١)
ثريد حول الدين ومفهوم "التخصص"
———
دائما ما يُقارن الدين بالطب أو العلوم التجريبية ليتم بعدها حصر الاشتغال في الدين عند فئة يُطلق عليها "المتخصصون".
فهل الدين تخصص حاله حال بقية التخصصات؟
الجواب: لا، الدين ليس تخصص كغيره من التخصصات.
والتفصيل يأتي في التغريدات
#الاسلام
ثريد حول الدين ومفهوم "التخصص"
———
دائما ما يُقارن الدين بالطب أو العلوم التجريبية ليتم بعدها حصر الاشتغال في الدين عند فئة يُطلق عليها "المتخصصون".
فهل الدين تخصص حاله حال بقية التخصصات؟
الجواب: لا، الدين ليس تخصص كغيره من التخصصات.
والتفصيل يأتي في التغريدات
#الاسلام
٢)
بداية ينبغي التأكيد على أنّ فكرة "رجوع الجاهل الى العالم" هذه فكرة بديهية وعقلائية لاشك فيها.
ولكن يوجد مصادرة ضخمة جدا نقوم بها عندما نقفز من هذه الفكرة البديهية الى فكرة أنّ "الدين تخصص كبقية التخصصات" وأنّ "هناك متخصصين للدين"
وفي هذه التغريدات سأذكر بعض الأسباب:
بداية ينبغي التأكيد على أنّ فكرة "رجوع الجاهل الى العالم" هذه فكرة بديهية وعقلائية لاشك فيها.
ولكن يوجد مصادرة ضخمة جدا نقوم بها عندما نقفز من هذه الفكرة البديهية الى فكرة أنّ "الدين تخصص كبقية التخصصات" وأنّ "هناك متخصصين للدين"
وفي هذه التغريدات سأذكر بعض الأسباب:
٣)
أولا: ستجد أنّ معظم من يدافع عن فكرة أن الدين تخصص، دائما يحتج عليك بالتالي: وهل يستطيع الشخص العامي أن يستنبط الحكم الشرعي بنفسه؟
وهذا الجواب يكشف عن قوة الملازمة الخاطئة في أذهاننا بين مفهوم "الدين" ومفهوم "الفقه"
أولا: ستجد أنّ معظم من يدافع عن فكرة أن الدين تخصص، دائما يحتج عليك بالتالي: وهل يستطيع الشخص العامي أن يستنبط الحكم الشرعي بنفسه؟
وهذا الجواب يكشف عن قوة الملازمة الخاطئة في أذهاننا بين مفهوم "الدين" ومفهوم "الفقه"
٤)
عندما نقول كلمة "الدين" - ونتيجة لهذه الملازمة الخاطئة - فالذهن يستحضر "الفقه" و"الأحكام" بشكل تلقائي
ليقوم بعدها بافتراض أنّ دعوى "الدين ليس تخصص" تستبطن اطلاق العنان لجميع الناس لإصدار أحكام فقهية بمزاجهم.
عندما نقول كلمة "الدين" - ونتيجة لهذه الملازمة الخاطئة - فالذهن يستحضر "الفقه" و"الأحكام" بشكل تلقائي
ليقوم بعدها بافتراض أنّ دعوى "الدين ليس تخصص" تستبطن اطلاق العنان لجميع الناس لإصدار أحكام فقهية بمزاجهم.
٥)
والواقع أنّ الدين أكبر من الفقه بمراحل فلكية، والفقه فرع منه كما تشهد بذلك نسبة آيات الاحكام والفقه في كتاب الله من مجموع الايات. فالذهن ينبغي ان يحرر الدين - قبل التفكير في هذه القضية - من التعريفات الضيقة؛ ويحرره ليفهم أنه اوسع بكثير من المجالات التي يشتغل فيها "رجل الدين"
والواقع أنّ الدين أكبر من الفقه بمراحل فلكية، والفقه فرع منه كما تشهد بذلك نسبة آيات الاحكام والفقه في كتاب الله من مجموع الايات. فالذهن ينبغي ان يحرر الدين - قبل التفكير في هذه القضية - من التعريفات الضيقة؛ ويحرره ليفهم أنه اوسع بكثير من المجالات التي يشتغل فيها "رجل الدين"
٦)
ثانيا: عندما نقول الفئة المتخصصة هي التي ينبغي أن تتكلم في الدين فمن نقصد؟
هل نقصد انّ جميع طلبة العلوم الدينية يستطيعون الكلام في الفقه والتفسير والتربية الاخلاقية والمعارف القرآنية والروحية؟ ام نقصد فئة محددة (الاساتذة الكبار) هم الذي ينبغي ان يتكلموا في هذه الامور كلها؟
ثانيا: عندما نقول الفئة المتخصصة هي التي ينبغي أن تتكلم في الدين فمن نقصد؟
هل نقصد انّ جميع طلبة العلوم الدينية يستطيعون الكلام في الفقه والتفسير والتربية الاخلاقية والمعارف القرآنية والروحية؟ ام نقصد فئة محددة (الاساتذة الكبار) هم الذي ينبغي ان يتكلموا في هذه الامور كلها؟
٧)
ام اننا نقصد ان كل فئة ضمن سلّم المدرسة الدينية هي التي تتكلم في عدد "محدود" من هذه المعارف؟ ام اننا نقصد انّ افرادا منهم يتكلمون في بعض هذه الفروع بحسب مجال بحثهم؟
نلاحظ أنّ هناك فرقا واضحا بين الحالات هذه.
