هل الله موجود؟
هل هو موجود؟ هذا هو سؤال رئيسي في أي نقاش أو جدال بين الملحد والمؤمن- سنحاول في مايلي الأجابه على هذا التساؤل.
ماهو الله أصلاً؟
عندما يدعىّ المؤمن وجود الله، يجب أن يكون أول سؤال يسأله له الملحد هو" ماذا تعنى بالله" فبدون أن نفهم مالذي يقصد به، فلن نفهم إدعائه. وإن كان المؤمن نفسه لايفهم ماذا يعني الله ولايستطيع شرحه، فلن يستطيع أبد بالطبع إقناع أحد بوجوده.
ماهو الله في الإسلام؟
يصر المؤمن بالدين الإسلامي بأنه لايستطيع شرح معنى الله لأنه أكبر وأوسع من احتمال العقل البشري لذا فهو لايستطيع أن يصفه.
يعتمد المؤمنون بالأسلام على إستخدام مصادر الاسلام ذاته كالقرآن والروايات المسماة بأحاديث الرسول وأصحابه في وصف الله "ليس كمثله شيء" ولكن هذا مصدر غير مقبول، حيث لايعترف الملحدين بهذه المصادر لكونها غير علميه وغير تاريخية،
ولأحتوائها على تناقضات وأخطاء تنافي العقل والمنطق والعلم وتحتوى على كثير من اعتقادات الإنسان القديم بما فيها الخرافات والشعوذة وتصوراته البدائية عن الحياة والأرض.
قد يكون مضيعة لوقت الملحد أن يناقش مؤمناً عن وجود الله ، فكونه مؤمن يعنى أنه لايقبل باستخدام العقل كمعيار، ويسّلم بما ورد في تلك الكتب أو كما تعّلم الإسلام من أبويه و محيطه الثقافي والاجتماعي وهذا يخلق حالة يعتقد فيها المؤمن بوجود شيء أسمه الله ويعتقد الملحد بعدم وجود هذا الشيء-
فلن يأتي النقاش بنتيجة طالما لا يستطيع المؤمن أن يحدد ماهو معنى الله.
يقوم المؤمن كثير بوصف الله من خلال صفات مطلقه تبلغ التسع والتسعين كما يعتقد المسلمون وإن كانت هذه الأوصاف تتعدى حتى هذا الرقم ولكن هذه الصفات لاقيمة لها أبداً، أن لم تتم الأجابه على السؤال الأول ماهو الله؟
إن نقاش من خلال صفات مثل العظيم والرحيم وشديد العقاب هو نقاش أجوف إن لم يستطع المؤمن أن يبدأ بإجابة السؤال؟
من خلال الصفات التي يوصف بها الله في الإسلام نستنتج إنها صفات إنسانية تقدم بطريقة مطلقه، و أنها صفات تشابه صفات البشر كالكريم والمنتقم فنستطيع من خلالها بسهولة وصف علاقة الله بالإنسان كعلاقة الرجل الذكر المسيطر الدكتاتور في مملكته أو مشيخته أو قبيلته أو عشيرته وأسرته وزوجته وبيته
المطلوب من شعبه وأولاده وزوجاته الطاعة التامة والانصياع لأوامره. يتجنب المؤمن الأجابه المباشرة على هذا السؤال بقوله كذلك أن الله هو من خلق الكون وخلق الإنسان وهو يحيي ويميت لذا فهو مستحق للعبادة ويعاقب من لايفعل، وقد يشبه في هذا الزوج القاسي الذي لايحصل على الحب إلا من خلال
التهديد والوعيد والعنف. ومع أن المؤمن بالإسلام قد يقول أن الله ليس بذكر ولابأنثى ألا أن الوصوف كلها تقود إلى كونه ذكر رجل. جميع الصفات هذه هي صفات يتمناها الرجل لنفسه كالخلود والقوة والانتصار. ولكنها كذلك نفس مكونات جميع الألهه الإنسانية فليس بالضرورة أن يكون هذا الموجود،
هو الله رب المسلمين ..
تظل محاولة إجابة هذا السؤال صعبة محبطة للمؤمن ليثبت إدعائه بوجود الله وفي غياب ذلك لايستطيع الملحد قبول الفكرة بدون أدلة واضحة غير إيمانية يمكن الاعتماد عليها.
