مآلات الدم والنار… كيف نقرأ #الحرب_علی_غزه في سياق عابر للخبر الآني؟ هل ستتغير موازين القوة على الأرض؟ ولماذا ستزداد الآلة الإسرائيلية وحشية والسياسة الاسرائيلية حمقا؟ سنجيب على هذا السؤال في سلسة التغريدات التالية.
أولا: من الضروري أن نضع أي حدث في سياقه حتى نستطيع أن ندرك أبعاده ومآلاته:
ما يحدث حاليا في #فلسطين جاء بعد انتفاضتين شعبيتين وثلاث مواجهات عسكرية، كلها وقعت في ظل اختلال في موازين القوة لصالح إسرائيل، ووجهت بقمع وحشي، لكن المدهش أن كل حدث مقاوم جاء أشد ضراوة مما سبقه.
ثانيا: الحرب الحالية جاءت نظريا في ظل لحظة ذهبية لإسرائيل: خنوع رسمي عربي، تمزق تعيشه حواضر العرب، ودعم دولي وأمريكي لامحدود، حتى ظن كثيرون أن القضية الفلسطينية صارت في عداد القضايا المتحفية، لذلك فإن وقع الانتفاضة الحالية وصداها الواسع مفاجيء للكثيرين .
ثالثا: الدعم الدولي والتطبيع العربي والانقسام الفلسطيني أصاب تل أبيب بعمى القوة، ودفع قادتها للاعتداء الهمجي على المصلين في شهر رمضان أمام أنظار العالم، هذه غطرسة حمقاء، وفيها بالطبع خير للمستضعفين، فالمتغطرس يفقد التوازن، ويخطيء في قراءة الواقع.
رابعا: الكيان الصهيوني الذي أراده الجيل المؤسس ليس بذات القوة التي كان عليها في السابق، والشعب الفلسطيني ليس بذات الضعف، لقد انتقل الفلسطينيون من التعلق بأوهام العملية السياسية وأوهام انتظار النصر من الأنظمة العربية إلى بناء منظومة مقاومة ذاتية.
لذلك تجد أن منحنى الفعل المقاوم بكل أشكاله يتطور مع كل جيل وبأدوات الجيل الجديدة.
خامسا: التطور الاستراتيجي الأهم هو توحد الموقف النضالي في عموم فلسطين التاريخية، لا سيما دخول فلسطينيي الداخل على خط المواجهة، وهذا التوحد غير مسبوق منذ عام ٤٨، وله تداعيات عميقة على زيادة القلق الوجودي للدولة العبرية، وانكسار وهم الرغد والاستقرار.
سادسا: أصبح جليا الآن أن القدس هي جوهر الصراع، وهذا ليس اكتشافا جديدا، لكن العملية السياسية العبثية والانقسام الفلسطيني والتخلي الرسمي العربي همش القدس في الخطاب السياسي وفي الفعل النضالي، ما يحدث حاليا هو استعادة البوصلة، وتبعاته ستطرق قلب كل مسلم في العالم.
سابعا: العالم يتغير، وموازين القوة الدولية المستقبلية ليست لصالح استيطان احلالي ولا لدولة فصل عنصري، تكلفة وجود كيان كهذا تزداد ثقلا على الضمير الإنساني مع الوقت، كما أن دور الكيان الوظيفي يقل مع تراجع المركزية الغربية، وهذا ما يجعل إسرائيل تزداد فزعا وعنفا.
ثامنا: الخوف الوجودي والقلق من المستقبل يصنع حالة من الارتباك الشديد والتطرف، وهذه ستصنع نزوعا نحو عنف وحشي. العنف الوحشي هو بالضبط ما سيفكك هذا المشروع العنصري، لقد أقلعت إسرائيل عبر ولوغها في دماء الأبرياء نحو هاوية سحيقة.
تاسعا: الصورة النهائية للغطرسة والعنف الوحشي لن تكون اسطورة الصمود في قلعة الماسادا، بل مشهد الهيلكوبتر الأمريكية في هانوي يتعلق بها الباحثون عن النجاة في الساعة الأخيرة، كما تنبأ عبد الوهاب المسيري رحمه الله.

• • •

Missing some Tweet in this thread? You can try to force a refresh
 

Keep Current with W.Khanfar وضاح خنفر

W.Khanfar وضاح خنفر Profile picture

Stay in touch and get notified when new unrolls are available from this author!

Read all threads

This Thread may be Removed Anytime!

PDF

Twitter may remove this content at anytime! Save it as PDF for later use!

Try unrolling a thread yourself!

how to unroll video
  1. Follow @ThreadReaderApp to mention us!

  2. From a Twitter thread mention us with a keyword "unroll"
@threadreaderapp unroll

Practice here first or read more on our help page!

Did Thread Reader help you today?

Support us! We are indie developers!


This site is made by just two indie developers on a laptop doing marketing, support and development! Read more about the story.

Become a Premium Member ($3/month or $30/year) and get exclusive features!

Become Premium

Too expensive? Make a small donation by buying us coffee ($5) or help with server cost ($10)

Donate via Paypal Become our Patreon

Thank you for your support!

Follow Us on Twitter!

:(