لازلت أذكر الممرضة و هي تسلمني ملف المريض الرابع ، مريض عمره ١٠٤ سنوات و يشتكي من ضعف في بصره
أخذت الملف و انطلقت لمكان انتظار المرضى و أنا أتخيل رجلا شيخا كبيرا بالكاد يتهادى بين رجلين، أفكر كيف سأجلسه على كرسي الفحص و هل سيفهمني أم لا
بدأت أنادي مستر. مايكل، مستر مايكل (الاسم ليس صحيحا) و عيني تبحث عن الصورة التي تخيلتها بين الحاضرين .
رجل أقبل من بعيد، أنا مايكل. سألته مستغربا مرة أخرى (مايكل سكوت!) أجاب نعم ثم أردف ضاحكا لستَ أول دكتور يتعجب .. تبحثون عن شيخ كبير مريض على كرسي متحرك و أنا أقول لك لن تجد هذا العجوز فيّ .. فقلبي ما زال في ال ٣٠ :)
ابتسمت و أنا أدله على غرفة الفحص و في خلدي ألف سؤال و سؤال و إليكم قصته باختصار.
مايكل قائد سابق في الأسطول البحري الكندي، شارك في الحرب العالمية الثانية و تقاعد عن عمله في ٧٠ من عمره.
سألته كيف حافظت على شبابك حتى هذا العمر.
ضحك ثم قال لي لن تصدقني إن أخبرتك.
- لم أشرب الخمر في حياتي قط
- أذهب للصيد كل يوم تقريبا
- لا أنقطع عن الكنيسة كل أحد
- اكتفيت بزوجة واحدة
إلا أنه نظر إلىّ بعدها و هو يخفي حزنا.. كل أقراني ذهبوا، حتى ابني الكبير توفى عن ٧٥ سنة.
ثم تمتم قائلا قد تستطيع أن تعيش سليما فترة طويلة لكن لن تستطيع تعيش مع نفس الأصدقاء
تذكرت حينها قصيدة محمود درويش
(حتى و إن أعادوا لنا المقاهي فمن يعيد لنا الرفاق)
رفقا يا أفاضلُ بكبار السن، فهم يعيشون زمنا غير زمانهم
رفقا يا أفاضلُ بآبائنا و أمهاتنا فالجنة عند أقدامهم
و تذكروا نحن من قوم ليس منهم (( من لم يرحم صغيرنا و يعرف حق كبيرنا )) #قصة
شكرا لك من مر من هنا ، ترك إعجابا أو تعليقا أو لم يترك..
لا تكمل أي قصة إلا بكم...
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh