١- لماذا الإمارات أغنى من مصر ؟ وحتى لو ألغينا النفط من المعادلة فستظل الإمارات أغنى من مصر بمراحل.... ما السبب يا ترى ؟ بضع تغريدات عن أحد أهم أسباب العجز والضعف العربي الكامن. 
٢- يبلغ الناتج الإجمالي للإمارات حسب بيانات البنك الدولي ٤٠٠ مليار دولار في حين يبلغ لمصر حوالي ٢٥٠ مليار دولار وإذا قلنا أن النفط عامل كبير فهذا غير صحيح فالنفط لا يشكل ٣٠٪ من الناتج الإجمالي وأقل من ٤٠٪ من اجمالي الصادرات للامارات ولو قلنا أن السبب ثقافي بحت ....
٣- فلنأخذ دول خليجية مشابهة ثقافيا واجتماعيا للإمارات مثل الكويت وقطر فعلى الرغم أنهما مشابهتين للامارات اجتماعيا وثقافيا إلا أننا نجد الناتج الإجمالي للكويت يقدر ب ١٤٠ مليار دولار وقطر ب ١٩١ مليار دولار وكلا البلدين يصدر نفطا وغازا أكثر من الامارات ومع ذلك ناتجهما الإجمالي أقل!
٤- السبب والسر برأيي يكمن في"المركزية" فكل الدول العربية باستثناء الامارات دول مركزية ريعية ذات حكم مركزي تسيطر فيه الحكومة المركزية على كامل الصلاحيات والميزانيات والقرارات الإدارية وتعمل بطريقة تجعل من ٩٠٪من مناطقها عاجزة عن الحركة والعمل والمبادرة بانتظار القرارات والميزانيات.
٥- عندما تذهب كمستثمر إلى دبي فإنك تتعامل مع الجغرافيا والمكان ذاته تنهي كل أوراقك وأعمالك من حكومة محلية لها كامل الصلاحيات ولست مضطرا للذهاب للعاصمة لتخليص أوراقك وهذا كمثال بسيط والأمر الاخر أن الحكومة المحلية لديها صلاحيات كاملة للصرف فتأتي الخطط متكاملة ومتناسقة.
٦- لكن لو ذهبت لمصر كمستثمر فأمامك ألف عقبة من أبرزها المركزية القاتلة والبطء في اتخاذ القرارات وتعدد وتضارب الجهات وهذا مما يجعل حصولك على الخدمات غير متناسق زمنيا بالاضافة إلى أن القرارات التنموية والميزانيات تختص بها فئة محدودة جدا من المسؤولين النافذين.
٧- وبسبب المركزية الشديدة فإن كل المبادرات الرأسمالية تموت في مهدها وتختنق الحياة في الأطراف فيضطر الشباب للهجرة الكثيفة للعواصم فتتضخم وتتريف العواصم كما حدث في القاهرة وفِي غيرها مما يسبب المزيد من التدهور الاقتصادي ويتضخم الجهاز الحكومي لاستيعاب العاطلين في وظائف وهمية !
