Thread by @neet__teer

|| ثريد ||
الحرب العالمية الثالثة_ حدّة التوترات العالمية الجارية بين #أمريكا و #روسيا و #الصين، قد تكون مؤشراً لحرب عالمية ثالثة، ولكن بمفهوم آخر ..!!
في هذا الثريد_ أنا راح ألخّص لك أبرز السيناريوهات المحتملة للحرب العالمية الثالثة ..

"إذا مشغول فضّل التغريدة وإرجع لها بعدين"

قد يكون ما يشهده العالم اليوم من صراعات وتوترات شديدة لا سيما بين قوى عظمى كـ #أمريكا و#روسيا و#الصين، هو مؤشر خطير لبداية حرب عالمية ثالثة، ولكن بمفهوم آخر غير الذي نعرفه عن الحرب الطاحنة والمدمرة ..

يمكن الإشارة لهذا المفهوم بـ " التهديد الوجودي لكوكب الأرض والتّلويح بإستخدام السلاح النووي "..

#روسيا تلوّح بإستخدام السلاح النووي في حال تدخلت #امريكا بطريقة مباشرة في #اوكرانيا، في حين إن #امريكا تتوعّد بالرد القاسي على #روسيا في حال أقدمت الاخيرة على إستخدام السلاح النووي ..

ما يعني إن إحتمال نشوب صراع نووي بين القوتين صار أمر وارد، وفي حال حدث ذلك فستكون البداية لحرب عالمية ثالثة ولكن بمفهوم آخر .. هذه المرة ستكون حرب أكثر وحشية عن سابقتها من الحروب، نظراً لإختلاف نوعية السلاح الذي سيستخدم في هذه الحرب المحتملة ..

فالحرب سوف تكون حرب نووية بسلاح نووي أكثر تطوراً وأشد فتكاً، مقارنة بالسلاح التقليدي المستخدم في الحربين العالميتين الأولى والثانية .. الحرب النووية ستكون أكثر رعونة ووحشية ولها عواقب وخيمة ليس على البشر فحسب بل على كوكب الأرض بشكل عام ..!!

حالياً العالم يعيش حالة إضطراب غير مسبوقة، كل ذلك وغيره بسبب حِدّة التّوترات الأمريكية الروسية على خلفية الحرب الأوكرانية الروسية .. او ما تسمى " بالأزمة الروسية الأوكرانية " ..

ولكن لكي نفهم ما سبب " الأزمة الروسية الأوكرانية " ولماذا أعلنت #روسيا الحرب على #اوكرانيا ، علينا اولاً أن نفهم بعض التأريخ والجغرافيا ..

#روسيا تستشعر خطراً على وجودها، والمسألة بالنسبة لها هي مسألة حياة او موت، #بوتين يرى إنه في حال لم يجتاح #اوكرانيا ويخضعها لسيطرته، فأن #روسيا ستتعرض للغزو في المستقبل القريب او البعيد ..

قد تعتقد أن لا أحد يفكر بغزو #روسيا - وهذا صحيح حالياً - لكن الدول الكبرى تفكر حتى 100 عام قادمة، ومن هذا المنظور يمكن أن نرى مخاوف #بوتين بشكل أوضح لو أخذنا نظرة أبعد وإطلعنا على جغرافية #روسيا وتأريخها ..

#روسيا تعرضت عدة مرات للغزو أو محاولات الغزو، سواء من " البولونيين في عام 1605 " أو من " السويد في عام 1708 " أو من " الفرنسيين أيام نابليون في عام 1812 " ومرتين من " الألمان " خلال الحربين العالميتين ..

في الواقع لو أحصيت عدد مرات الغزو التي تعرضت لها #روسيا منذ حملة " نابليون في العام 1812 " وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية، سترى إن #روسيا تعرضت للهجوم ما متوسطه مرّة كل " 33 عاماً "!!..

الحرب كل " 33 عاماً " هو رقم ليس بالهين، وبالتالي #روسيا ترى بأن فترة ( عدم الحرب ) التي مرّت بها منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية هي الإستثناء وليست القاعدة وبأن مزيداً من الإعتداءات قد تأتي في المستقبل ..

الآن هل لاحظت شيئاً بالنسبة لجميع محاولات الغزو التي تعرضت لها #روسيا ؟..
الشيء المشترك هو إن جميع محاولات الغزو جاءت من الحدود الغربية لروسيا، مع إن #روسيا هي بلاد شاسعة تحدها دول عديدة من الشرق والجنوب كـ " #الصين ، ومنغوليا، وكازاخستان، و #كوريا_الشمالية ، وجورجيا " وغيرها ..

لكن جميع تلك الدول تفصلها حدود طبيعية صعبة وشاسعة من الجبال والثلوج وبعيدة جداً عن العمق الروسي، وهي غير مأهولة بالسكان وليس فيها ما يمكن إحتلاله أو الإستفادة منه، وتتطلب جيوشاً ضخمة بخطوط إمداد طويلة جداً ..

هذه الحدود الطبيعية نجحت في حماية #روسيا من الغزو من حدودها الشرقية والجنوبية إلا من بعض هجمات " المغول " في الماضي البعيد ..

