قبيلة أولاد سيدي الشيخ هي قبيلة عربية بالغرب الجزائري ، تتربع على مساحة كبيرة من ولاية البيض كما تتداخل اراضيها من ناحية الشمال والغرب مع حلفائهم التاريخيين من قبائل الحميان ( الشراقة والغرابة ) ،أما عن نسبهم فهم أولاد سيد الشيخ ...
البوبكريون من نسل أبي بكر الصديق التيمون الأجواد نسبة لبنو تيم احدى بطون قريش . يعود تاريخ دخولهم للمغرب العربي إلى القرن الرابع عشر حيث دخل أسلافهم الجزائر بقيادة سيدي معمر بن سليمان العالية مع القبائل الهلالية في الهجرة العربية
الشهيرة للمغرب ( التغريبة الهلالية ) واستقر أحفاد البوبكريون في صحراء شلف (من حدود الشلف الى البيض وصولا لواحات فجيج بالمغرب الأقصى ) . برز من خلف سيدي معمر التَيمى ،رجل يدعى سليمان بن أبي سماحة و ظهر بعده حفيده عبد القادر بن محمد المكنى ” بسيدي الشيخ” رحمه الله عليه ، يعتبر سيدي
( سيدي عبد القادر بن محمد ) المؤسس والموحد الحقيقي لقبيلة أولاد سيدي الشيخ وهي التسمية التي أطلقت على البوبكريون الأجواد من بعده إلى حد الآن.
أولادد سيدي الشيخ ، البيض ، الجزائر
كان لسيدي الشيخ ثمانية عشر ولدا، عاش منهم أحد عشر 1/ سيدي الحاج بن الشيخ
2/ سيدي الحاج عبد الحاكم 3/ سيدي الحاج إبراهيم
4/ سيدي أمحمد عبد الله 5/ سيدي الحاج أبي حفص
6سيدي عبد الرحمان
7/سيدي المصطفى
8/ سيدي الحاج أحمد و أمه نصرانية أسلمت
وهي دفينة خميس مليانة 9/ سيدي محمد
10/ سيدي التاج 11/ سيدي بن عيسى لعرج .
أما أسماء الآخرين فهم سيدي قاسم، سيدي الموسم، سيدي بونوار، سيدي زروقي، سيدي الحاج الدين، سيدي حسن و سيدي المدني. تكونت بطون قبيلة أولاد سيدي الشيخ من خلفه و تفرعت نسبة لكل ولد على حدة. أصبحت للقبيلة مكانة مرموقة ومتميزة في المناطق التي
تواجد بها أعضائها. يشهد لهم التاريخ بوزن سياسي ثقيل و بطولة قوية و التشبت بالدين ، كما أن الأرشيف الفرنسى مليئ بالوثائق التي تحدثت عن هذه القبيلة البوبكرية التَيمية القرشية وخصوصياتها وتأثيرها على محيطها ،حاولت الادارة الفرنسية تقسيمهم إلى مجموعة من العروش والبطون حتى لا تتحد من
جديد ، فمثلا المعلوم أن معاهدة لالة مغنية الموقعة بين فرنسا والمغرب في 18 مارس 1845م، قسمت قبيلة أولاد سيدي الشيخ إلى فرقتين :
أولاد سيدي الشيخ “الشراقة” أو الشرقيين و أصبحوا بموجب الاتفاقية جزائريين.
ـ أولاد سيدي محي الدين
ـ أولاد سيدي العربي
ـ أولاد سيدي طاهر
ـ أولاد سيدي بونوار
ـ أولاد سيدي الزيغم
ـ الرحامنة
– أولاد سيدي الشيخ “الغرابة” أو الغربيين و أصبحوا بموجب نفس المعاهدة مغاربة
ـ أولاد سيدي التاج
ـ أولاد سيدي بن عيسى
ـ أولاد سيدي محمد عبد الله
ـ أولاد سيدي عبد الحكم
ـ المعابدة
ـ المراسلة
ـأولاد سيدي سليمان
ـ أولاد سيدي براهيم
ـ أولاد سيدي الحاج أحمد
ـ أولاد بن بوسعيدـ أولاد عزيز
و كرست المعاهدة انقساما سابقا كان بين الفريقين جراء خلافهما حول زعامة القبيلة، وصراعهما حول تسيير زاوية جدهما الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد السماحي المتوفى سنة 1616م ،وقد عرفت هذه الزاوية في حياة مؤسسها و بعده ، إشعاعا غطى كل من الجنوب الغربي الجزائري، والجنوب الشرقي المغربي
أولاد سيدي الشيخ
كان لقبيلة أولاد سيدي الشيخ وززن سياسى كبير في الغرب الجزائري وذلك راجع لما كانت تتمتع به من صيت حسن لدى باقي القبائل ، وهو ما نلاحظه في كتابات أغلب المؤرخين الذين مروا بالمنطقة :
فقد كتبت الكاتبة أني ري قولد زيقر في كتابها #المملكة_العربية- عن ثورة أولاد سيدي الشيخ في الصحراء بالخصوص الجنوب الغربي الجزائري التي سمته في كتابها هذا -“بلاد الخوف والبارود”- وهذا لأن الصحراء الشرقية أي الجنوب الشرقي الجزائري يختلف تماما مع الجنوب الغربي لأسباب جغرافية حيث أن
الأطلس أو المرتفعات تبدأ من سعيدة في نفس الارتفاع مع بسكرة في الجنوب الشرقي ويستمر تدريجيا إلى غاية الانخفاض في الصحراء محددا بجبال القصور و جبال العمور .[1]
كما كان لأولاد سيدي الشيخ وحلفائهم من باقي القبائل التي تجاورهم في الموطن ، ثورات عدة منها الثورة الأولى التي فجرها الشيخ بن الطيب :
و الذي يعتبر مُفجر أول ثورة لأولاد سيدي الشيخ الشهيرة ضد الاحتلال الفرنسي فهو أول من أطلق رصاصة البداية لثورة ستمتد لما يقرب من ستة عقود ( 60 سنة ) تعاقب على قيادتها عدة زعماء ينتمي جُلهم إلى قبيلة أولاد سيدي الشيخ البوبكرية بالوسط الغربي للجزائر والجنوب الشرقي للمغرب الأقصى ،
هذه القبيلة التي أرغمت الاحتلال الفرنسي على تجنيد العديد من فيالقه العسكرية لمجابهتها وحفزت الكثير من كتابه للبحث في تركيبتها وتتبع كل صغيرة وكبيرة عنها، فكان لها الحظ الأوفر من حيث الكتابات التي صدرت عن حركات المقاومة في شمال أفريقيا وذلك لطولها و لكثرة الأحداث و العمليات
العسكرية التي صاحبتها. كما يشهد التاريخ للشيخ بوعمامة ( وهو الذي من واصل كفاح أجداده ) قدرته على توحيد قبائل كثيرة تحت زعامة واحدة ، فلما أخضع الاحتلالُ الفرنسي شمال الجزائر له، تجمعت بطون قبيلة أولاد الشيخ سنة 1845م جنوب الجزائر ( نواحي البيض ) فاستعدت له هذه القبيلة بأن جمعو
ووحدوا مختلف القبائل العربية المُجاورة لهم في حلف واحد من أجل الجهاد لعل من أبرز تلك القبائل الحليفة لأولاد سيدي الشيخ والتي كان لها دور بارز في ثورتهم : قبيلة حميان الشراقة = الطرافي ( شمال ولاية البيض )، حميان الغرابة = شافع (نعامة)، العمور( الاغواط ) ، أولاد_جرير(بشار )،
ذوي_منيع(بشار)، بني_قيل( الجنوب الشرقي للمغرب )، شعانبة( بغرداية وورقلة ) وغيرهم[2]. وكان من أبرز ما ساعد أولاد الشيخ في توحيد كل هذه القبائل تحت رايتهم هو انتشار الطريقة الشيخية التي تنتسب إليهم ، و لما اعلن اولاد سيدي الشيخ الجهاد مجددا ضد الاحتلال الفرنسي لبت هذه القبائل
النداء و تسارعت إلى المقاومة أفرادا و جماعات و سجلت حضورها بفخر و اعتزاز 🇩🇿
خاضت قبائل أولاد الشيخ عدة ثورات على فترات متقطعة فكانت معركة الشريعة في 2 ماي 1845م أول معركة بزعامة الشيخ بن الطيب يخوضها أولاد سيدي الشيخ ضد جيوش الاحتلال الفرنسي بقيادة الجنرال Gerry جيري[3].وبعدها بعشرين سنة اندلعت ثورة أولاد سيدي الشيخ “الشراقة” بزعامة سيدي سليمان بن حمزة
في 8/4/1864م ثم بعد ست و ثلاثين سنة انطلقت ثورة سيدي بوعمامة في 1881م، ليُكمل المسيرة التي بدأها جده سيدي الشيخ بن الطيب.
أنجبت قبيلة أولاد سيدي الشيخ البوبكرية
القرشية ، عدة شخصيات سجلت حضورها في تاريخ الجزائر ببصمة مخضبة بالدماء ، من أشهرهم الشيخ بوعمامة 🇩🇿
هو سيدي بوعمامة ترعرع وتربى على يد مقدم سيدي الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمان أين مكث وقرأ القرآن الكريم ، ينتمي إلى عائلة مقاومة للمستعمر الفرنسي الغاشم تُعرف في التاريخ بثورة أولاد سيدي الشيخ و المقاومة الشعبية ، فهو من سلالة
الولي الصالح سيدي عبد القادر بن محمد المدعو سيدي الشيخ عن جده سي التاج ولد سنة 1840م بضواحي بني ونيف وبالضبط في الحمام الفوقاني بفيقيق ، درس منذ صغره علوم الفقه والدين، وتنقل كثيرا لطلب العلم و المعرفة، و في سنة 1875م أسس زاويته بمقرار ،
حيث كان يقيم فيها المحاضرات الدينية والاجتماعات و جلب لها الكثير من قادة القبائل التي كانت تقطن في المنطقة الحدودية مع المغرب الأقصى وكذلك سكان وادي الساورة ، الشيخ سيدي بوعمامة كان عالما جليلا في الدين الإسلامي الحنيف كما كان سياسيا محنكا ، يحسب له أنه لم يوافق على معاهدة