, 22 tweets, 8 min read Read on Twitter
إذا لم تكن تشاهد مسلسل La Casa de Papel فعلى الأقل صادفت صورة له هنا أو هناك.
اليوم سنتحدث عن القناع الذي يرتديه أبطال العمل
قناع بلغت شهرته أن يكون أيقونة العمل
قناع دالي
وعن دالي لنا حديث ذو "جنون"
يمثل القناع صورة محاكية لوجه سلفادور دالي،حيث العين المفتوحة على أشدها والحاجبين المرتفعين فضلاً عن الشارب المعكوف للأعلى، ولكي نتعرف أكثر عن سبب شهرة الوجه وتبنيه من قبل هذا المسلسل وغيره، فمن المناسب أن نتعرف أكثر على دالي نفسه، لعل هذا يقودنا إلى الإجابة.
سلفادور دالي فنان إسباني ولد في بداية القرن الماضي ورحل عن عالمنا في أواخر الثمانينات يصنف من أعلام المدرسة السريالية وهي حركة أدبية فنية ظهرت في أوروبا وازدهرت في عشرينيات القرن الماضي، يُعّبر منتموها عن أنفسهم وعن مشاعرهم في صور فنية حالمة مفاجئة وغير مستندة للمنطق أو العقل.
سلفادور دالي يعد من أن أغرب الشخصيات في تاريخ الفن، إذ أنه أشبه بخلطة سحرية يمتزج فيها الجنون بالإبداع مع قدرة فائقة على تجسيد مشاعره بالفرشاة والألوان في صور غير نمطية مفاجئة لكل من يراها.
ربما هذا الشخصية المركبة التي نستعرضها معاً لم تكن لتكون بهذا الشكل من الجنون والتفرد والغرابة لولا تلك الشدة في التربية التي لاقاها من والده في طفولته، على العكس من ذلك كانت والدته التي شجعته وأخذت بيده على طريق تجويد أدواته و الانغماس أكثر في عبقريته
فضلاً عن تعنيف والده المستمر له، صُدِم دالي في طفولته بحدث هز أركانه، وهو وفاة أخيه الذي يكبره بعام وهو في السابعة من عمره، الأمر الذي جعله يتردد على مقبرته بانتظام، إلى الحد الذي ادعى فيه أن روح أخيه عادت للحياة وتجسدت فيه.
في عام 1922 وبعد التحاق دالي بأكاديمية سان فيرناندو في مدريد، غير مظهره وأوصله إلى شكل حاد وغريب فيما يشبه قناعه المعروف، حيث الشوارب المعكوفتين والوجه المتجهم فضلاً عن إمساكه بعصى، كل هذا كرمز للنرجسية العالية والاعتداد بالنفس والانفصال عن الواقع
كان دالي ثائراً على الواقع وعلى كل ما حوله، اتضح هذا في مظهره الغريب الحاد الذي اختاره لنفسه، واتضح في ثورته على الفن التكعيبي الذي أعجب به في بداياته،لينقلب عليه بعد ذلك.
فمثلا استبدل لون قزح في لوحاته بالأبيض والأسود والأخضر الزيتوني والبني، وجميعها تعطي انطباعاً بالحزن.
بناءً على حالته الغريبة من الاعتداد بالنفس والنرجسية العالية، لم يكن مستغرباً أن يطرد دالي من أكاديميته مرتين، مرة لانتقاده الحاد لأساتذته، والمرة الثانية لرفضه أن يمتحن شفوياً على أيديهم، لأنه يرى أنه أذكى منهم بكثير.
تلك الشخصية الثورية الحانقة على كل شيء، قادته لأن ينخرط في السياسة وأن يعلن دعمه لحركات الانفصال الموجودة حينذاك، وهو ما عرضه للسجن.
ليخرج من السجن متفرغا لفنه وأكثر أنانية وحبا للمال
بدا دالي في لوحاته متأثراً جداً بمنهج فرويد النفسي، والتي أتى معظمها في أشكال سريالية معبرة عن التفكير الباطني وما يجول داخل الإنسان من صراعات فكرية ومشاحنات
في عام ١٩٣١م أصبح دالي رائداً كبيراً في محال الحركة السريالية، حيث قدّم أشهر لوحاته، اللوحة التي تعد أشهر لوحة سريالية في التاريخ، وهي لوحة "إصرار الذاكرة" واللوحة تصوّر عدداً من الساعات المتعرجة الذائبة والتي تستقر في منظر طبيعي هادئ، في مشهد ينافي العقل.
