🧵
منذ عدة أيام، تتدهور الأوضاع في الكونغو الديمقراطية بسرعة نحو الهاوية. الآلاف يفرّون من منازلهم، والمدن تسقط واحدة تلو الأخرى بيد مليشيا M 23 المدعومة من بعض الأنظمة الإقليمية و الدولية، بينما تفر قوات الجيش من مواقعها، تاركة الشعب في فوضى وموت دون مأوى أو غذاء أو دواء.
منذ عدة أيام، تتدهور الأوضاع في الكونغو الديمقراطية بسرعة نحو الهاوية. الآلاف يفرّون من منازلهم، والمدن تسقط واحدة تلو الأخرى بيد مليشيا M 23 المدعومة من بعض الأنظمة الإقليمية و الدولية، بينما تفر قوات الجيش من مواقعها، تاركة الشعب في فوضى وموت دون مأوى أو غذاء أو دواء.
تغطية المأساة في الكونغولية تكاد تكون معدومة مقارنة بصراعات أخرى، ما يعكس لامبالاة المجتمع الدولي. حياة الإنسان تُقاس اليوم بموقعه في النظام الاقتصادي والسياسي، وليس بإنسانيته.
يُعامل الشعب الكونغولي كرقم في إحصائيات النزوح والضحايا. مأساته تختزل في تقارير عابرة، لأن استمرار النزاع يخدم مصالح نخب محلية وإقليمية ودولية، تنهب ثروات البلاد بلا رحمة.
اليوم تقترب المليشيا المتمردة M23، المدعومة من نظام بول كاجامي، سيطرتها على إقليم كيفو الشمالي (أكبر وأكثر الأقاليم الغنية بالموارد مثل الكولتان، القصدير، الذهب، التيتان، والماس في غرب إفريقيا) ويجعلها علي بعد من العاصمة بفارق أيام قليلة.
دعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا رعاياها إلى مغادرة جمهورية الكونغو الديمقراطية. ومنذ قليل، بدأت بعض من القوات الأممية التابعة للأمم المتحدة (UN) الانسحاب التدريجي والاختفاء لسبب مجهول من مدينة غوما، مع ترك العربات بالعتاد العسكري من أسلحة وذخيرة.
الصراع في الكونغو الديمقراطية معقد، ويقوده التدخل الأجنبي. قادة مثل كاغامي وموسيفيني حوّلوا البلاد إلى ساحة معركة بالوكالة، حيث تدير القوى الكبرى شؤونها عبر الفوضى.
ثروات الكونغو المعدنية، مثل الكولتان والكوبالت الضروريان للصناعات العالمية، جعلت منها هدفًا لجشع القوى الإمبريالية. الشركات متعددة الجنسيات تستفيد من العنف المستمر لتحقيق مكاسبها.
الحدود الاستعمارية المصطنعة فرضت على جماعات متنافسة التعايش داخل دولة هشة. هذه الانقسامات، التي صُممت عمدًا لإضعاف الوحدة، ما زالت تغذي النزاعات حتى اليوم.
آثار إبادة رواندا عام 1994 انتقلت إلى الكونغو، مما زاد الصراعات العرقية. متمردو M23، الذين يهيمن عليهم التوتسي، يدّعون حماية التوتسي، لكن أفعالهم تخدم قوى تسعى للسيطرة على موارد البلاد والصراع علي السلطة.
الاهتمام بالأخبار المتعلقة بالكونغو الديمقراطية ليس فقط واجباً إنسانياً، بل ضرورة لفهم الديناميكيات الحقيقية للنظام العالمي وآثاره المدمرة على الشعوب المستضعفة. الكونغو ليست ضحية لأقتتال أهلي عشوائي، بل ضحية لعملية تاريخية مستمرة من الاستغلال الممنهج
حيث تدير القوى الكبرى وحلفائها المحليين + الإقليمين شؤونها عبر توظيف العنف والفوضى والحروب بالوكالة لتعزيز مصالحها الاقتصادية فوق جثث الكونغوليين وشعوب أخري داخل القارة الأفريقية.
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh
