#غزة.. هذا الجزء العزيز من #فلسطين قدر الله لها أن تكون عنوان للصراع مع هذا المُحتل الغاصب، وهي رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني رغم أن ظهرها مع كل أسف مكشوف من أشقائها، لكنها ما زالت على العهد صابرة صامدة قوية.
تُعذر غزة في اجتهاداتها، فمن يكوى بالنار ليس كم ينظر لها.
العاملون للقضية الفلسطينية بشر وليسوا ملائكة، لهم اجتهادات سياسية وميدانية مختلفة قد تتفق أو تختلف معها هذا أمر طبيعي، لكن في علم الأخلاق تعلمنا أن للأمور "ميزان" فميزان العدل ليس كميزان الإحسان، وإن من الإحسان أن تتجاوز عن الخطاء البسيطة ما دامت هناك اجتهادات و نجاحات كبيرة.
منذ العام 2012م أُدخلت المنطقة في موجة من التحريض المذهبي والطائفي المُمنهج، تم ذلك برعاية مباشرة من أجهزة المخابرات الصهيونية مع أجهزة مخابرات دول المنطقة، فالأمة المتهالكة الضعيفة ستجعل من "إسرائيل" قوية، كما ستجعل من الدكتاتوريات قوية، وستحقق لإيران أهدافها التوسعية.
كُنت ولا زلت وأسبقي ضد التحريض الطائفي المذهبي، وسأبقى أدعو لضرورة الحوار بين كل الفرقاء، لأن لا سبيل للخروج من حمام الدم النازف إلا بالحوار، والحوار اليوم على شدة الوجع أفضل من الحوار غداً عندما ينقطع النفس عن الجميع.
والحوار اليوم شجاعة لأنه غداً سيكون إكراهاً لا مفر منه.
وأنت تتابع مواقع التواصل تصاب بالصدمة ممن لا يتوقفون عن التحريض ليل نهار، هؤلاء يعرفون أن الخطاب العاطفي يجلب لهم "التفاعل" في وقت يُغيب فيه خطاب "العقل والمنطق".
لكن المنطق يقول أن دول وإن اختلفت توجهاتها ومذاهبها فإنها مدعوة للتعايش والحوار، وليس للفرقة والاختلاف.
خرجت أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية مُنهكة، مُثقلة بأعداد الضحايا ما بين 60 - 80 مليون كان عدد القتلى، بالإضافة للدمار الشامل الذي أصاب البلاد، بعدها أدركوا أن الكل خاسر بسبب الحرب وأن لا سبيل لهم إلا التعايش رغم كل الاختلافات وهذا ما نراه اليوم "الاتحاد الأوروبي".
دائماً أنصح نفسي، واليوم أوجه النصيحة لكل إخواني وأخواتي، لا تكونوا وقوداً لصارعِ بلا هدف، لا تكونوا ضحايا لمؤامرة هدفها إنهاك العباد، وسرقة البلاد، وتمكين الأنظمة الدكتاتورية، وتعزيز الحضور الصهيوني، وليكن "الوعي ثم الوعي" لكم هو الزاد، ولنا في التاريخ عبرة، ولنا في القرآن خبر.
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh