فيها سرد متواضع وبسيط حتى يتسنى للقارئ الإحاطة بتاريخ هذه العلاقات
بسم الله نبدأ بدعمكم بالريتوت 🥰😇🙋♂️
ربما تكون العلاقات التركية الإيرانية من أكثر العلاقات تعقيداً في المشتركات والمتناقضات، لما لكل من البلدين تموضع جيوسياسي وديني والنفوذ في الشرق الأوسط، واتسمت على مدار سنوات بين التنافس والتوتر، ولكن ما يجعل العلاقات مستمرة بين البلدين هي "لغة المصالح" والتي يتقنها كل من الطرفين
تعود العلاقات بين البلدين إلى ست قرون وتحديداً بعد معركة جالديران "العثمانيون - الصفويون" عام 1514 والتي رسمت الحدود بين البلدين وبقيت مستمرة حتى يومنا الحالي
ومع تأسيس الجمهورية التركية تحسنت العلاقات بين إيران وتركيا حتى أن بهلوي إيران القريب إيديولوجيا من أتاتورك أعجب بالتجربة الأتاتوركية وأراد تطبيقها في إيران
لكن مع قدوم "الثورة الإيرانية" حدث أول صدام "لم يترجم" بين العلمانية التركية وبين "الإسلامية" الإيرانية، فالنظام في إيران يرى تركيا ذراعاً للولايات المتحدة، وأن تركيا جندي في حلف الناتو، لكن الصدام لم يترجم علمياً، حتى أن تركيا التزمت الحياد في حرب الثمان سنوات بين العراق وإيران
ففي الحقيقة كان العميق بالأمر أن كل من البلدين يخاف من تصدير تجربته للآخر، فلا إيران "الإسلامية" تريد التجربة "العلمانية" التركية، ولا العكس. لكن العلاقات بدأت بالتغير مع عزم أمريكا على احتلال العراق، فكان المشترك بين الطرفين هو حزب العمال الكردستاني
فعلياً فإن أهمية تركيا جاءت بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، واستقلال الدول التركية، واتجاه تركيا لتكون الأخت الكبرى لهم، وبالتالي ستكون تركيا اللاعب الأكبر في دول آسيا الصغرى، وهذا بالضرورة على حساب إيران التي لا تخفي أطماعها هناك، وأذربيجان مثال واضح
مع قدوم حزب العدالة إلى سدة الحكم في تركيا، تغييرات ديناميكيات السياسة الخارجية التركية، فقد أعاد الإسلاميون توجيه السياسة نحو الشرق الأوسط ودول آسيا الصغرى وشمال أفريقيا، وقبلها جاءت زيارة أربكان كرئيس وزراء عام 1996 إلى إيران كأول محطة خارجية له، الأمر الذي عكس الصورة القديمة
فقام أربكان بعقد صفقات غاز مع إيران، كما سهّل تأسيس مجموعة الثماني D8 مع إيران التي تضم مصر وماليزيا وغيرها فيها، فجاءت ردة فعل العلمانية التركية قوية تجاه أربكان، الأمر الذي تعلمه تلاميذ أربكان في حزب العدالة وبقوا حذرين في علاقاتهم مع إيران
بالفعل طور حزب العدالة علاقة حذرة مع إيران، آخذاً بعين الاعتبار التربص الداخلي والخارجي له، فعلاوة على أن إيران ثاني أكبر مصدر للغاز لتركيا، وقعت تركيا اتفاقية مع إيران للتنقيب على النفط في إيران، واتفاقية لنقل النفط من تركمانستان إلى تركيا فأوروبا عبر إيران
تطور التعاون بينهما ليصل حد التنسيق الأمني وخاصة في ملف الأكراد، وصنّفت إيران أيضاً حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية، وتمت ملاحقة التنظيم بتعاون مشترك بين إيران وتركيا، وبقي التحسن مستمراً بين البلدين حتى قيام الثورة السورية 2011 لا يخلوها بعض الخلافات
رغم الخلاف بين تركيا وإيران في سوريا، إلا أن المعالم الأساسية للعلاقة لم تختلف، فبقيت العلاقات التجارية وبقي التنسيق الأمني مستمراً، رغم أن تركيا والسعودية وقطر اتفقتا على دعم المعارضة السورية التي تستهدف إيران بالدرجة الأولى، فإيران فلا ترى في الحرب السورية حرباً مذهبية فقط
إنما ترى في التحالف مع سوريا كبلد عربي قوي وقدماً وممر لحزب الله، ففي عهد الأسد الأب كانت الحركة الإيرانية ضعيفة محدودة في سوريا إذا ما قورنت بعهد الأسد الابن، وتركيا هنا ومنذ البداية كانت قد أوضحت لإيران أنها تعارض الأسد وفق رؤيتها وليس وفق رؤية أمريكا التي ترى مصلحتها في الخلاف