ام اننا نقصد ان كل فئة ضمن سلّم المدرسة الدينية هي التي تتكلم في عدد "محدود" من هذه المعارف؟ ام اننا نقصد انّ افرادا منهم يتكلمون في بعض هذه الفروع بحسب مجال بحثهم؟
نلاحظ أنّ هناك فرقا واضحا بين الحالات هذه.
٨)
فلو فرضنا انّ محاسبا/طبيبا/محاميا قد درس مسألة دينية محددة باستفاضة، وأحاط بها من كل او كثير من جوانبها، ثم ابدى رأيا فيها، فهل سيكون ضمن الفئة الغير متخصصة حتى في هذه المسألة؟ وفي المقابل يكون طلبة العلوم الدينية، حتى الذين لم يدرسونها او درسوها بسطحية، هم ضمن المتخصصين؟
فلو فرضنا انّ محاسبا/طبيبا/محاميا قد درس مسألة دينية محددة باستفاضة، وأحاط بها من كل او كثير من جوانبها، ثم ابدى رأيا فيها، فهل سيكون ضمن الفئة الغير متخصصة حتى في هذه المسألة؟ وفي المقابل يكون طلبة العلوم الدينية، حتى الذين لم يدرسونها او درسوها بسطحية، هم ضمن المتخصصين؟
٩)
نلاحظ أنّ مفهوم التخصص هنا فضفاض.
ما هي حدوده؟ وما هي مستوياته؟ يتسع ويضيق ليشمل من بالضبط؟ وهل هو مطلق بمعنى هل المتخصص يكون متخصصا في كل مجالات الدين؟
وهل غير المتخصص غير كفء لتقديم النظريات في أي مجال من مجالات الدين؟
نلاحظ أنّ مفهوم التخصص هنا فضفاض.
ما هي حدوده؟ وما هي مستوياته؟ يتسع ويضيق ليشمل من بالضبط؟ وهل هو مطلق بمعنى هل المتخصص يكون متخصصا في كل مجالات الدين؟
وهل غير المتخصص غير كفء لتقديم النظريات في أي مجال من مجالات الدين؟
١٠)
وهل عدم التخصص يجعل من نظرية ذاك "المحاسب" الذي تبحر ودرس هذه المسألة نظرية مرفوضة لمجرد انّه غير متخصص بالمعنى الكلاسيكي؛ حتى وان كان من يطلق عليه "متخصصا" لا يعرف عشر معشار معرفته في تلك المسألة؟
هذه الأسئلة تكشف لك جانب من الخلل في إطلاق هذه المقولة إطلاقا عاما وغير دقيق
وهل عدم التخصص يجعل من نظرية ذاك "المحاسب" الذي تبحر ودرس هذه المسألة نظرية مرفوضة لمجرد انّه غير متخصص بالمعنى الكلاسيكي؛ حتى وان كان من يطلق عليه "متخصصا" لا يعرف عشر معشار معرفته في تلك المسألة؟
هذه الأسئلة تكشف لك جانب من الخلل في إطلاق هذه المقولة إطلاقا عاما وغير دقيق
١١)
ثالثا: سنجد ان مقارنة الدين بالعلوم التجريبية غير واقعية وغير دقيقة، لأننا لو التزمنا بهذه المقارنة للنهاية سنسقط في إشكال مع الدين نفسه.
