hamza awad Profile picture
لقد رأى اناس اكثر مني حكمة و علما ان التاريخ خطة و ايقاعا منتظما وكلها امور خافية عني كل ما اراه في التاريخ هو حادث طارئ يتبع حادثا طارئا كما تتدافع الامواج

Apr 18, 2022, 9 tweets

#ثريد. احيانا تشاهد على التلفاز او في الشارع( طوشة) اشخاص مندفعين يهاجمون اي شيء امامهم يكسرون و يحطمون ثم بعد ذلك فجأة تهدأ الامور و يعم السكون كأن شيئا لم يكن انهم الغوغائية . 👇🏻

عرفهم الامام علي كرم الله وجهه : هم الذين اذا اجتمعوا اضروا و اذا تفرقوا نفعوا فقيل لقد عرفنا مضرة اجتماعهم فما منفعة افتراقهم ؟؟ فقال : يرجع اصحاب المهن الى مهنهم فينتفع الناس بهم كرجوع البناء الى بنائه و النساج الى منسجة و الخباز الى مخبزه

افضل من قدم الغوغائية هو شكسبير خاصة في مسرحيته (يوليوس قيصر ) عندما قتل قيصر من المتأمرين و كان الشعب غاضب تحدث بروتس ( القاتل )معهم لينال تعاطفهم مع قضيتهم

و نال ما اراد لكن فورا تحدث معهم ( مارك انطونيو ) نائب القيصر و استطاع ان يقلب الجمهور رأسا على عقب فانطلقت الجماهير تطارد القتلة و تحرق منازلهم و لم تفرق بين المتأمرين و الاشخاص العاديين فكل من يشتبهوا به ينهالوا عليه بالضرب حتى الموت

هذا الغوغائية تندمج ككيان واحد فتختلط العقول (الطبيب ، الفلاح ، الاستاذ ، الصحفي) و يتحركون كجسد واحد دون تفكير بالعواقب او لماذا يتصرفون بهذه الطريقة ( جنون جماعي مؤقت)

قال غوستاف لوبون في كتابه ( سيكولوجيا الجماهير ): ان تلك الجماهير تحتاج الى من يقودها و يقدم الحماية لها كونها قطيع لا يستطيع الاستغناء عن راع يقوده و من يمتلك المقدرة على تسويق الوهم لها عن قدراته يصبح قائدا لها كون الجمهور غالبا ما يكون من دون ذاكرة و ينسى ما قدم من الوعود .

القادة الملهمين لولا هذه الغوغائية لكان وصولهم للسلطة امر مستحيل. موسوليني بخطاباته المسرحية و الحماسية التي سيطرت على الغوغائية الهم هتلر الذي قلد موسوليني في البداية ثم ابتكر اسلوبه الخاص بعد ذلك

مهما تطور البشر فأن الحالة الغوغائية موجودة و ربما نحن نعيش في اقوى حالتها مثل غوغائية ترمب الذي عن طريق شبكات التواصل حرض الكثير و حدثت مظاهرات و اضطربات عده

و ربما هذه الغوغائية هي الفتن التي حذرنا منها الحبيب المصطفى. فعندما ننخرط بها ندخل في غيبوبه مؤقته و ننساق تلقائيا نحوا الجماهير و بغمضة عين نكون متورطين بحوادث لا تحمد عقباها و الحل دائما هو التشكيك في اي تجمع او قضية او تحريض

Share this Scrolly Tale with your friends.

A Scrolly Tale is a new way to read Twitter threads with a more visually immersive experience.
Discover more beautiful Scrolly Tales like this.

Keep scrolling