حتى وإن كان الظاهر اتفاق بين البلدين، إلا أن الخلاف واضح وعميق، فتركيا بعد دخولها خط الثورة السورية، بدأت إيران تأخذ الرسائل بأن تركيا بدأت بأخذ موقع اللاعب الإقليمي في سوريا وآسيا الصغرى، زاد في ذلك أن نشر الناتو لصواريخه في تركيا، فجاء تهديد إيراني بضرب صواريخ الناتو في تركيا
تركيا بتغيير سياساتها مع قدوم حزب العدالة والتنمية بقيت بين خياراتها القليلة، فهي بين ضغط الولايات المتحدة لتنفيذ مطالبها وبين رغبة تركيا في التموضع كوسيط دولي، أو على الأقل عدم اعتبارها طرفاً واضحاً، فخفضت تركيا وارداتها النفطية من إيران، ولعبت دور الوسيط في بيع النفط الإيراني
العلاقات بين البلدين بعد ثورات الربيع العربي
خوف إيران من الثورات العربية في كونه سيقلب موازين القوى ضدها وخاصة أنه بدى وكأنها بدأت تستقر في تحالفاتها عربياً، وأما تركيا فترى أنها رغبة شعبية في الحرية والديمقراطية، وتعززت وجهة نظر الطرفين مع مرور السنين مما زاد في تشديد موقفهما
إيران ترى الربيع العربي صحوة ودعوة للدول ديمقراطية يقلل فرص وجودها كحكم ثيوقراطي سلطوي، بينما تدفع تركيا باتجاه التحرر وتعميم النموذج التركي الذي أصبح مرغوباً ومقبولاً لدى شرائح الثورات العربية
وتراجع شعبية إيران في العالم العربي بشكل كبير جداً لحساب نمو شعبية تركيا والتي أصبح يراها الشارع العربي على أنه نموذج يمكن تطبيقه في دول الثورات العربية
سقوط النظام في سوريا يعني بالضرورة اضعاف حزب الله، وعودة السيطرة السنية على بلاد الشام على حساب القوة الشيعية ، وهذا أكبر الخلافات. والأهم من ذلك أن تغيير النظام في سوريا يدفع القوى المعارضة لإيران للقيان بثورة تقلب نظام الحكم فيه، خاصة أن نظام الحكم في سوريا وإيران لا يختلف
في العراق كان لإيران النفوذ الأكبر على حساب تركيا، ففي حين أن إيران كونت علاقات متينة مع الأطياف الدينية والسياسية في العراق، بجانب دعمها بقاء العراق في حالة عدم استقرار للاستفادة من الانفلات الأمني، كان لتركيا علاقات قوية مع إقليم الشمال على حساب إيران
طبعاً هناك الكثير من التفاصيل التي يمكن الحديث عنها، لكن هذا كان سرداً سريعاً لأهم المحطات في العلاقات بين البلدين
إلا أننا إن أردنا تعريف سياسة البلدين يمكن أن نطلق عليها اسم سياسة "المقاومة والحوار"
وصولك هنا يعني أنك قرأت السلسلة
اترك رأيك بتعليق 🥰😇🙋♂️
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh
كتب أحدهم منشوراً مطولاً على فيسبوك يتكلم فيه عن كتاب الإمام الغزّالي "إلجام العوام عن علم الكلام"
ونصه كما هو شاركته
أرفق لكم ردي عليه، وأترك لكم النقاش حوله
الرد:
سيدي الكريم…
+++
ما قصد به الإمام الغزالي رحمه الله في كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام" يندرج تحت بند "التفصيل الزائد عن القدر الإجمالي"، وكل الاعتراضات على علم الكلام هي في هدا القدر التفصيلي
++
وفي تفاصيل كل خلافات واختلافات علم الكلام هي في غير المتون، وحتى الاختلافات بين الإمام الغزّالي وبين ابن رشد كانت في مجملها في القدر المعمَّق والتفصيلي الاختصاصي الذي لا يتعلق في متون التوحيد
أخطاء عديدة نقع بها عندما نقوم بتحليل أي حدث أو خبر، علينا تفاديها:
١- أننا نحاول أن نحلل الأخبار بناء على متابعتنا للأخبار، وهذه سطحية لأن الإعلام لا يصله إلّا الأخبار المسيّسة، أو بالأحرى ما يريده الأطراف أن يصل للجمهور، إمّا لإلهائه أو لإبعاده عن الهدف المراد تحقيقه من الحدث
٢- افتراض الحلول الصفرية في أي علاقة بين دولتين، واعتبار أن الدولة تدار بالعواطف والآراء الشخصية والشحن والتجييش، وبالتالي المبالغة في النقد والمدح لمن يريد التحليل يجعل الدولة مطيّة لتحقيق رغباته في كون الحدث يوافق آراءه، وهذا بطبيعة الحال يقود لنتائج خاطئة
٣- قراءة أي حدث كان في سياق تاريخي آني بعيد عن ارتباطاته وتسلسله التاريخي، يعني قراءة الحدث دون معرفة تسلسله التاريخي سيكون مدعاة لاعطاء نتائج خاطئة