كل العلوم التطبيقية نستطيع قياس نتائجها بشكل تجريبي لنحصل على اثبات بجدوى هذه النظرية او تلك، فما هي اداة القياس المطابقة لتلك في الدين؟
ثالثا: سنجد ان مقارنة الدين بالعلوم التجريبية غير واقعية وغير دقيقة، لأننا لو التزمنا بهذه المقارنة للنهاية سنسقط في إشكال مع الدين نفسه.
كل العلوم التطبيقية نستطيع قياس نتائجها بشكل تجريبي لنحصل على اثبات بجدوى هذه النظرية او تلك، فما هي اداة القياس المطابقة لتلك في الدين؟
١٢)
إن كانت مثيلة لها منهجيا فأين هي؟ وان لم تكن مثيلة لها منهجيا فلماذا الاصرار على فكرة التماثل بين الحقلين (حقل الدين وحقل العلوم التجريبية)؟
فأين تلك الاداة التي تثبت جدوى اشتغال نظرية دون اخرى في الدين؟
إن كانت مثيلة لها منهجيا فأين هي؟ وان لم تكن مثيلة لها منهجيا فلماذا الاصرار على فكرة التماثل بين الحقلين (حقل الدين وحقل العلوم التجريبية)؟
فأين تلك الاداة التي تثبت جدوى اشتغال نظرية دون اخرى في الدين؟
١٣)
سنجد انفسنا نلجأ لادوات ك "الأعلم" او "اجماع الامة" او تفسير النصوص، وهي ادوات - حتى لو صحت - فهي كفيلة بجعل طريقة قياس المناهج الدينية مغايرة لقياس المناهج في العلوم التطبيقية.
فلا اعرف كيف يردد اصحاب هذه المقولة مقولتهم دون التفكير لحظة في هذه المسألة.
سنجد انفسنا نلجأ لادوات ك "الأعلم" او "اجماع الامة" او تفسير النصوص، وهي ادوات - حتى لو صحت - فهي كفيلة بجعل طريقة قياس المناهج الدينية مغايرة لقياس المناهج في العلوم التطبيقية.
فلا اعرف كيف يردد اصحاب هذه المقولة مقولتهم دون التفكير لحظة في هذه المسألة.
١٤)
من جهة أخرى، فإنه إذا احتج احد الاشخاص على طبيب او مهندس في فكرة متعلقة بتخصصه، فهذا الطبيب او المهندس ملزم بالرد العلمي المثبت بمنهج يقنع المريض او السائل؛
أما الاجابة عليه بجواب مثل: "هذا شغل المتخصصين"، فإنّ ذلك لا معنى له ويشكل ورطة له.
من جهة أخرى، فإنه إذا احتج احد الاشخاص على طبيب او مهندس في فكرة متعلقة بتخصصه، فهذا الطبيب او المهندس ملزم بالرد العلمي المثبت بمنهج يقنع المريض او السائل؛
أما الاجابة عليه بجواب مثل: "هذا شغل المتخصصين"، فإنّ ذلك لا معنى له ويشكل ورطة له.
١٥)
رابعا:
دعوى التخصص تنتج نظاما احتكاريا بدلالة واضحة من التاريخ والحاضر. فهذه الفكرة -أي أن للدين مختصين- كانت احد اكبر دواعي محاربة الانبياء والمصلحين، فالمتخصصين في الدين هم الذين حاربوا يحيى بن زكريا (ع) وحاربوا عيسى بن مريم (ع)؛ وقد وحارب المتخصصين كذلك النبي محمد (ص)؛
رابعا:
دعوى التخصص تنتج نظاما احتكاريا بدلالة واضحة من التاريخ والحاضر. فهذه الفكرة -أي أن للدين مختصين- كانت احد اكبر دواعي محاربة الانبياء والمصلحين، فالمتخصصين في الدين هم الذين حاربوا يحيى بن زكريا (ع) وحاربوا عيسى بن مريم (ع)؛ وقد وحارب المتخصصين كذلك النبي محمد (ص)؛
١٦)
فتخيل لو احتج معاصرو الانبياء بهذه الفكرة؛ فكرة "الرجوع للمتخصص" للحكم على الدعوة الجديدة للنبي، فماذا كانت ستكون النتيجة؟ أليست مروعة؟
ستكون انكارا وعدوانا للانبياء.
لذلك يحامي نطام الاحتكار الديني دائما عن مقولة "الدين تخصص" فهي تساهم في منع تحرير الدين من الهيمنة.
فتخيل لو احتج معاصرو الانبياء بهذه الفكرة؛ فكرة "الرجوع للمتخصص" للحكم على الدعوة الجديدة للنبي، فماذا كانت ستكون النتيجة؟ أليست مروعة؟
ستكون انكارا وعدوانا للانبياء.
لذلك يحامي نطام الاحتكار الديني دائما عن مقولة "الدين تخصص" فهي تساهم في منع تحرير الدين من الهيمنة.
١٧)
ثم انّ جانب من خطورتها يكمن في انها تنطوي على مغالطة اخرى كبيرة،
فدعوى أنّ الدين تخصص دائما تحيل الانسان الى تقييم "المنهج الجديد" بأدوات المنهج "التخصصي الكلاسيكي" لذلك التقييم سيكون دوما منحازا نتيجة وجود سبقيات كثيرة ومحسومة تمنع التقييم الموضوعي للمنهج الجديد.
ثم انّ جانب من خطورتها يكمن في انها تنطوي على مغالطة اخرى كبيرة،
فدعوى أنّ الدين تخصص دائما تحيل الانسان الى تقييم "المنهج الجديد" بأدوات المنهج "التخصصي الكلاسيكي" لذلك التقييم سيكون دوما منحازا نتيجة وجود سبقيات كثيرة ومحسومة تمنع التقييم الموضوعي للمنهج الجديد.
١٨)
أدوات التقييم لابد أن تكون متجردة من المناهج الموجودة لكي تكون موضوعية.
أما الاحتكام الى "اهل الاختصاص" بشكل مطلق في تقييم المناهج الجديدة ثم الاعتقاد بأنّ هذا الاحتكام قد حسم النتيجة وأفحم الطرف الاخر فهو محض خداع للنفس ومغالطة.
أدوات التقييم لابد أن تكون متجردة من المناهج الموجودة لكي تكون موضوعية.
أما الاحتكام الى "اهل الاختصاص" بشكل مطلق في تقييم المناهج الجديدة ثم الاعتقاد بأنّ هذا الاحتكام قد حسم النتيجة وأفحم الطرف الاخر فهو محض خداع للنفس ومغالطة.
١٩)
خامسا: دعوى التخصص هذه دعوة مريبة، تعيد التشكّل والتكيف باستمرار لتُخرج من دائرتها أي فرد يخالف النظرية السائدة؛ فالتخصص - في هذا السياق - معناه الالتزام ليس فقط بالمناهج التقليدية، وانما أيضا تبنّي "النتائج" التقليدية!
خامسا: دعوى التخصص هذه دعوة مريبة، تعيد التشكّل والتكيف باستمرار لتُخرج من دائرتها أي فرد يخالف النظرية السائدة؛ فالتخصص - في هذا السياق - معناه الالتزام ليس فقط بالمناهج التقليدية، وانما أيضا تبنّي "النتائج" التقليدية!
٢٠)
بمعنى آخر، كأنما دعوى "الدين تخصص" تلزم "المختص" بمقولات ونتائج معينة بحيث أنه لو خالفها فإنه سيكون ضمنيا خارج هذه الفئة "المتخصصة" حتى وان كان في الاساس منهم.
بمعنى آخر، كأنما دعوى "الدين تخصص" تلزم "المختص" بمقولات ونتائج معينة بحيث أنه لو خالفها فإنه سيكون ضمنيا خارج هذه الفئة "المتخصصة" حتى وان كان في الاساس منهم.
٢١)
لذلك تجدهم يشددون دائما على المخالفين الذي خرجوا من المدرسة والدائرة نفسها ويقولون عنهم:
أليس الاجدر به أن يطرح إشكالاته على المتخصصين بدلا من اعلانها في ندواته او كتبه! "أليس المفترض عليه ان يرجع لهم قبل الكلام"!
لذلك تجدهم يشددون دائما على المخالفين الذي خرجوا من المدرسة والدائرة نفسها ويقولون عنهم:
أليس الاجدر به أن يطرح إشكالاته على المتخصصين بدلا من اعلانها في ندواته او كتبه! "أليس المفترض عليه ان يرجع لهم قبل الكلام"!
٢٢)
طيب أليس هو متخصص؟ فما عدا مما بدا؟! كيف اصبح الان مشبوها وقد كان بالامس متخصص. السبب لأنه قد خالف نتائجهم. وهذا يثبت انّ دعوى التخصص اضافة لكونها نظاما احتكاريا، فهي قيد على التفكير، وحجر عقلي، وصنمية ذهنية، وأداة محاسبة ومراقبة ووصاية.
