آين راند 1905-1982 والفلسفة الموضوعية (Randism أو Objectivism)
مقدمة مختصرة جدا
فيلسوفة أمريكية من أصل روسي وروائية وكاتبة مسرحية أسست فلسفتها ونشرتها عن طريق رواياتها، كانت تعارض الأيديولوجيات الشمولية كالأديان والشيوعية والنازية إلخ
المبدأ الميتافيزيقي لفلسفتها هو الوجود موجود ويجب أن نتعاطى معه كما هو وليس كما نريد، لأنه لن يكون كما نريد، أي أن الواقع معطى موضوعي.
الوجود هو البديهية الأولى ولا يوجد شيء ولا بديل ولا أي مفهوم ماورائي
الوجود أن يكون شيء أو قانون الهوية أ = أ
تعتقد راند أن عقل الإنسان هو وسيلته الوحيدة لإدراك الكون إلا أنها تحصر المعرفة بأجمعها عن طريق الإدراك الحسي لذا تصنف ضمن الأبستمولوجيا التجريبية لكنها ترفض الفصل بين ما هو عقلاني وما هو تجريبي إذ تقدم الحواس المادة الخام للمعالجة العقلانية ومن دون ذلك يستحيل تحصيل المعرفة=
المثير في فلسفتها هو الجانب الأخلاقي
(البقاء غاية نهائية لكلّ الأشياء الحية) - الوجود أو العدم لذا تكون الحياة هي الغاية المطلوبة لذاتها
لذا فإن البقاء هو الغاية النهائية للإنسان وعقله هو أداته الوحيدة لتحقيق ذلك لذا فالأخلاق ضرورة موضوعية لحفظ بقاء الإنسان =
لذا يكون الخير ما يحفظ حياته ويعززها للتمتع بها
والشر ما يهددها
وعلى الإنسان بموجب ذلك السعي لسعادته الذاتية والعيش كل العمر المتوقع لكائن عقلاني
ولكنها أعادت تعريف بعض المفاهيم الأخلاقية كالأنانية فنقلتها إلى الفضائل والإيثار فنقلته إلى الرذائل
لكن ليس بالمعنى المتعارف عليه
إن الإيثار الراندي وحسن النية وحب الخير للغير هو نوع من حب الذات في الأساس
لكن التضحية من أجل الآخرين غير مقبولة إذا كانت تهدد حياة الذات أو تنتقص الاستفادة منها
بهذا المفهوم الأخلاقي تندرج الأخلاق الراندية تحت مظلة مذهب المنفعة .
كما تقدم في زعمها حلا لمقصلة هيوم بذلك
واجهت كثيرا من النقد
فمن ذلك: 1- المقدمة (البقاء غاية كل كائن حي) خطأ 2- الأصل التكويني للإنسان لا يحدد الغاية النهائية منطقيا 3- البقاء يعني حياة تعيسة طويلة أفضل من حياة سعيدة قصيرة 4- نفعية على حساب الفضيلة 5- كثير من الطغاة مارسوا أعمالا بشعة للبقاء دون الحاجة لأخلاق =
لها أيضا آراء سياسية وحقوقية واقتصادية
تشيع فلسفتها بين القراء العاديين بينما يجنح الفلاسفة والمثقفون إلى النفور منها بسبب تفضيلها الأنانية
الانحياز المعرفي
هو نمط أو نظام منهجي لإصدار حكم غير مطابق أو منحرف عن التفكير العقلاني وهي شائعة وخفية لدى كثير من الناس وتؤثر في عمليات اتخاذ القرارات اليومية
سأسرد قائمة من الانحيازات المعرفية وأضرب عليها أمثلة حتى ينتبه لها القراء خلال المناقشة ويعلموا أنهم يرتكبون مغالطة
1-تأثير الغموض:
في المثل الشعبي " خلك على مهبولك لا يجيك أهبل منه"
يميل الناس لاختيار الخيار (أ) لأن نتائجه مضمونة بدلا من الخيار (ب) لأن نتائجه مجهولة أو غامضة
هذا لا يعني أن (أ) نتائجه أفضل بل لغموض نتائج (ب) فالناس يفضلون (أ) أكثر وضوحا وأمانا
يتجلى ذلك في رهان باسكال
2-أثر المرساة
إصدار حكم أو توقع بناء على معلومة أولية قد تكون خطأ وتجاهل بقية المعلومات بغير قصد وهي مغالطة شائعة جدا لدرجة أنه يصعب تجنبها حتى مع العلم بها
لوحظ أن أول سعر يعرضه البائع يكون مرساة للتفاوض فيقدر المشتري سعرا مقاربا مختلفا فيما لو عرض البائع سعرا آخر بنسبة محددة
استيقاظ زائف False awakening
حالة يشعر فيها النائم أنه استيقظ بينما لا يزال يحلم لكنه يعتقد أنه مستيقظ ويبدأ يومه طبيعيا ثم فجأة يستيقظ ثانية فإذا هو ما زال في فراشه وأن كان يحلم ثم يستيقظ ثانية وثالثة وهكذا لعدة مرات
هذه إحدى 4 ظواهر تحدث خلال النوم =
-ظاهرة إدراك الحلم هي أن يدرك النائم أنه يحلم وقد يتمكن من التحكم بالحلم
-الجاثوم أو شلل النوم فهو شلل مؤقت يحدث أثناء الحلم وغالبا ما يتم ربطه بالشياطين
-الخروج من الجسد فهو وهم يصيب النائم يشعر بنفسه منفصلا عن جسده وربما يرى نفسه مستلقيا على السرير =
والاستيقاظ الزائف فتنهض من فراشك وتذهب للمطبخ وتصنع القهوة والفطور وتنظر للساعة وتكتشف أنك متأخر فتسرع في الاستعداد ثم فجأة تستيقظ في سريرك وتكتشف أنك كنت تحلم ثم تنهض وتعيد ربما نفس الأشياء أو غيرها ثم فجأة تستيقظ مرة ثانية في فراشك ثم تقوم ثالثة وهكذا ربما 10 مرات أحيانا
نسمع كثيرا كلمة الإنسانية وننسب لها كل الأعمال النبيلة
فما أصل هذا الإطلاق؟
ولماذا أصبح لهذه الكلمة هذا المعنى الإيجابي؟
وماذا يعني أن تكون إنسانيا؟
وما مبادئ الإنسانية؟
كل ذلك هنا في مقدمة قصيرة جدا في هذا الثريد
الإنسانية فلسفة عامة تتمحور حول الإنسان فردا أو جماعة وتؤكد على قيمته وكرامته وحريته
وتعد التطور الطبيعي للبشر انطلاقا من العائلة ثم القبيلة فالقومية ثم الدين العابر للقوميات إلى الإنسانية التي تذيب كل الحدود والفوارق بين البشر
وبذلك تكون فلسفة لادينية وشعارها الإنسان السعيد
إن تاريخ الإنسانية طويل ومعقد وضارب في جذور التاريخ وتنوعت دلالتها عبر العصور
لكن لم تستقر على المبادئ الإنسانية المعروفة إلا في القرن الماضي بعد إعلان أمستردام 1952 ثم تحديثه في 2002 الذي ينص على المبادئ العامة المحددة للإنسانية العالمية
من الذي يخلق إرادتنا؟
مجموعة من الفيروسات والجراثيم والبكتيريا لديها القدرة على التحكم بالبشر فتغير سلوكهم ورغباتهم وتصرفاتهم
الأمر الذي يدعو للتساؤل هل لدينا حرية إرادة حقا؟
أم هي رغبات هذه الكائنات =
سأستعرض 9 منها في هذه السلسلة
1-مثقبية بروسية Trypanosoma brucei
الطفيلي المتسبب بما يسمى (داء النوم) إذ يتسبب الطفيلي في مرحلة ما باضطراب النوم ولكنه مع ذلك يجري تغييرات على الشهية للطعام وظهور أنماط غريبة في الكلام والحكة والرعشة =
ولكن الأهم هو أن يبقى المصاب حيا وساكنا بالنوم لفترات طويلة
هذا التكتيك يساعد الطفيلي على البقاء فالمصاب سيكون في وضعية مثالية ليتعرض للدغ الذبابة الناقلة (Tsetse fly) وبهذه الطريقة يتاح للطفيلي أن ينتشر إلى ضحايا جديدة
الحس المرافق Synesthesia
هل نحن ندرك الواقع كما هو على فرض أن الواقع موجود؟
في ظاهرة التصاحب الحسي يؤدي تحفيز حاسة من الحواس إلى تحفيز حاسة أخرى فيشعر المصاب بمذاق اللون الأحمر وبصوت الرقم 7 وبرائحة الغضب وشكل شهر يناير
فماذا يحدث لمن لديهم هذه الظاهرة؟=
من لديه ظاهرة الحس المصاحب يتعرض لتجارب لا إرادية ثابتة ودائمة وخاصة به وحده والمتوقع نتيجة لتداخل المناطق المخصصة بمعالجة معطيات الحواس في المخ أثناء النمو لدى حامل الظاهرة وتعد أشهر أعراض هذه الظاهرة ارتباط اللون بالرقم أو الحرف
Ingrid Carey
ترى الأرقام والحروف بهذه الألوان=
أحد حاملي هذه الظاهرة يحس بطعم الشوكولاتة عندما يرى صورة للفونوغراف
وبعض الحاملين للظاهرة عندما يسمع الرقم يراه في الفضاء المحسوس بشكل ما
أكثر وجوه الظاهرة شيوعا تحدث مع الأرقام والحروف فكل رقم وكل حرف مرتبط بلون معين
وبعضهم يرى الحروف الصوتية بلون أكثر أو أقل حيوية من الصامتة=
من رأى مسلسل V أو Grimm أو أي فيلم عن المتحولين Mutants أو الزومبي ومصاصي الدماء والمستذئبين
سيدرك المعضلة بسهولة.
السؤال:
كيف أتأكد أن الآخرين يفكرون ويشعرون مثلي تماما
قد لا تعلم أن إجابته قد شغلت الفلاسفة =
أنا أعلم بمحتويات عقلي ووعيي وأفكاري ومشاعري وأدراكي بشكل جلي
لكن محتويات عقل الآخر محجوبة عني وليس لدي معرفة إلا بسلوكه الخارجي
فهل هذا دليل على أن عقله يعمل مثل عقلي تماما؟
شخصيات الأعمال السينمائية السابقة تظهر بشكل يشبهني لكن عقولها ليست كذلك فهل يكفي المظهر الخارجي دليلا=
أنا أحس بالألم وأظهر ردة فعل معينة
وعندما أشاهد نفس ردة الفعل من شخص آخر أستدل بذلك على أنه يحس بنفس الإحساس فهل هذا دليل كافٍ
هذا يسمى التعميم غير المسؤول وهو تعميم استدلال استقرائي بناء على نتيجة واحدة هي أنت
الدليل الاستقرائي ظني قائم على تعميم تكرار النتائج على الجميع=