منذ أشهر والمفاوضات بين البلدين تجري على عدة مستويات، والواضح أن #تركيا هي من يدفع أكثر باتجاه المصالحة مع #السعودية حسب رؤيتها واستراتيجيتها الخارجية الجديدة
لكن ما سرّع رغبة الطرفين في المصالحة هو الفراغ الأمني الذي أحدثه خروج أمريكا من المنطقة
ولأن الملفات تحوي ملفات "اقتصادية، سياسية، عسكرية وأمنية" لن تكن بالسرعة التي حدثت مع الإمارات، ناهيك عن العلاقات الإماراتية التركية الاقتصادية لم تتأثر في أكثر مراحل الأزمة حساسية، أما في السعودية فدعوات المقاطعة والاعلام والسياسة حاضرة جداً في ميدان الحرب على تركيا
يمكنني أن أتنبّأ بالحوار الأخير قبل الزيارة يعني قبل اسبوعين أو خلال شهر رمضان
"أردوغان يوجه الخارجية والاستخبارات والجهات المعنية باتجاه تسريع المصالحة،
أما السعودية تقول لم نتفق على كذا وكذا،
تركيا تقول أننا سنتفق
السعودية تقول ربما"
-سياسة الأسد بعد دخوله #لبنان
-موقف الأسد من غزو إسرائيل لبنان
-إخراج الأسد لعرفات من لبنان بعد عودته
-ماذا فعلت سوريا بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان
- كيف جاءت أمريكا بالخميني
-الدعم الإسرائيلي الأمريكي لإيران في حربها ضد العراق
ظل جيش المنتفعين يستعمل عقيدة البعث بدل عقيدة الوطن، وأصبح حشد الجماهير للولاء للقائد والبعث بدل الولاء للأرض والوطن، وأصبح معيار الوطنية هو ولائك للبعث و "القائد المفدى"، وغابت النخبة وبدأت تتلاشي الطبقة الاجتماعية الوسطى لحساب ثلة من المنتفعين من القادة الأمنيين
ذُهل السوريون من الدور "اللاقومي" لنظام الأسد في لبنان، وتبلورت القناعات أكثر لدى السوريين أن هذا النظام هو نظام طائفي ضد كل الطوائف الأخرى وخاصة ضد الطائفة السنية، وبعد أحداث الثمانينيات ضد السوريين وخاصة في حلب وحماه وتدمر ترسخت لدى السوريين فكرة نظام القمع الاستخبارتي الأسدي
ربما تستعد الولايات المتحدة للاعتراف بادعاءات الأرمن
لذا دعونا نتكلم في سلسلة متواضعة عن تاريخ الأرمن نهايات الدولة العثمانية، متبوعة بسلسلة لحساب الدكتور @Mehmetcanbekli1 رحمه الله لحقائق بالأرقام والتواريخ
بعيدًا عن خطاب الشعبوية الذي لا يفيد سوى في الجعجعة
بسم الله
طورت الدولة العثمانية نظاماً اجتماعياً يستطيع إدارة المجتمعات المختلفة دينياً عرقياً، لذلك لا يمكن أن ترى اضطهاداً من قبل الدولة ضد أي عرق من الأعراق، ومع هذا فإن تاريخ الدولة العثمانية لم يخلوا مشاكل وفتن من بعض الأعراق وذلك بتحريض من بعض الدول الخارجية، وخاصة في مرحلة ضعفها
حاولت الدولة العثمانية الإصلاح، وقبلت بالإصلاحات الدستورية أو ما سمّي بالتنظيمات Tanzimat 1839، ورغم قبولها بالحكم الدستوري إلا أن ما ينتظر الدولة العثمانية كان أكبر من تحول لحكم دستوري، فخاضت حروب في البلقان وطرابلس والقرم وغيرها، وبطبيعة الحال سيكون لها الأثر المجتمعي الكبير
-ما هو أساس المشكلة بين أوكرانيا وروسيا
-كيف تطورت الأزمة
-ماذا يريد الطرفان
-لماذا لم تُحل الأزمة
-ماهي آخر الأوضاع المتعلقة بالأزمة.
ما رأيكم بسلسلة مختصرة تجيب عن هذه الأسئلة تخليصاً لعدة مقالات ودراسات كُتبت حول هذا الموضوع
بسم الله نبدأ
ما هو أساس المشكلة بين روسيا وأوكرانيا؟
أصل المشكلة يتمثل في ميل أوكرانيا للغرب بعد أن كانت "أرضاً سوفييتية"
فأوكرانيا كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي الذي انهار عام 1991، وتم منح القرم للوصاية الأوكرانية السوفييتية في منتصف القرن العشرين
في عام 2013، أعلن فيكتور يانوكوفيتش، الموالي لروسيا والذي جاء إلى السلطة في كييف، أنه سيعوق اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لمنع البلاد من اللجوء إلى الغرب.
وكان هذا القرار بداية أزمات عميقة في التاريخ الأوكراني.