من أشهر الأخطاء الشائعة عند من يرد تعليلات الأئمة النقاد الأوائل للأحاديث؛ بتعلة ظهور بعض الطرق والروايات التي خفيت عليهم، ووقف عليها المتأخرون والمعاصرون بزعمهم = أن هؤلاء الخلَف قد توفر لهم من جمع الطرق والروايات ما لم يتوفر للأئمة الأوائل! #فوائد_حديثية
ثم بنوا عليه: تصحيح ما أعلّه الأئمة المتقدمون، وتقوية ما ضعفوه، وقبول ما تركوه!
قلت -سعد-: الطرق والروايات التي كان يحفظها أحمد وابن معين وابن المديني والبخاري وطبقتهم.
ومن قبلهم: يحيى بن سعيد وابن مهدي ووكيع وطبقتهم.
ومن قبلهم: شعبة والثوري ومالك وابن عيينة وطبقتهم =
لم يقف المعاصرون مع حواسيبهم وشاملاتهم وبرامجهم على عُشرها؛ وذلك أنهم كانوا حفاظًا متقنين أولًا، ولاطلاعهم على أصول كتب الرواة التي لم تتوفر للمتأخرين ثانيًا.
وإنما جاء هذا الظن الخاطئ -توفر للمتأخرين ما لم يتوفر للمتقدمين- من حيث ظنوا أن الروايات التي لم يودعها المتقدمون في مصنفاتهم ومسانيدهم = لم يطلعوا عليها، وفاتتهم، ووقف عليها المتأخرون أصحاب التواريخ والتراجم والمشيخات..!!
وهم إنما تركوا هذه الروايات متعمدين عالِمين؛ لظهور خطئها وعللها وأوهام الرواة فيها، فالتقطها المتأخرون الذين انخدعوا بظواهر الأسانيد وقووا بها الأخبار المنكرة والمعلولة!!
فإنا لله!
انتهى.
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh
فوائد في دراسة كتب #مصطلح_الحديث، ومراحلها، وغايتها، مع تعقيبات:
١- غالب كتب مصطلح الحديث، من بعد ابن الصلاح، تجري على نسق واحد، ومنهج متقارب، يقلد المتأخِرُ المتقدم، واللاحقُ السابق، من غير جِدة ولا تحرير ولا إضافة؛ مما أحدث حالة ركود وتكرار وسط طلاب علم الحديث. #فوائد_حديثية
٢- من أتقن أمهات كتب المصطلح أغناه عن غيرها، ولا يسرف ويضيع العمر في جرد كتب المصطلح، والمقترح أن تُدرس هذه الأمهات عبر مرحلتين:
المرحلة الأولى: نزهة النظر مع شرح اللاحم حصرا، ثم موقظة الذهبي مع شرح شيخنا السعد، ولو أضاف شرح العوني فحسن، ثم مقدمة ابن الصلاح أو أحد مختصراتها =
المحررة، وأفضلها الاقتراح لابن دقيق العيد.
المرحلة الثانية: نكت ابن حجر، ثم شرح العلل لابن رجب، ثم يختم بالكفاية للخطيب.
وإن توسع قليلًا؛ فقرأ: علوم الحديث للحاكم ورتّبه وهذّبه؛ فجيد، وإن اقتصر على كتابٍ واحد؛ ففتح المغيث للسخاوي، وإن استصعبه؛ فالمحرر للجديع.
إلزامات الدارقطني للشيخين أدق وأعمق من إلزامات تلميذه الحاكم في المستدرك بما لا مقارنة بينهما، وإن كانت فكرة الإلزامات نفسها لا تلزم الشيخين؛ لأنهما لم يقصدا الاستيعاب، بل قصدا خلافه وهو الاختصار. #فوائد_حديثية
ومقوّم فكرة الإلزامات معرفة شرط الشيخين في أمرين:
١- في الرواة الذين اختاروا الرواية عنهم دون سائر الرواة.
٢- وفي المتون التي انتخبوها من بين آلاف المتون.
وما لم نخبر شرطهما في هذين الأمرين؛ فلا تقوم لفكرة الإلزامات قائمة؛ لذلك كان تحقيق شرطهما عسرًا جدًا ومزلّة أقدام.
فمثلًا لتحقيق شرطهما في الرجال يجب:
١- تحديد الرواة الذين احتجوا بهم في الأصول.
٢- تحديد الرواة الذين احتجوا بهم في غير الأحكام والحلال والحرام مما يتسامح فيه النقاد عادة.
٣- تمييز الرواة الذين أكثروا في الرواية عنهم.
٤- تمييز أصحاب الرواة المكثرين ومعرفة طبقاتهم عند الشيخين.