في ٢٠١٧ كان بيتر ماكندو يتسكع في مدينة ممفس مع أصحابه من الجامعة. شاهد مظاهرة موالية لترمب، فحب أن يناكفهم. كتب على لوحة: "الطيور ليست حقيقية!" رفع اللوحة وبدأ يصرخ و يردد: الطيور ليست حقيقية. أحد أصحابه صوره وانتشر الفيديو في الانترنت لتبدأ حركة تسخر من المؤمنين بنظريات المؤامرة
تقول الحركة: الطيور التي نراها الآن ليست حقيقية، حيث قامت الحكومة الامريكية بالقضاء على كل الطيور في الخمسينات و استبدلتها بطيور صناعية وظيفتها التجسس على الناس. و حين تقع الطيور على أسلاك الكهرباء فهي في الحقيقة تشحن بطارياتها 😂
بيتر و بدون قصد أسس حركة "الطيور ليست حقيقية" التي تحاول بالسخرية أن تكشف مدى سخافة المجتمع و سهولة انقياده لأي فكرة مهما كانت سخيفة. اشتهر بيتر و ترك الجامعة و كبرت الحركة و أصبح لها متابعين كثر و بيتر الآن متفرغ لها و يبيع منتجات مكتوب عليها: الطيور ليس حقيقية!
بيتر حافظ على التمثيلية بشكل كبير و بقي لسنوات يظهر على وسائل الإعلام متقمصا شخصية المجنون المؤمن بنظرية أن الطيور ليست حقيقية. لكنه في أواخر ٢٠٢١ كشف في عدة مقابلات أنه ممثل و أن الحركة تهدف للسخرية. و بقي كمؤسس و مشارك في فعاليات الحركة الساخرة في الجامعات و المدن الامريكية
كشف بيتر للتمثيلية مهم، لأن كونه سخيف لا يعني أن الناس لن يصدقوه. في الستينات بدأ مجموعة كتاب و صحفيين منهم الكاتب Kerry Thornley و الصحفي Robert Wilson عملية تسمى Operation MindF*ck. فنشروا معلومات زائفة بشكل منظم، تنسب المصائب وتثير الشبهات حول جماعة المتنورين illuminati
"المتنورون" هم جماعة حقيقة سرية ظهرت و انتهت في بافاريا في القرن ١٨. و استخدمت بشكل من فترة لأخرى كبعبع للسلطات الغربية بعد ذلك. لذلك اختارها هؤلاء الكتاب والصحفيين كمادة لعمليتهم الساخرة! و حولوها إلى كتب و مسرحيات و أصبح لها شعبية جارفة وترتبط بأغلب نظريات المؤامرة هذه الأيام!
من الأحداث الظريفة في تلك الفترة، رفع النائب العام في نيو اورلينز قضية على كيري بتهمة المشاركة في مؤامرة قتل الرئيس كنيدي. حصل كيري على البراءة بسبب سخافة القضية، فأرسل صديقه ويلسون للصحافة مدعيا أن هيئة المحلفين كلهم من جماعة المتنورين، و الدليل أن جميعهم ليس لديهم "حلمة يسرى"😂
لماذا كان سوق واقف هو قلب الحدث في كأس العالم؟ لماذا لم نرى اكتظاظ الناس في مناطق أخرى واسعة و مجهزة بالكامل لاستقبال الجماهير مثل كتارا و اللؤلؤة، و الوسيل خصوصا؟! اعتقد أنه يجب التوقف عند تفوق و جاذبية سوق واقف و استخلاص الفوائد منها عند تخطيط المشاريع في المدن الخليجية 🧵
أهم سبب لتفوق سوق واقف هو أنه قلب المدينة المتجذر المرتبط بكل شيء. حين يصل المسافر لأي بلاد أول ما يبحث عنه هو المدينة القديمة لأنه هو مايميزها عن غيرها، و فيه يوجد السوق و البازار و التاريخ و الثقافة المتراكمة و أهل البلد على طبيعتهم. لن يسافر أحد لزيارة مول أو ممشى تجاري حديث!
