Thread by @majed_i

في وقت نتطلع جميعا
لعلنا نعثر على ذاك العبقري الذي يصرخ وجدتها وجدتها
معلنا اكتشافه عقار يخلص البشرية من #كوفيد_19

تذكرت قصة من الماضي وتحديدا قبل ١٩٤٤م

حين كان جرح باصبعك قد يقتلك
لولا تلك الصدفة التي قادت للعلاج !

تعالوا نعرف قصة هذا العلاج وندعو الله أن يتكرر

في عام 1884م لاحظ الطبيب الفرنسي إرنست دوتشيسن أن ساسة الخيل العرب الذين يعملون بالقرب من المستشفى الذي يعمل به يخزنون سروج الخيل في أماكن رطبة مظلمة، انتظارًا لنمو العفن عليها، ومن ثم يستخدمونه لاحقًا في مداواة القروح التي تصيب خيولهم.

دون دوتشيسن تلك الملاحظة، ومن ثم عكف على إجراء اختبارات ودراسة حول هذا الأمر في محاولة لإثباته علميًا، لكن الإمكانيات المتاحة حينذاك لم تسعفه، لذلك قوبلت أبحاثه في هذا الشأن بالرفض ولم تؤخذ على محمل الجد من قبل معهد باستور المختص بعلم الأحياء واللقاحات.

مرت السنوات وفي خضم الحرب العالمية الأولى وبينما الطبيب الشاب ألكسندر فليمنج منتظمًا في صفوف الجيش البريطاني، لاحظ أن استخدام المطهرات في تطهير الجروح يؤذي خلايا الجلد ربما أكثر مما تؤذيها البكتريا، لذلك سيطر عليه حلم اكتشاف مادة تقضي على الجراثيم دون تأثيرات سلبية.

بعد انتهاء الحرب انهمك الرجل في دراسات معقمة حول الأمر، حتى جاء عام 1928، والذي لعبت فيه الصدفة دور البطل في وصوله إلى اكتشاف مهم غير وجه البشرية، هذا الاكتشاف هو مادة البنسلين، المعروفة كأول مضاد حيوي في التاريخ تم استخلاصه واستخدامه طبيًا.

بعد قضائه لعطلة منعشة استمرت لأسبوعين، عاد فيلمنج إلى معمله منشرح الصدر، لكنه تفاجأ أنه لم يغسل جيدًا أطباق البتري (اطباق معملية توضع بها العينات) التي احتوت على عينات بكتيرية قبل عطلته، الأمر الذي تسبب في نشوء عفن عليها، همّ سريعًا لتنظيفها لكنه بعد تأمل وتركيز تراجع عن ذلك.

أثناء إمالة أطباق العينات في الحوض لغسلها، لاحظ فليمنج أن مستعمرات البكتريا المحيطة بذلك العفن قد تحللت وذابت، استنتج من ذلك وجود مادة قوية داخل هذا العفن هي التي أدت إلى تلك النتيجة، سُرَّ كثيرًا وأطلق على تلك المادة بداية "عصير العفن"، ثم تراجع عن الاسم وأسماها "البنسلين".

بالطبع كان اكتشافًا مثيرًا إلا أن فليمنج لم ينجح في استخلاص المادة الفعالة، حيث أن هذا الأمر كان يحتاج إلى عمل جماعي تكاملي من عدة تخصصات، ورغم ذلك استطاع الرجل بشكل واضح إثبات ما لمادته المنضوية ضمن العفن من فعالية منقطعة النظير في مكافحة البكتريا.

في يونيو من عام 1929 قام فليمنج بنشر ورقة علمية في مجلة British Journal of Experimental Pathology توثق وتوضح ما توصل إليه من اكتشاف ودراسات، إلا أن الورقة لم يلاحظها أحد، وطوتها السنين كغيرها من الأوراق.

بعد ما يقرب من ثلاثة عشر عاماً من نشر فليمنج لورقته، تحديدًا عام 1941، شاء الله أن يطلع عالم الأمراض الاسترالي هاوارد فلوري مع وإرنست تشين على تلك الورقة، حيث نجحوا بناءً عليها في استخلاص البنسلين ومن ثم قاموا بتجربته على الفئران، وأثبت نجاعة منقطعة النظير.

وجد فلوري وإرنست تشين الفرصة سانحة لتجربة عقارهم الجديد على أحد المرضى الذين يعانون من مضاعفات خطيرة بسبب بكتيريا المكورات العقدية، أثبت العقار فعالية كبيرة في تحسين حالة المريض، لكن قلة البنسلين معهم وصعوبة استخلاصه بكميات كبيرة حال دون إنقاذه.

بعد إثبات أهمية مادة البنسلين وفعاليتها، وبدعم من دول الحلفاء، نجح فلوري وفريقه في الوصول إلى طرق أبسط لاستخلاص هذه المادة بكميات كبيرة، وفي عام 1944 أصبح البنسلين عقارًا معتمدًا وبفضله نجا ملايين المصابين في الحرب العالمية الثانية من الموت.

فتح البنسلين الطريق واسعًا أمام اكتشافات أخرى مذهلة في مجال المضادات الحيوية، وساهم بشكل قطعي في علاج كثير من الأمراض المستعصية حينذاك، مثل الزهري والسيلان والتهابات المفاصل والالتهاب الرئوي وتسمم الدم والسل والغرغرينا.

بالنظر إلى نسبة الوفيات الناتج عن الالتهاب الرئوي الجرثومي في الحرب العالمية الأولى والتي بلغت 18%، ونسبة الوفيات بنفس المرض في الحرب العالمية الثانية والتي بلغت فقط 1%، يمكننا بسهولة التعرف على الفارق بين وجود البنسلين من عدمه.

في عام 1945 أعيد الفضل إلى ألكسندر فليمنج في اكتشاف البنسلين، وتقاسم مع هوارد فلوري وإرنست تشين جائزة نوبل في الطب، لتنهمر عليهم بعد ذلك كثير من الجوائز والتكريمات، لعل أكثرها بروزًا حتى الآن هي وضع صورهم على بعض الفئات النقدية في بلادهم.

ختاما
توقعاتكم ما جنسية العالم الذي سيكتشف العقار هذه المرة؟