المهم _ نعود إلى " العام 1949 " حيث تأسس حلف #الناتو لمجابهة الإتحاد السوفيتي، وقد رد الإتحاد السوفيتي بتأسيس " حلف وارسو " الذي ضم دولاً حليفة لـ #روسيا ، لكن الحلف أنهار مع إنهيار " جدار برلين " في العام " 1989 " وتفكّك الإتحاد السوفيتي ..

ورغم الإنهيار السوفيتي بقي حلف #الناتو قائماً وشاهدت #روسيا بيأس كيف بدأت الدول التي كانت تابعة لمظلّتها تنضم إلى #الناتو واحدة تلو الأخرى، مثل " جمهورية التشيك، هنغاريا، بولونيا، بلغاريا، إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا، رومانيا، سلوفاكيا، و ألبانيا " ..

#روسيا تقول إن #الناتو وعدها بأن هذه الدول لن تنضم إليه، وهو ما ينفيه #الناتو !!..

بحلول " العام 2004 " أصبحت جميع الدول التي كانت يوماً في " حلف وارسو "، إما عضواً في #الناتو أو في الإتحاد الأوروبي ( العدو الإيديولوجي لـ #روسيا ) ..

في الخريطةالتالية:
الدول باللون الأزرق :هي عضو في الإتحاد الأوروبي
البرتقالي :هي دول #الناتو
البنفسجي :الدول العضو في كلا المنظمتين
لاحظ كيف أصبحت #روسيا محاصرةبالحلف الغربي من الغرب، الدولتان الوحيدتان اللتان لا تنتميان لا إلى هذا أو إلى ذاك من جهةالغرب هما #اوكرانيا وبيلاروسيا

#روسيا هي ليست بالقوة التي تبدو عليها، صحيح أنها بلاد شاسعة حيث تبلغ مساحتها ضعف مساحة الولايات المتحدة، وهي أكبر خمس مرات من الهند وخمسة وعشرين مرّة من بريطانيا، لكن عدد سكانها يوازي عدد سكان دولة مثل نيجيريا أو باكستان ..

أي أن قوتها البشرية لا تتوافق مع مساحتها وذلك لأن معظم أراضيها غير صالحة للسكن أو الزراعة، ناهيك عن تراجع معدل الولادات فيها بشكل كبير ما سيؤدي إلى تراجع قوتها البشرية في المستقبل ..

#روسيا لديها عقدة أخرى ستوصلنا إلى #اوكرانيا ، وهي إفتقارها لميناء على المياه الدافئة، جميع منافذ #روسيا البحرية لا تصلح كموانئ كونها متجمدة شتاءً ما يعني عدم وجود منفذ تجاري بحري ..

والأهم بالنسبة لـ #روسيا هو أن هذا يمنع الأسطول الروسي من التّوسع والعمل كأسطول قوة عظمى، على غرار ما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية و #الصين اللتان تعتمدان على أساطيل ضخمة لفرض السيطرة البحرية ..

لهذا السبب إستأجرت #روسيا من #اوكرانيا ميناء على " البحر الأسود " في " شبه جزيرة القرم "، وكانت #روسيا هانئة البال كون #اوكرانيا وعدتها بعدم الإنضمام للإتحاد الأوروبي أو إلى #الناتو ..

حيث أن #اوكرانيا تحصل على معظم مصادر الطاقة الخاصة بها من #روسيا ،لهذا لم تكن تريد إغضابها لضمان تدفق الغاز .. ولكن في " العام 2013 " بدأت بعض القوى الأوكرانية الحليفة للغرب تنادي بالإنضمام للإتحاد الأوروبي و #الناتو ..

كما أصبح جزء من الشعب الأوكراني نفسه أكثر قرباً للقيم الليبرالية الغربية، وبشكل طبيعي فقد دعم الغرب مثل هذا الحراك وبدأ الرئيس الأوكراني التقرب من الغرب، مما أفزع الرّوس من فكرة فقدان سيطرتهم على ميناء " البحر الأسود " ومن فكرة أن يحل محلّهم إسطول تابعاً لـ #الناتو ..

وهو ما أدى بعد فترة من الفوضى السياسية في #اوكرانيا إلى سلخ #روسيا لـ " شبه جزيرة القرم " في العام " 2014 " .

" بيلاروسيا " يحكمها رئيس تابع لـ #روسيا ، لهذا بقيت #اوكرانيا هي نقطة الضعف الوحيدة في الخاصرة الغربية لـ #روسيا ، ومنذ سلخ " القرم " حتى اليوم إشتدت روابط العلاقات مابين #اوكرانيا والإتحاد الأوروبي، وأصبحت #اوكرانيا دولة مقربة من الغرب ..

لدرجة أنه تم إنتخاب وتنصيب رئيساً من المقربين للغرب، وبات يهتف بشكل علني مطالباً بالإنضمام لـ #الناتو .. فما الذي يمكن أن يكون أكثر رعباً لـ #بوتين من هذا ؟!..

#بوتين يخشى من وصول المد الغربي إلى عقر داره، ويريد إعادة مجد #روسيا كقوة عظمى، كما أنه يريد تشكيل منطقة عازلة بين #روسيا و #الناتو .. لكل هذه الأسباب لا يريد #بوتين لـ #اوكرانيا ان تفلت من قبضته، ويرى أن هذه قد تكون بداية نهاية #روسيا كما نعرفها اليوم ..