Thread by @djolios

#Avatar
البعض تعامل مع ظاهرة ( الأفتار) كتسلية و البعض الآخر اعتبرها ( قلة عقل) أو ( سخافة) ولكني أراها غاية في الأهمية و لا أبالغ اذا قلت لكم مستقبل البشرية بالدخول للأكوان والعوالم الافتراضية السحرية الموازية لعالمنا الرتيب هذا قد بدأ حقاً

و بوابة الدخول إليها هو هذا ( الأفتار) المتواضع الذي غصت به شبكة الفيسبوك خلال أيام..
التطور البيولوجي الدارويني كان يعتمد بشكل أساسي على الصدفة و الطفرة العشوائية في بناء ليس فقط أجسادنا بل تجمعاتنا البشرية و علاقاتنا و عادتنا الاجتماعية و الأخلافية

بل و حتى مشاعرنا و صفاتنا النفسية و أعمق مخاوفنا و آمالنا..
صحيح أنه استطاع إنجاز الكثير من الجمال و الاعجاز الحيوي إلا انه بالمقابل أورثنا أسوأ و أقبح الأشياء...فلذلك عالمنا متخم بخيبات الأمل و المحدودية والظلم..

فالجينات في النهاية لعبة قمار لا تأبه بالأفراد و كل همها المحافظة على النوع فقط..
لكن انبثاق الوعي ومارافقه من الذكاء أصبح يسعى منذ اللحظة الأولى لاعادة تنظيم كل هذه الفوضى التطورية..ويهدف لاسعاد الفرد قبل النوع...

التطور العلمي سيمنحنا الفرصة لاعادة خلق انفسنا بشكل حرفي وعلى الهيئة والشكل الذي نحلم به..
لذلك هناك فلسفة نفسية عميقة جدا لظاهرة الافتار اليوم..
وهي رغبة الانسان الهائلة بخلق نفسه...فتراه تارة يصنع من الافتار نسخة عنه و تارة أخرى يقوم بخلق النسخة التي يحلم أن يكون عليها..

ستتطور أدوات وإمكانيات صناعة و خلق الأفتار في السنوات القادمة...و ستتحول بكل تأكيد لنسخ ثلاثية الابعاد..
أول من تنبه لهذا هو المخرج الاستثنائي حقا جيمس كاميرون حينما صنع فلم أفتار و كان أول من اخترع تقنية الكاميرات الافتراضية التي صور فيها الفلم..

ستتطور و تقوى بشكل موازي علاقتنا السيكولوجية بالافتار سواء الخاص بنا أو بالناس من حولنا..
ستقل مع الايام الأدوات التقليدية للتعبير في هذه العوالم الافتراضية كالكتابة مثلا..

ستحل مشكلة الصور المزيفة..
سنتجاوز حاجز الشاشة الذي يفصلنا عن هذه العوالم الافتراضية عن طريق نظارات ال( VR) أو ( virtual reality ) والتي ستجعل ادمغتنا تعيش الواقع الافتراضي بشكل حقيقي..

الدخول الى التويتر سيكون دخول حقيقي و النقاشات و النشاطات التي نجريها اليوم باصابعنا أو أصواتنا ستكون حقيقية ثلاثية الابعاد يشارك فيها كل جسدنا وحواسنا من خلال هذا الأفتار...
سنهجر هذا العالم الواقعي الكئيب المحدود قريباً و نخلق عوالمنا وأنفسنا التي طالما رغبنا وحلمنا بها.

ستكون علاقاتنا العاطفية أيضا من خلال هذه الافتارات فهي ستعكس حقا الشخصية التي تكمن في أعماقنا ولكنها محتجبة خلف هذا الركام البيولوجي العشوائي..

ستتجاوز العلاقات بين الناس و على رأسها الحب بشكل حرفي حواجز الزمان و المكان والجغرافيا و اللغة و العرق و اللون و كل الحواجز الممكنة التي أورثنا إياها هذا الاصطفاء الطبيعي الجغرافي اللعين..
عالم الخيال الرقمي التكنولوجي هو أرض المهجر الجديدة..
هو فردوسنا الذي سنحط رحالنا فيه أخيرا