ركزت أوروبا على مكافحة التطرف والارهاب أكثر من اللازم خلال العقدين الماضيين، واتبعت في ذلك القيادة الأمريكية بهذا الملف.
مؤخرا غيرت أمريكا من سياستها الخارجية، فمع تركيزها على الارهاب، لكنه لم يعد القوة الدافعة للسياسة الخارجية، بل أصبحت أكثر ميلا لايجاد
توازن سني شيعي في الشرق الأوسط تشرف عليه اسرائيل.
بدأت هذه الموجة في عهد أوباما، حيث أرادت الانسحاب من الشرق الأوسط للتركيز على الصين.
يبدو أن هذا العقد سيكون مرة أخرى صراعا بين الدول العظمى، بعد اعتقاد سابق بأن الكعكة قد قسمت، بانتهاء الحرب العالمية الثانية ثم انهيار الاتحاد
السوفييتي.
لذلك تعيد جميع الدول الآن النظر في سياساتها وفي المنظمات والتحالفات التي بينها، فالناتو يحاول غسل الصدأ عن جسمه، بينما تتخبط أوروبا، وتتعقد آليات اتخاذ القرارات فيها خاصة في السياسة الخارجية، وتبتعد عنها بريطانيا، وتلوذ الدول الضعيفة كاليونان وقبرص بالاتحاد الأوروبي
استراتيجية أمريكا قائمة الآن على:
- اعادة تعزيز الديمقراطية
- اعادة تثبيت دعائم النظام العالمي الذي كان قائما
- تحسين الاقتصاد
- منع التصادم العسكري
- الانسحاب من الشرق الأوسط
- التغيير المناخي
- التركيز على الصين
بريطانيا والتي انفصلت عن الاتحاد الاوروبي، تشابه أمريكا في
رؤيتها الاستراتيجية، لكنها أكثر تركيزا على لجم روسيا، فقد قبلت بالحد من استثمارات الصين في محال البنى التحتية ارضاء لأمريكا، حتى أن اسرائيل قبلت أيضا بمنع تشغيل ميناء حيفا من قبل شركة صينية
بالنسبة لألمانيا فهي ترفض التصدر السياسي، وتتركه لفرنسا وبريطانيا لأنها تريد التركيز على
الاقتصاد
أما فرنسا، فما زالت تعتبر الاسلام بكافة عناصره الخطر الأكبر عليها، ليس في الشرق الأوسط وافريقيا فحسب بل حتى داخل أوروبا، لذلك فهي مشغولة الآن بإعادة تثبيت الأنظمة الوظيفية في الشرق الأوسط وأفريقيا، وترى في روسيا ضرورة لدعم هذه الأنظمة والحد من الحركات الاسلامية.
أما
أمريكا فترى في بريطانيا حليفا موثوقا في كل شيء الا الصين، خاصة بعد زيارة كاميرون للصين وتملقه للصينيين
تعلم امريكا أن الصين تريد هونغ كونغ وتايوان، وتعلم إيران ان تركيز امريكا على الصين لذلك استخدمت الاتفاقية الاستراتيجية لمدة 25 عاما، كاستفزاز لأمريكا. كما تعلم إيران أن تل أبيب
هي الجهة المشرفة على التوازن في الشرق الاوسط، لذلك لا تجرؤ على الرد عليها
يقول أحد المسؤولين البريطانيين ( ليس لدينا اصدقاء دائمين ولا أعداء دائمين، أما مصالحنا فدائمة ويجب دائما أن نتبعها)، ويقابله ما تقول روسيا (ليس لروسيا أصدقاء بل ند أو تابع)
الخلاف البريطاني مع أمريكا
وفرنسا وألمانيا هو في التعامل مع روسيا، وهذا يفسر التقارب البريطاني مع تركيا، فروسيا ترى أن ابقاء روسيا لاعب مؤثر في اوروبا، من خلال الجواسيس والاعلام وملف البلطيق واوكرانيا يثير القلق، ويدعو لزيادة الانفاق
التردد الامريكي والاوروبي، في التعامل مع الملف الروسي والصيني، أجبر
الانظمة الوظيفية على اعادة التكتل، والبحث عن داعمين
لكن هل تنجح بريطانيا في تجميع حلف ضد روسيا؟
اليوم بريطانيا قررت إرسال سفن حربية الى البحر الأسود، لإظهار التضامن مع أوكرانيا.
القرار البريكاني اتخذ بعد إلغاء أمريكا خططها بإرسال مدمرتين إلى البحر الأسود لتجنب المزيد من
التصعيد مع روسيا، وهي رسالة بريطانية ان بريطانيا ستذهب لدعم اوكرانيا حتى بدون أمريكا.
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh