1- تداول سوريون مؤخرا فيديو لمقابلة في الشارع يتحدث فيها مواطنون أتراك عن رفضهم للاجئين السوريين، والعجيب أنهم اتفقوا جميعا على التعبير عن رفضهم بأبشع أشكال العنصرية والاحتقار والحقد، بل دخلوا في نقاش أمام الكاميرا مع فتاة سورية تصادف وجودها بالمكان
2- ليجسدوا أسوأ نموذج ممكن للانحطاط الأخلاقي والجهل المعرفي، فقدموا للجمهور مشهدا نادرا يتنمر فيه رجل وامرأة على فتاة في عمر بناتهم، والأسوأ من ذلك أن الحشد الذي تجمهر للتفرج لم يخرج منه أي مواطن ذي مروءة لينقذ تلك اللاجئة التي تدافع عن كرامتها بلغتهم (كدليل واضح على الاندماج)!
3- الهراء الشعبوي الذي يردده صغار العقول عن تفضيل الحكومة التركية للاجئين على الشعب نفسه ليس سوى أكاذيب ملفقة، وهو من نفس صنف البروباغاندا التي تمارسها كل أحزاب المعارضة الشعبوية في أي مكان -من أمريكا الشمالية غربا إلى نيوزيلاندا شرقا-
4- وكالعادة، تقف الحكومة بكل برود أمام هذا السخف مكتفية ببعض التصريحات التي لا يسمعها أحد. وقد سبق لوزير الداخلية أن نفى في مقابلة عابرة ما يتردد عن دفع الحكومة مليارات الدولارات للاجئين، بينما يردد الشعبويون هذه الكذبة كل يوم، ويملؤون رؤوس الجهلة بالحقد على الهاربين من الموت.
5- هذا الفجور هو الذي زرع في عقل رجل جاهل -كما ظهر في المقابلة- فكرة عجزه عن شراء #الموز باهظ الثمن، بينما يشتريه السوريون بكميات كبيرة، فالأحمق يظن أن حكومته تأخذ منه الضرائب لتمنحها للاجئين كي يتنعموا بالمجان.
6- الحكومة مسؤولة أولا عن السماح لهذه الدعاية المكذوبة بالانتشار، ومسؤولة ثانيا عن التساهل في ملاحقة من ينشرها والتنكيل به عبر القانون.
7- السوريون عبروا عن غضبهم من تلك المقابلة بالسخرية، ونشروا نكاتا كثيرة عن الموز في مواقع التواصل، وهذا سلوك مفهوم لتنفيس الغضب لكن العجيب أننا لم نسمع عن تحرك محام أو مسؤول واحد في المعارضة السورية المقيمة في إسطنبول لرفع شكوى أمام القضاء ضد المتنمرين والعنصريين
8- الذين تباهوا بسفالتهم وأكاذيبهم أمام الكاميرا، فضلا عن التحرك الإعلامي والسياسي لإيجاد حل لهذه المشكلة التي تزداد كل يوم. ليصل الأمر في النهاية إلى سخرية بضعة سوريين (من بين أربعة ملايين) من الرموز الوطنية التركية، حتى نشر أحدهم تصميما يستبدل فيه موزة بالهلال في علم #تركيا!
9- هنا فقط تحركت الحكومة، وبدلا من أن تحاسب الأتراك الذين تباهوا بعنصريتهم أمام الشاشة بدأت بملاحقة سبعة سوريين بتهمة السخرية من الوطن، ووعدت بنفيهم إلى بلدهم الذي هربوا منه!
10- الحكومة التركية تحاول امتصاص غضب الحانقين من شعبها فقط، لا سيما مع تزايد التدهور الاقتصادي وانهيار العملة، لكن هذا السلوك لا يحل أي مشكلة، بل يقدم للمعارضة القذرة ما يؤكد دعايتها أصلا،
11- وكان يجدر بها أن تسحب البساط من تحت أقدام المعارضة منذ البداية، وهي تخسر بهذه البيروقراطية الباردة رضا الشعب والمعارضة واللاجئين معا!

• • •

Missing some Tweet in this thread? You can try to force a refresh
 

Keep Current with أحمد دعدوش

أحمد دعدوش Profile picture

Stay in touch and get notified when new unrolls are available from this author!

Read all threads

This Thread may be Removed Anytime!

PDF

Twitter may remove this content at anytime! Save it as PDF for later use!

Try unrolling a thread yourself!

how to unroll video
  1. Follow @ThreadReaderApp to mention us!

  2. From a Twitter thread mention us with a keyword "unroll"
@threadreaderapp unroll

Practice here first or read more on our help page!

Did Thread Reader help you today?

Support us! We are indie developers!


This site is made by just two indie developers on a laptop doing marketing, support and development! Read more about the story.

Become a Premium Member ($3/month or $30/year) and get exclusive features!

Become Premium

Too expensive? Make a small donation by buying us coffee ($5) or help with server cost ($10)

Donate via Paypal Become our Patreon

Thank you for your support!

Follow Us on Twitter!

:(