه واتفاقية حوض النيل جميعها تتحدث عن تفاوض وآليات لمتابعة أممية دون إنفاذ.
- لقد فوتت مصر عليها فرصة توحيد المواقف افريقيا عندما تركت كينيا تواجه اثيوبيا وحدها وتقبل بسياسة الامر الواقع بينما كان من الممكن لها أن تبني عليه باعتبار أن سدود أومو تسببت في ضياع بحيرة موضوعة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
- لا أحد في إفريقيا وبالتحديد دول الحوض يريد أن يقف مع مصر خاصة وأنها خسرت قوتها الناعمة في افريقيا لصالح قوى عظمى خارجية دفعت بتنمية غير مسبوقة وتدافعت عليها بالديون والقروض كالصين مثلا التي تمول سد النهضة بنسبة كبيرة بصورة غير مباشرة..
-اثيوبيا ومصر كلاهما يتلقيان مساعدات مالية منا وقد يستند دور وساطتنا على ذلك لكنه دور غير مقنع للطرف الإثيوبي لأن أديس أبابا تدرك أننا لن نذهب أبعد من محاولة احتواء المسألةوهذا يفسر مضيهم قدما في المشروع منذ بدايته وعدم اكتراثهم بالأضرار الكارثية التي لحقت بكينيا من سياسة السدود
-منطلقنا في التحرك لدعم الموقف المصري ينبغي أن يكون على أساس أن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي قد تدفع بها أزمة نقص المياه في مصر قد تؤدي لزعزعة استقرار الحكم وهو أمر لا تريده الإدارة الحالية كما أفهم.
- مشروع التنمية الاثيوبي يدخل في جزء كبير منه في دائرة السيادة خاصة مع سعي الحكومة لتحسين حال المواطنين المعيشي وإيقاظ الوحش الاثيوبي كما تقول اقتصاديا لكن حسابات النيل معقدة والبدء في المشروع دون شفافية وتنسيق مع الدول المعنية كان خطأ استراتيجيا دفع للمشكلات للأمام.
- تأخر مصر في التعامل مع أزمة سد النهضة من البداية وخلال مرحلة تخطيط إثيوبيا للقيام بهذا المشروع قبل ٢٠ عاما تقريبا جعلها تواجه الأمر الواقع الذي لا يظهر أن هناك ثمة مفر منه.
- مع هذا السد ستكون مصر رهينة القرار الاثيوبي مستقبلا في أهم نقطة أمنية استراتيجية وهي المياه. إذ لا يظهر أن هناك إمكانية لإلزام إثيوبيا بمستقبل التعامل مع أي ظروف مناخية طارئة فأي اتفاقية ستكون محدودة بالوضع الطبيعي لتدفق مياه النيل وفقط..
- يقول الإثيوبيون إنهم لن يستغلوا السد في عمليات الري وإنه فقد لتوليد الكهرباء لكن إذا حصل جفاف أو مجاعة فإنه يصعب تصور أنهم لن يفعلوا وعندها فإن مصر ستكون في مأزق.
