في تقييمه الضافي لليسار الشيوعي، أفرد د. منصور خالد، عنواناً جانبيا، بسط رأيه عن منظمات المجتمع المدني عامة والنقابات خاصة:
"التربص بالمؤسسات الديموقراطية:
كثيراً ما سعى الحزب الشيوعي لتقويض منظومة المؤسسات التي عرفتها الديموقراطية الليبرالية كجزء لا يتجزأ من أنساقها التنظيمية"
+
"التربص بالمؤسسات الديموقراطية:
كثيراً ما سعى الحزب الشيوعي لتقويض منظومة المؤسسات التي عرفتها الديموقراطية الليبرالية كجزء لا يتجزأ من أنساقها التنظيمية"
+
"ومثال ذلك محاولات الحزب[الشيوعي] استئناس منظمات المجتمع المدني التي يفترض أن تكون هي قائدة معركة الدفاع عن الحقوق الأساسية. فالنقابات والجمعيات المهنية لا تقبل التطويع- مباشراً كان أم غير مباشر- لأن أهم مقومين لهاته المنظمات هي الطوعية (Voluntarism) والاستقلالية (Autonomy).”
+
+
"لهذا ليس صحيحاً أن الأخطار التي تهدد استقلال المنظمات الطوعية تجئ فقط من الحكومات الشمولية، بل قد تجئ أيضاً من الأحزب التي تسعى للهيمنة على تلك المنظمات حتى تصبح واحدة من أدواتها النضالية."
+
+
"لهذا لو كانت هذه الأحزاب جادة في قيام نظام ديموقراطي معافى فعليها أولاً أن تتخلى عن محاولات الانحراف بمنظمات المجتمع المدني عن هدفها الأساس ألا وهو:
(أ) حراسة حقوق المجتمع
(ب) منع التغول عليها من كائن مَن كان
(ج) صيانة أخلاقيات المهنة
"+
(أ) حراسة حقوق المجتمع
(ب) منع التغول عليها من كائن مَن كان
(ج) صيانة أخلاقيات المهنة
"+
"(د) الانتصاف للشعب من التجاوزات المهنية التي تصدر من اعضائها"
+
+
"هذا الحكم لا ينفي أن النقابات العمالية في بعض الدول الديموقراطية(بريطانيا، والنرويج) أصبحت قاعدة صلبة لبعض الأخزاب(حزب العمال في البلدين) بيد أن النقابات في هذه الدول تفعل ذلك طوعاً كما تملك هامشاً واسعاً تتحرك فيه ليس فقط لفرض رؤاها على الحزب، بل أيضاً في اختيار قياداته"
+
+
""في جميع الدول الشمولية (الأممية كالأحزاب الشيوعية، والقومية كالأحزاب البعثية) او الأوتوقراطية العسكرية[..] تحول المجتمع المدني إلى فرع من الفروع المختلفة للنظام الشمولي المهيمن، فالنقابات والاتحادات والجمعيات أصبحت كلها تنظيمات ملحقة بالحزب الحاكم، تأتمر بأمره وتنفذ سياساته"
+
+
"هذا ما كان عليه الحال في كل الوطن العربي(مصر الناصرية، العراق، وسوريا وعراق البعثيين، الجزائر) كما في افريقيا(غانا، وغينيا، وتنزانيا) ونظام مايو في السودان الذي اقتدى بتجربة الاتحاد الاشتراكي بمصر، أو نظام الجبهة القومية الإسلامية التي أخذت عن كل هذه الأنظمة اسوأ ما فيها"
+
+
"ذلك أيضاً ظل هو ديدن الحزب الشيوعي في السودان حتى خلال فترات الحكم الديموقراطية التعددية الحزبية حيث جعل ذلك الحزب اختراق منظمات المجتمع المدني(النقابات، والاتحادات، والجمعيات) واجباً رئيسياً لها بهدف تدجين وتوجيه تلك المنظمات لخدمة أغراض الحزب"
+
+
النقابات وبقية منظمات المجتمع بعد أسبوع من إنقلاب 25 مايو تهتف وتصفق لقلع حرية الشعب بالدبابات.
