#ثريد. احيانا تشاهد على التلفاز او في الشارع( طوشة) اشخاص مندفعين يهاجمون اي شيء امامهم يكسرون و يحطمون ثم بعد ذلك فجأة تهدأ الامور و يعم السكون كأن شيئا لم يكن انهم الغوغائية . 👇🏻
عرفهم الامام علي كرم الله وجهه : هم الذين اذا اجتمعوا اضروا و اذا تفرقوا نفعوا فقيل لقد عرفنا مضرة اجتماعهم فما منفعة افتراقهم ؟؟ فقال : يرجع اصحاب المهن الى مهنهم فينتفع الناس بهم كرجوع البناء الى بنائه و النساج الى منسجة و الخباز الى مخبزه
افضل من قدم الغوغائية هو شكسبير خاصة في مسرحيته (يوليوس قيصر ) عندما قتل قيصر من المتأمرين و كان الشعب غاضب تحدث بروتس ( القاتل )معهم لينال تعاطفهم مع قضيتهم
و نال ما اراد لكن فورا تحدث معهم ( مارك انطونيو ) نائب القيصر و استطاع ان يقلب الجمهور رأسا على عقب فانطلقت الجماهير تطارد القتلة و تحرق منازلهم و لم تفرق بين المتأمرين و الاشخاص العاديين فكل من يشتبهوا به ينهالوا عليه بالضرب حتى الموت
هذا الغوغائية تندمج ككيان واحد فتختلط العقول (الطبيب ، الفلاح ، الاستاذ ، الصحفي) و يتحركون كجسد واحد دون تفكير بالعواقب او لماذا يتصرفون بهذه الطريقة ( جنون جماعي مؤقت)
قال غوستاف لوبون في كتابه ( سيكولوجيا الجماهير ): ان تلك الجماهير تحتاج الى من يقودها و يقدم الحماية لها كونها قطيع لا يستطيع الاستغناء عن راع يقوده و من يمتلك المقدرة على تسويق الوهم لها عن قدراته يصبح قائدا لها كون الجمهور غالبا ما يكون من دون ذاكرة و ينسى ما قدم من الوعود .
القادة الملهمين لولا هذه الغوغائية لكان وصولهم للسلطة امر مستحيل. موسوليني بخطاباته المسرحية و الحماسية التي سيطرت على الغوغائية الهم هتلر الذي قلد موسوليني في البداية ثم ابتكر اسلوبه الخاص بعد ذلك
مهما تطور البشر فأن الحالة الغوغائية موجودة و ربما نحن نعيش في اقوى حالتها مثل غوغائية ترمب الذي عن طريق شبكات التواصل حرض الكثير و حدثت مظاهرات و اضطربات عده
و ربما هذه الغوغائية هي الفتن التي حذرنا منها الحبيب المصطفى. فعندما ننخرط بها ندخل في غيبوبه مؤقته و ننساق تلقائيا نحوا الجماهير و بغمضة عين نكون متورطين بحوادث لا تحمد عقباها و الحل دائما هو التشكيك في اي تجمع او قضية او تحريض
Share this Scrolly Tale with your friends.
A Scrolly Tale is a new way to read Twitter threads with a more visually immersive experience.
Discover more beautiful Scrolly Tales like this.