بعد ذلك بقليل التقى دالي بـ الفتاة الروسية جالا امرأة تكبره بعشر سنين، زوجة سابقة للشاعر السريالي بول ألوارد، هام دالي بها وتيم حد الجنون، إلى تلك الدرجة التي ظهر أثرها واضحاً في أعماله، حتى أنه كثيراً ما وقع على لوحاته باسمه واسمها معاً، تزوج دالي بها لاحقاً عام عام 1934.
كان دائماً يربط العبقريه بـ جالا لذلك كتب يوماً ما ( ان على كل رسام يريد ان يكون مبدعاً وينجز لوحات رائعة عليه ان يتزوج زوجتي )
في أواخر الثلاثينات حاد دالي عن الثورية التي لطالما اتسم بها، بل انه سقط سقطة لا تغتفر بتأييده حكم فرانكو الديكتاتور الأسباني الذي جاء إلى الحكم بعد حرب أهلية راح ضحيتها نصف مليون شخص.
في موقف يجعلنا نفهم نفسية دالي
فبعد أن عمد إلى نفاق السلطة والاهتمام فقط بجني المال، اجتمع في باريس أندريه بريتون والفنانين السرياليين في باريس واتخذوا قراراً جماعياً بفصل دالي، لم يتأخر رد دالي على هذا القرار حيث قال: "ليس بإمكانكم طردي، فالسريالية هي أنا".
ولنفهمه أكثر نحتاج أن نتذكر أجابته حين أتهم بتناول المخدرات فقال "أنا لا أتعاطى المخدرات ، فأنا المخدرات!!"
اشتهر دالي ببخله الشديد وحرصه على المال لاسيما بعد تجربة السجن وكان ذكيا في بخله
فكان يدفع كل مشترياته بشيكات باسمه ويرسم على خلفية الشيك رسومات ، مما يدفع البائع للاحتفاظ بالشيك بدل صرفه فيسلم رصيد دالي
من حرص دالي على جمع الأموال أنه حتى الأعلانات التجارية طرق بابها وروج لمنتوجات بشهرة "شنبه"
عام ١٩٨٠ اضطر دالي إلى اعتزال الرسم نظراً لإصابته باضطراب حركي سبب له ارتجافاً دائماً وضعفاً في يديه، ليعود بعد اربع سنوات ويتعرض قصره لحريق غريب اشتبه انه محاولة انتحار ، اصيب فيه بحروق شديدة، أقعدته عاجزاً مدة خمس سنوات، حيث مات في أواخر شهر يناير عام 1989.
من غريب الأفكار أن دالي بنى متحفاً خاصاً به في مسقط رأسه على أنقاض مسرح البلدة التي دمرته الحرب الأهلية، لكن الغريب أنه عهد إلى محاميه أن يدفن فيه حال وفاته، وقد تحقق الأمر بالفعل
الثورة
الجنون
التناقض
العبقرية
اللاواقعية
كلها تشابه بين شخصية البروفسور في مسسلسل " La Casa de Papel" وبين دالي العبقري المجنون
جعلت التعبير بقناع دالي في المسلسل حبكة فنية رائعة
Missing some Tweet in this thread?
You can try to force a refresh.

Like this thread? Get email updates or save it to PDF!

Subscribe to ماجد الماجد
Profile picture

Get real-time email alerts when new unrolls are available from this author!

This content may be removed anytime!

Twitter may remove this content at anytime, convert it as a PDF, save and print for later use!

Try unrolling a thread yourself!

how to unroll video

1) Follow Thread Reader App on Twitter so you can easily mention us!

2) Go to a Twitter thread (series of Tweets by the same owner) and mention us with a keyword "unroll" @threadreaderapp unroll

You can practice here first or read more on our help page!

Follow Us on Twitter!

Did Thread Reader help you today?

Support us! We are indie developers!


This site is made by just three indie developers on a laptop doing marketing, support and development! Read more about the story.

Become a Premium Member ($3.00/month or $30.00/year) and get exclusive features!

Become Premium

Too expensive? Make a small donation by buying us coffee ($5) or help with server cost ($10)

Donate via Paypal Become our Patreon

Thank you for your support!