سوق واقف بالنسبة للزائر هو تجربة ثقافية/سياحية و متحف يحكي قصة أهل البلد، و بالإضافة إلى ذلك هو لا زال يحافظ على دوره الأساسي كسوق يأتي إليه أهل البلد لشراء الملابس و العطور و التوابل و حتى أغراض المطبخ. وهذا هو المفترض في أي مدينة قديمة: الجمع بين الثقافة والإرث والتسوق والسياحة
مبارة سويسرا و صربيا، ليست مباراة عادية. كابتن الفريق السويسري غرانيت تشاكا و مساعده شيردان شقيري هم من أصول كوسوفية البانية، هاجر أهلهم من كوسوفا إلى سويسرا هربا من المذابح الصربية في أواخر التسعينات. حيث قتل حوالي ٩٠٠٠ كوسوفي و هُجّر ٩٠٪ من السكان. وظهرت صورة اللاجئة المرضعة 🧵
الصرب لم يخرجوا من كوسوفو إلا تحت ضربات الناتو. و لم يخرجوا من البوسنة قبل ذلك إلا بعد مذابح يشيب لها الولدان. و لازالوا يتحرشون و ينتظرون الفرصة ليهاجموا مرة أخرى على كوسوفو و البوسنة. و لولا حماية الناتو و تهديدات الاتراك لقاموا بغزو جديد بدعم كامل من المجرم بوتين
استقلت كوسوفو قي ٢٠٠٨ باعتراف الغرب و ممانعة صربيا. و انضمت للفيفا. و تربى شقيري و تشاكا في سويسرا و كبروا و لعبوا في الفريق السويسري و سجلوا أهداف الفوز على صربيا في مونديال روسيا ٢٠١٨، و رفعوا شعار الالبان و هو النسر ذو الرأسين. دفع اللاعبين ١٠٠٠٠€ غرامة رفع شعارات سياسية
الاوروبي الذي أتانا ليعلمنا أصول التحضر، نسي الأصول بعد أول ضربة على قفاه. و هذا شأن سنة ٢٠٢٢ العظيمة الفاضحة. حين غزاهم بوتين فصخوا كل ملابس التحضر والمساواة و حيّو على الجهاد الأبيض، و تركوا حديث البيئة و الطاقة النظيفة و شغّلوا مصانع الفحم و : تبّا لكم يا طالبان! 🧵
بالنسبة للغربي كل الآخرين برابرة. و الكلمة نفسها مشتقة من: بربروس الاغريقية التي كان يطلقها اليونانيون على الآخر الذي لا يتحدث لغتهم. ثم تطورت لاحقا و أصبحت مرتبطة بالهمجية و التوحش وتطلق على القوى التي تحارب روما من الهن و الجرمان و الغال، حتى يتحالفون مع روما و يصبحون متحضرين!
فكرة إنقاذ الشعوب الأخرى متأصلة عند الاوروبيين البيض "عبء الرجل الأبيض" و هي مصممة لتبرير استباحة شعوب الأرض و نهب ثرواتها و "نقلها من الهمجية إلى التحضر" و التبشير بالاله المسيحي الذي سيحقق الخلاص لشعوب امريكا و افريقيا، و من يقاوم من هذه الشعوب فهو بربري همجي و متوحش
European football teams standing for human right..
A short thread 🧵
When Putin airforce was wreaking havoc on innocent Syrian civilians, bombing hospitals and bakeries and causing the European migrant crisis, and while Europe was drunk on Russian sweet dinosaur juice, European footballers played in Russia 2018 and..
This was their stand:
When Greek coastguard pushback migrants’ boats which resulted in the death of 10s of migrants by drowning in the sea..
لا يستفيد من العنصرية ضد المهاجرين/الوافدين/السياح إلا قلة من المنتفعين و الأغنياء، بينما البسطاء الذين يقومون بالحشد و يجعلون أنفسهم وقود للكراهية هم عادة أكثر من يتضرر. الدول الغربية فتحت باب الهجرة و استثمرت في السياحة لتضمن نمو اقتصادي مستمر، و ليس بسبب الإنسانية و التسامح 🧵
بعد الحرب العالمية الثانية لم تتمكن اوروبا المدمرة من إعادة بناء اقتصاداتها بسواعد أبناءها، فسُنّت القوانين لفتح باب الهجرة. و منذ الخمسينات دخل مئات الآلاف من العمال الأتراك لالمانيا، و مئات الآلاف من العمال الهنود لبريطانيا، ليصبح البلدين لاحقا من أقوى الاقتصادات في العالم
الآن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ومن الوباء، تواجه البلاد نقص حاد في موظفي الرعاية الصحية وسائقي الشاحنات بالإضافة إلى الكثير من القطاعات الأخرى المهمة. حين صوت الانغليز لبريكست لم يخطر ببالهم أن قطاع التمريض ورعاية المسنين، يحتاج مهاجرين يأتي عدد مهم منهم من شرق اوروبا
من عجائب البشر سهولة انقيادهم لمصلحة غيرهم رغم أن الخالق كرمهم بالعقل. نرى ذلك في دوام استغلال الطبقات الدنيا من قبل قلة من السياسيين والأغنياء. لكن في السابق على الأقل، كان البسطاء يشاركون في حروب السلاطين مقابل جزء من الغنائم، أما الآن فيتبرعون بالدفاع عن من يستغلهم بلا مقابل🧵
انخدع الالمان بهتلر لأنه وعدهم باسترداد كرامتهم التي سلبت بعد الحرب العظمى، ثم ساقهم إلى المهالك. كرر فعله صدام و ناصر مع العرب، و لازلنا نرى كثير من المثقفين يمجدون خيباتهم. و لولا توثيق شر هتلر وتجريم مدحه في كل العالم تقريبا، لوجدنا من يذكره بالخير مثل ذكر العرب لصدام و ناصر
كان استغلال البسطاء "الطبقات الدنيا خصوصا" يستطيع ممارسته كل من له سلطة دينية أو سياسية. أو حتى من يبيع الوهم مثل السحر والطاقة والخزعبلات، ما دام متحدثا لبقا سيجد من يتبعه بلا عقل. لكن بعد الانترنت أصبح حتى التافه النصاب ممن ليس لديه موهبة، يجد تابعين متفانين إن كان غني أو مشهور