Profile picture
, 25 tweets, 5 min read Read on Twitter
تجمع المهنيين ينتهج سياسة تحول الثوار إلى "فراشات" والثورة إلى "طقوس"
النظام كان يتحكم بأقدار الناس، يحدد سعر الدواء الفلاني وبهذا التحديد يحدد من يحيا ومن يموت، يحدد اسعار رسوم الجامعات، وبهذا التحديد يحدد من يتعلم ومن يذهب إلى سوق العمل، التجمع لامس هموم الناس وحياتهم الحقيقية،
دعا لمظاهرة امام البرلمان هدفها رفع الحد الأدنى للأجور من 500 وبعض الجنيهات ل8000 جنيه ، إكتسب التجمع هنا احترام الناس لأنه احترم معاناتهم واحلامهم، فعلا كان التجمع شبحا، لكنه شبح احلام الناس ومعاناتها المشتركة ، طالبهم التجمع ان يكونو ثوريين، امام البمبان والتاتشرات والكلاش،
ولأن التجمع وقتها جسم يراه الناس أمينا تجاه مطالبهم وحياتهم ، تحدوا كل أجهزة القمع، نفس اجهزة القمع قائمة حاليا، لكن التجمع وصل لرأي سياسي مفاده:
الشارع لا ينبغي إشراكه في مسألة السلطة، نفاوض نيابة عنهم ونقدر الظرف نيابة عنهم وعليه نحدد نيابة عنهم ما يرضيهم ، وهذا نفس تفكير النظام، لذلك نرى من يسميهم النظام "عامة الناس" يشتمون السياسيين والسياسة وكل الأحزاب.
النظام ليس فردا (البشير أو غيره) ، النظام هو حالة البؤس العامة وحالة سلبية الناس حول مصائرهم ، ماهو النظام؟ إذا كنا نتفق ان الفقر ونسبه وحالة التردي العام في مستوى المعيشة كانت ادوات المعارضة لتحريض الناس على الثورة ضد النظام ، إذا اتفقنا، فلدينا ارضية يمكن ان نبدأ منها،
لماذا تم تخريب ممتلكات الشعب (أعني شركات ومؤسسات القطاع العام) ؟ قوى المعارضة الحالية بما فيها التجمع هل هي ضد القطاع الخاص؟ هل ترى ضرورة ان تسيطر الدولة على الخدمات والسلع الضرورية؟ لا أعتقد وإلا فهم اشتراكيون وهذه الكلمة (اشتراكية) تحديدا هي ما ظلوا يلعنونه جميعا.
هنالك خياران، إما مع تمكين القطاع الخاص بإعتباره القادر على تطوير المجتمع (وهذا خيار الكيزان الذي اخلصو فيه) وتحجيم دور الدولة لتقوم بمهام هامشية كما نعيش الآن ، إما اخضاع كل الممتلكات والمصالح العامة للدولة وتحجيم القطاع الخاص للعب دور هامشي .
من هذه الناحية الكيزان سيئون لا لأنهم "كيزان" ، هم كيزان لأنهم فككوا وحطموا الأساس الذي كان يمكن ان يشكل ملكية عامة لكل الناس ولهم حق مسائلتها ومراقبة ارباحها ومرتبات ادارتها ، حولوها لشركات خاصة بعيدا عن اعين الجماهير ، سوء الكيزان ناتج عن تحطيم الملكية العامة للناس،
تحطيم الحق في الإدعاء بامتلاك جزء من ثروة البلاد، الحق في المطالبة بهذا الجزء كحق توفره الدولة من عرق الجميع، من يدعم خيار القطاع الخاص يدعم خيار الكيزان وإن اختلفت الدرجة،
يمكن ان تدعم خيار إفقار الناس دون ان تقتلهم بالرصاص كما يفعل الكيزان، يمكن ان تدعم هذا الخيار من خلال الرسائل البريدية والإجتماعات في بنك السودان، رب القطاع الخاص في كل العالم كان يفعل ذلك، أعني صندوق النقد الدولي، هو من كان يشرف على تفكيك مؤسسات الشعب السوداني،
لغة إنجليزية ومؤهلات علمية عالية وربطات عنق انيقة، لا رصاص حي لكن رصاص مزيل بتوقيعات تشترط شروط الفقر في سبيل الحصول على قرض(القتل بالرصاص ام القتل الرحيم؟ كلاهما قتل) .
اصحاب هذا الخيار يرون ان المشكلة هي الكيزان في شخوصهم ونظامهم العام وأخطائهم الإملائية وفسادهم،
لكن المشكلة ليست في تفكيك المؤسسات العامة، الملكية الجماعية لكل الناس، بل يمكن تفكيكها بطريقة اكثر رقيا وتحضرا ، إعادة هيكلة كما يقول الخواجات، ستركشرال ادجستمنت ، وبفضل الكيزان تم تدمير حتى الإحساس الجمعي حول الملكية،
الدولة ليست هي من يوظف العطالة! الدولة غير مسؤولة عن التعليم ! غير مسؤولة عن الإسكان ! غير مسؤولة عن الصحة! إنه السوق وخيارات الافراد، خذ قرضا من البنك (تمويل اصغر) وغازل احلامك، وبخط صغير بالكاد يكون مقروءا : إن لم تسدد القرض سيسجنك البنك!
بفضل الكيزان اصبحت الصحة هما والتعليم حلما واسعار السوق لا رقيب عليها، بفضل الكيزان تستنزفنا شركة زين، تحول ما نستهلكه من جنيهات لدولار وتحوله إلى الكويت، يحولها الراجحي إلى السعودية، يحولها الصينيون إلىبكين ، يحولها نجيب ساويرس إلى القاهرة .... الخ،
بفضل الكيزان السمبك اصبح خلاصا من النظام الذي اقاموه ، نظام رأسمالي يقوم على الربح والأجور المتدنية لإمتصاص اكبر ربح ، يقايض فيه حميدتي ذهب جبل عامر (ملكية عامة) بالدولارات دون ان يرجف له جفن، نظام ينتج المشردين وليس لديه اي افق في تعليمهم ولا إمكانية مادية ضمن النظام ،
نظام ينتج ويطلب العطالة للحفاظ على ارباحه الفاحشة، الهنود يوفرون مرتب 1400 جنيه لعمال سودانيون مقابل العمل في مصنع في المنطقة الصناعية امدرمان لمدة 12 ساعة لصناعة الأحذية، المستثمر الهندي تغريه الدولة بقانون استثمار يعفيه من الضرائب لفترة وقانون عمل يمكنه من فصل العمال ،
هذا الأجر (1400) له اسم آخر هو: تقبل هذا الواقع واصبح مجرما، إسرق واعمل في تجارة المخدرات ربما تكسب بعض المال، دقائق ويصيح فيك النظام : يالك من فاسق!!
إنها كولمبيا ضد اعرافنا السمحة.