طيب أليس هو متخصص؟ فما عدا مما بدا؟! كيف اصبح الان مشبوها وقد كان بالامس متخصص. السبب لأنه قد خالف نتائجهم. وهذا يثبت انّ دعوى التخصص اضافة لكونها نظاما احتكاريا، فهي قيد على التفكير، وحجر عقلي، وصنمية ذهنية، وأداة محاسبة ومراقبة ووصاية.
٢٣)
سادسا: عند وجود اختلاف فكري بين الاطراف، يحيلنا صاحب دعوى "الدين تخصص" الى "المتخصص" لحسم الفكرة التي يتم النقاش فيها،
فأي متخصص يقصد بالضبط؟ ومتخصص على أي منهج؟
فصاحب دعوى التخصص يقول لك "المتخصص في الدين" ولكنه في الحقيقة يقصد "المتخصص في منهجه الديني الذي يعتقد به هو".
سادسا: عند وجود اختلاف فكري بين الاطراف، يحيلنا صاحب دعوى "الدين تخصص" الى "المتخصص" لحسم الفكرة التي يتم النقاش فيها،
فأي متخصص يقصد بالضبط؟ ومتخصص على أي منهج؟
فصاحب دعوى التخصص يقول لك "المتخصص في الدين" ولكنه في الحقيقة يقصد "المتخصص في منهجه الديني الذي يعتقد به هو".
٢٤)
وعودا على الطب، فعندما يتناقش فردين في مسألة طبية فالشخصين يرجعون لنفس المرجعية التجريبية، وبالتالي الاحالة اليها قد يكون فيه شيء من الحجية،
أما في الدين - بمفهومه الواسع جدا - فالاحالة الى متخصص فيه مصادرة لأنّ الطرف المقابل لك لا يعتقد بالضرورة بمنهجك.
وعودا على الطب، فعندما يتناقش فردين في مسألة طبية فالشخصين يرجعون لنفس المرجعية التجريبية، وبالتالي الاحالة اليها قد يكون فيه شيء من الحجية،
أما في الدين - بمفهومه الواسع جدا - فالاحالة الى متخصص فيه مصادرة لأنّ الطرف المقابل لك لا يعتقد بالضرورة بمنهجك.
٢٥)
قل له مثلا الرجوع الى "المتخصص على المنهج الكذائي والمنتمي الى المدرسة الدينية الكذائية" أما انك تحتج بالمتخصص على طريقة فهمك للدين لكي ترد على اشكاله فلا قيمة له.
قل له مثلا الرجوع الى "المتخصص على المنهج الكذائي والمنتمي الى المدرسة الدينية الكذائية" أما انك تحتج بالمتخصص على طريقة فهمك للدين لكي ترد على اشكاله فلا قيمة له.
٢٦)
اذن، نلاحظ من كل ما تقدم انّ مقولة "الدين تخصص كباقي التخصصات" مقولة خاطئة.
ولكن ذلك لا يعني انّ الجاهل لا يرجع للعالم، وانّ الانسان لا يرجع للفقيه في المسائل الفقهية التي يجهلها.
فهناك فرق بين المقولتين.
اذن، نلاحظ من كل ما تقدم انّ مقولة "الدين تخصص كباقي التخصصات" مقولة خاطئة.
ولكن ذلك لا يعني انّ الجاهل لا يرجع للعالم، وانّ الانسان لا يرجع للفقيه في المسائل الفقهية التي يجهلها.
فهناك فرق بين المقولتين.
٢٧)
وختاما: الدين لله وحده، ومحل سكن الدين هو قلب الانسان، وميدانه سلوك الانسان؛ بينما العلوم التطبيقية محلها الظواهر والحس. وثمار الدين روحية ومآلاته الفوز او الخسارة في الاخرة؛ هناك تثبت صدق المقولات وصوابية النتائج.
وختاما: الدين لله وحده، ومحل سكن الدين هو قلب الانسان، وميدانه سلوك الانسان؛ بينما العلوم التطبيقية محلها الظواهر والحس. وثمار الدين روحية ومآلاته الفوز او الخسارة في الاخرة؛ هناك تثبت صدق المقولات وصوابية النتائج.
٢٨)
ولا ينفع الانسان حينها - بعد ان عطل سمعه وبصره وفؤاده- ان يقول لربّه انما فعلت ما فعلت لأني كنت ارجع للمتخصصين .. ف:
"إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا".
ولا ينفع الانسان حينها - بعد ان عطل سمعه وبصره وفؤاده- ان يقول لربّه انما فعلت ما فعلت لأني كنت ارجع للمتخصصين .. ف:
"إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا".
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh
