تخيل مجموعة اشخاص كانوا مولعين بالتكنولوجيا واشتروا كمبيوتر من ايام ويندوز 98.. وكانوا منبهرين بكل تفاصيل الويندوز.. بعدها نزل ويندوز XP فانبهروا اكتر واكتر بشكله وحداثته وتصميمه..
ومن كتر انبهارهم قرروا إنهم عمرهم ما هايغيروا ويندوز XP ده ابداً لأنه احسن نظام تشغيل اتعمل.. ومناسب لكل حاجة عايزين يعملوها بالكمبيوتر..
وبعدها نزل كذا ويندوز جديد.. وهما ثابتين..
نزل أنظمة تشغيل تاني غير الويندوز.. وهما ثابتين..
نزل اندرويد و IOS.. وهما ثابتين..
اتجوزوا وخلفوا وجابوا أولاد وعلموهم إنXPده أحسن نظام تشغيل في الدنيا وعلموهم إن الناس برة سابوا الأصالة وعملوا أنظمة تشغيل تاني لأنهم عالم فارغة تبحث عن كل ما هو جديد وخلاص وقعدوا يحكولهم عن ناس وهمية كانوا بيستخدموا ويندوزvistaوأول ما شافوا ويندوز XP انهمرت دموعهم وقرروا يرجعوله
اتربى جوة العيال احساس بعزة النفس والأصالة بسبب استخدامهم ويندوز XP وخرجوا للمجتمع مقتنعين إنهم أول ما يقولوا للناس عليه هاتنهمر دموعهم ومش هايقاوموا الأصالة.. وفوراً هاينضموا لنادي مستخدمي XP المميزين..
خرجوا للناس لقيوهم بيضحكوا عليهم وبيتهموهم بالرجعية والتخلف ومش قادرين يفهموا إن لسة فيه حد شغال بنظام تشغيل ويندوز XP.. ولا هما قادرين يتعاملوا مع ويندوز 8 و 10 والآيباد والأندرويد..رجعوا مُحبَطين وقرروا ينعزلوا، وبقيوا مبيتعاملوش غير مع بعض ..
ويفضلوا يحكوا مع بعض عن مميزات ويندوز XP ويتداولوا مقالات كتبها مبرمجين عن الثغرات الأمنية في أنظمة التشغيل الحديثة وده كان بيعزز عندهم شعورهم بالتميز إن حتى المبرمجين والمتخصصين بيتكلموا عن عيوب والثغرات الأمنية في أنظمة التشغيل التانية
وكبروا الأولاد واتجوزوا وجابوا أولاد وعلموهم مميزات ويندوز XP.. ووقتها كانت الأجهزة الجديدة مش بتقبل التعامل مع ويندوز XP أساساً.. فاحتفظوا بالهاردوير القديم بتاعهم وزادت الفجوة.. بدل ما تبقى فجوة سوفت وير بقت فجوة هاردوير وسوفت وير..
وفضل العالم يتقدم ويخترع أنظمة تشغيل جديدة أفضل وأحدث وأكثر ملائمة لإحتياجات العصر.. وفضلوا هم يتوارثوا إن العالم ده معندوش أصل وإنهم هم الجماعة الوحيدة اللي حافظت ع الأصالة وأنظمة التشغيل اللي استخدمها آبائهم وأجدادهم..
ودي بالظبط أزمة الأصولية الدينية وحفظة التراث وتقليد الآباء.. وأزمة المجتمعات اللي تتسيدها العادات والتقاليد..
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh
بيتولد الإنسان بلا عقيدة.. بيتم تربيته على عقيدة معينة وأفكار معينة..
بيكبر يكتشف إن العالم فيه عشرات الأديان بمئات الطوائف بآلاف العقائد.. جميعها يدّعي إنه الحق..
في بقعه مضحكة من العالم تسمى الشرق الأوسط أو ما يسمى العالم الإسلامى إذا مارس هذا الشخص حقه الطبيعي في التفكير وتفنيد العقائد وقرر إختيار واحدة من هذه العقائد أو رفضها جميعاً بيتم رفضه وتكفيره وحبسه كمان بالقانون المضحك المسمى إزدراء الأديان أو قانون التجديف..
وهؤلاء مش عارفين إنهم لما يرفضوا تفنيد عقيدتهم وبيسعوا لحبس أي حد يذكرها بوجهة نظر مختلفة عن اللي هما شيفها، وبكدة هؤلاء الحمقى بيقدموا صورة هشة مرتعشة مرتعبة من عقيدة تخشى المساس بها لئلا تسقط ..
أبسط الأمور اللي بتميز الإنسان من عصاية المكنسة إن الإنسان عنده مشاعر وإحتياجات..
- يعني مفروض إن الإنسان لما يعدي بحزن يبكي..
- مفروض إنه كائن إجتماعي يبحث عن الشراكة والحب..
- مفروض إن بصورة غريزية وطبيعية عنده شهوة جنسية..
اللي حصل بقى إن في مجتمعاتنا العظيمة فيه وَحشين كاسرين تكالبوا على كل مشاعر إنسانية طبيعية وحاولوا نسفها وتدميرها.. الوَحش الأول هو: العادات والتقاليد.. الوَحش التاني: هانختلف في تسميته بس ممكن نسميه الدين أو العقيدة أو فهمنا للدين أو تعاليم رجال الدين..
مزيج من سطوة الوَحشين دول اللي حولوا الإنسان لخادم ليهم بدل ما يكونوا هم خادم للإنسان علمونا إن:
- مينفعش تبكي عشان انت راجل.. أو مينفعش تحزن من الأساس عشان ده قلة إيمان.. أو لو حد عزيز عليك مات مينفعش تبكي عشان بكائك بيخليه يتعذب..
كيف تنشر فكرة هشة غير منطقية وتُحصّنها من التدمير السريع؟ 1- اختر هدفك بعناية.. ابدأ في نشرها وسط الغير مؤدلجين.. الذي يتبنون لا شئ ولا موقف.. وحبذا لو بدأت منذ الطفولة لزرع فكرتك في الأعماق..
2- إعزل من تبنى فكرتك ولا تسمح له بسماع أي رأي مخالف.. ثم كررها مرة أخرى.. الإلحاح ثم الإلحاح ثم الإلحاح ثم الإلحاح..
3- أكد عليه مراراً وتكراراً وفي كل مناسبة أنه مميز بتبنيه الفكرة وأنه بسبب تبنيه إياها صار أعلى شأناً من الباقين.. إجعله يشعر أنه محظوظاً بتبنيه الفكرة.. فإحساسه بالتميز ولا سيما إذا كان يفتقر المهارة أو التميز في أي شئ آخر كفيل بربطه عاطفياً بفكرتك..