لا أعتقد ان احدا يتقبل نظام بالوصف الذي سردته، اذن الثوار ثاروا ضد كل ذلك ، ليس ضد قتل الناس في الخرطوم، الثوار لا يعجبهم القتل في كل مكان ، اتاحت لهم الثورة اكتشاف مدى قوتهم ، وانه بإمكانهم لاتغيير مصائرهم فحسب بل تحديد مصير كل البلد ،
لم يكن ذلك ليتوفر من غير الثورة، بسالة الثوار خللخلت اكثر المؤسسات انضباطا (الجيش) لينحاز "الجزء الثوري " منه للثورة، ويخلع "الجزء المنغمس منه في النظام" البشير في محاولة لإنقاذ النظام.
اصدرت قوى الحرية والتغيير وثيقة اخذت منها اسمها ، وضعتها كسقف ثوري تطالب فيه بتنحي النظام،
تنحى البشير فشرعت في التفاوض مع النظام، الثورة طالبت بسقوط النظام !
لماذا تفعل قوى الحرية والتغيير ذلك؟ هل هم اشرار؟ قوى الحرية والتغيير خليط من احزاب تقليدية في ماضيها استعبدت الناس ماديا وماتزال تستعبدهم ذهنيا واحزاب تدعي انها مع الشعب وانها احزاب تقدم،
جميعهم شاركو في التفاوض خلف القاعات واقصوا الشعب وقتها ، مثلهم مثل حزب التحرير اعتقدوا ان السلطة يمكن إنتزاعها بالترجي والتحانيس وقول الكلام المنطقي السليم، تفعل قوى الحرية والتغيير ذلك لأنها بعيدة ماديا وفكريا عن واقع جماهيرها وقريبة ماديا وفكريا من النظام فتفكر بطريقته.
الثورة نتيجة حية للواقع، ليست فعلا فضائيا، الثورة كانت تختمر في لحوم ودماء جماهيرها، تحت تأثير حياتهم اليومية ومعاناتهم كانت الثورة تنمو، الثورة نتيجة موضوعية لقهر سلطة النظام، الثورة ترغب في هدم السلطة القديمة وإقامة سلطتها ، سلطة الثورة والثوار لا سلطة النظام القديم .
ماهو الخيار الآخر؟ هو ان تكون ملكية كل القطاعات الاساسية في المجتمع عامة، توزع ارباحها على خدمات الناس، لا إستثمار فيها ، لا يمكن التربح من صحة الناس، كل المستشفيات عامة، كل المدارس عامة، التعدين ملكية عامة، لا يمكن بيع ايراد موقف المواصلات لفرد،.... الخيار الآخر هو الإشتراكية!
Missing some Tweet in this thread?
You can try to force a refresh.

Like this thread? Get email updates or save it to PDF!

Subscribe to قدّام!
Profile picture

Get real-time email alerts when new unrolls are available from this author!

This content may be removed anytime!

Twitter may remove this content at anytime, convert it as a PDF, save and print for later use!

Try unrolling a thread yourself!

how to unroll video

1) Follow Thread Reader App on Twitter so you can easily mention us!

2) Go to a Twitter thread (series of Tweets by the same owner) and mention us with a keyword "unroll" @threadreaderapp unroll

You can practice here first or read more on our help page!

Follow Us on Twitter!

Did Thread Reader help you today?

Support us! We are indie developers!


This site is made by just three indie developers on a laptop doing marketing, support and development! Read more about the story.

Become a Premium Member ($3.00/month or $30.00/year) and get exclusive features!

Become Premium

Too expensive? Make a small donation by buying us coffee ($5) or help with server cost ($10)

Donate via Paypal Become our Patreon

Thank you for your support!