نتيجة لتفاعل الأصدقاء (والخصوم) مع هذا المنشور، أجد من الواجب أن أتطرق بالتفصيل لملابسات مسألة التصويت الذي لم يكسب العراق من خلاله تجديد عضويته في مجلس حقوق الإنسان. أرجو أن تكون التغريدات التالية مفيدة للمهتمين بحقيقة الأمور. (١)
بدءاً أشير إلى الأساسيات: يوجد ١٩٥ بلداً، ١٩٣ منها أعضاء في الأمم المتحدة و٢ بصفة مراقبين هما فلسطين والڤاتيكان. وهذه الدول تتولى مسؤوليات ومناصب مختلفة ضمن نشاطات المؤسسة الأممية، بعضها تكليفية وبعضها بالانتخاب. ومن هذه المناصب المنتخبة عضوية مجلس حقوق الإنسان. (٢)
عدد الدول التي تشغل مقاعد مجلس حقوق الإنسان ٤٧ بلداً من عدد الدول الكلي في الأمم المتحدة. وتقسم المقاعد حسب المناطق الجغرافية: أفريقيا، آسيا والباسيفيك، دول غرب أوربا، وهكذا. ولكل من هذه المناطق عدد من المقاعد تتنافس أو تتفق عليه فيما بينها. (٣)
الدول التي تحصل على مقعد في مجلس حقوق الإنسان تشغله لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط. لا توجد عضوية دائمة. ويكون التجديد بالاتفاق مع بقية أعضاء المنطقة الجغرافية أو بالتنافس على تصويت جميع الأعضاء، وهو تصويت سري. (٤)
لا علاقة بين العضوية في مجلس حقوق الإنسان وسجل الدولة في هذا الصدد، إلا إذا قررت الدول المصوتة أن تجعل ذلك سبباً لتصويتها، بدليل وجود دول تنتهك حقوق الإنسان بشكل صارخ وعلني في عضوية المجلس، بل وفي رئاسته أحياناً. وهذه الدول معروفة للجميع ولا داعي لذكرها. (٥)
قد يثار سجلّ الدول المرشحة لعضوية مجلس حقوق الإنسان قبل التصويت، وعادة ما تفعل ذلك منظمات غير حكومية أو شخصيات ودول مهتمة بحقوق الإنسان. وقد حصل ذلك مع ڤنزويلا والعراق هذه الدورة، ومع ذلك فازت ڤنزويلا. وحصل ذلك مع السعودية سابقاً وفازت برئاسة المجلس. (٦)
بدأت عضوية العراق في ٢٠١٧ وحتى نهاية ٢٠١٩. وفي التصويت الذي جرى يوم ١٧ أكتوبر تنافس العراق لتجديد العضوية فلم يفز بأحد المقاعد الأربعة. وكان الفارق بينه وبين الفائز الرابع صوتان فقط (١٢٤ لجزر مارشال و١٢١ للعراق)، وفازت أيضا أندونوسيا واليابان وكوريا. (٧)
un.org/press/en/2019/…
un.org/press/en/2019/…
الذين صرّحوا بأن العراق أُخرجَ من عضوية مجلس حقوق الإنسان بسبب أحداث أكتوبر الحالي لم يطلعوا على مجريات الأمور، وبعضهم من غير المتخصصين له العذر، باستثناء الساسة والإعلاميين والأكاديميين، فهؤلاء لا عذر لهم، لأن المعلومات متوفرة ومعرفتها هي في صميم تخصصهم. (٨)
لا يزال العراق عضواً في مجلس حقوق الإنسان وسيظل يمارس عمله في المجلس حتى نهاية العام ٢٠١٩، ولا صحة لادّعاء إخراجه من عضوية المجلس، بل كل ما في الأمر هو عدم الفوز بفترة ثانية (وأخيرة) في تصويت سرّي بفارق صوتين، وقد أيدت العراق ١٢١ دولة منها دول كبرى. (٩)
ولا يزال العراق (@iraq_un) رئيساً للجنة الرابعة للأمم المتحدة (لجنة السياسات الخاصة وإنهاء الاحتلال) منثلاً بسفيره الدكتور محمد حسين بحر العلوم. وهذا منصب هام ومكانة ممتازة للعراق. (١٠)
un.org/en/ga/fourth/7…
un.org/en/ga/fourth/7…
وحتى لا يظنّ أحد بأن #العراق خرج من الجنة، لننظر إلى بعض من بقي في المجلس من الأعضاء الموقرين:
أفغانستان، البحرين، بنغلادش، بوركينا فاسو، نيجيريا، أريتريا، الصومال، وقسْ على ذلك. (١١)
أفغانستان، البحرين، بنغلادش، بوركينا فاسو، نيجيريا، أريتريا، الصومال، وقسْ على ذلك. (١١)
أما الفائزون الجدد فبينهم السودان وليبيا وڤنزويلا. بينما تغيب عن المجلس السويد وفنلندا وهولندا وسويسرا وقسْ على ذلك أيضاً. فلو كان الأمر مبنياً على سجل الدول في مجال حقوق الإنسان لما كانت عضوية المجلس في هيأتها هذه. (١٢)
لمزيد من التوضيح، هذا رابط مقابلتي مع قناة "الشرقية" يوم أمس (١٨ أكتوبر)، موضحا النقاط ذاتها.
تبدأ الفقرة بعد ساعة ودقيقتين من الڤيديو. (١٣)
تبدأ الفقرة بعد ساعة ودقيقتين من الڤيديو. (١٣)