لماذا لاتؤمن أنت بالله؟
يقوم المؤمن أحيانا كثيرة بإجابة السؤال بسؤال أخرى مثل ولكن لماذا لاتؤمن أنت بالله؟ وهو ناتج من صعوبة تصور المؤمن بالإسلام بإمكانية وجود أي احد لايؤمن بالله مثله. وهو سؤال متوقع من إنسان يشغل التفكير الديني جزء كبيراً من تفكيره وكيانه وشخصيته.
الملحد سيأتي بمئات من الأدلة التي تجعله لايؤمن إلا أن ذلك عسير جداً على الفهم بالنسبة للمؤمن.
يرجع المؤمن المسلم الأحداث السعيدة في حياته إلى أنه توفيق من الله يجب عليه شكره والثناء عليه بينما لا يرجع المصائب والأحزان إلى الله بنفس الطريقة لأنه يعتبرها إمّا قدراً مقدراً عليه واختباراً أو إنها عقوبة على تقصير بدر منه يتطلب الاستغفار. وهذا تناقض كبير فنحن نشكر الله
لأنه أنقذ إنساناً واحداً من الغرق، ولكننا لانلومه عندما يغرق مئات الألوف في تسونامي.
عندما يقول لك المؤمن يجب أن يكون إيمانك بالله قويا راسخا وتكون عندك ثقة بالله مالذي يعنى ذلك؟ أيعني ذلك أي شيء؟ في الحقيقة لا- هذه الكلام ممكن أن يكون معقولا لو تمكنوا أن يقولوا لنا ماهو الفرق بين الإيمان بالله والإيمان.. بإلهة رقصة السامبا البرازيلية.
ألم ترى إبداع الله في دقة الكون وكمال خلقه؟
يشير كثير من المؤمنين إلى جمال الطبيعة وكمال ودقة الكون كدليل على وجود خالق له واثبات لوجود الله. هذا غير صحيح فقد يكون ذلك من خلق إله هندوسي أو بوذي أو احد آلهة السكان الأصليين في حوض الأمازون- كما أن الكون ليس كاملاً وبديعا متقننا كما
يظنون بل هناك كثير من الضعف والأخطاء فالإنسان يمرض ويتعرض للإصابات السرطانية بينما كثير من الأجرام تصطدم يبعضها وتنفجر وتموت الشموس.. وهناك ميكروبات وجراثيم وأمراض وحشرات قبيحة سامة فكيف يقترف الله الكامل كل هذه الأخطاء- إذا فهو غير كامل وبما انه كذلك فهو غير موجود.
إن إثبات وجود الله لايجب أن يشغل بال الملحد فهو ليس من أدعّى ذلك الوجود، ولكن هل الله ضروري لحياتنا؟ بالنسبة للملحد لا. يشغل المؤمنين المسلمين أنفسهم بإرجاع ظواهر كثيرة على أنها علامات وأدلة على أن الله مختبئ ورائها ويرسلها لنا لنتفكر فنؤمن مثلهم.. السحاب في السماء ألوان الفراشات
سقوط المطر جمال الطبيعة أو ظهور اسمه على البطاطا والطماطم وفي صحن فول. ولكن إن كنا لم نجيب على سؤال ماهو الله، فكيف نقول أن هذه علامة من الله، فقد تكون علامة من احد آخر.. إلهة رقصة السامبا مثلا.
ولكن ماذا لو أتضح انك على خطأ؟
عندما يعجز المؤمن على الإجابة على سؤال ماهو الله؟ يقوم بتقليل مستوى النقاش فيقول وماذا يحدث لو أنني لم أؤمن وأتضح لي في مابعد يوم القيامة أنه موجود، أليس من الأفضل أن اتقي ذلك وأفعل مايريد فلن اخسر شيئا بذلك.
ولكن هذا غير منطقي بالمرة لأنه تغليب الخوف من مجهول لايعقل على العقل والأدلة. يحاول كثير من المؤمنين الأذكياء أن يقولوا بالأسباب السته المنطقية التي تثبت وجود الله ومايسمى بعلوم الكلام، وبوجود أدله علميه تحت مسميات الأعجازات العلمية في القرءان والسنة، ورغم أن
هناك كثير من المغفلين الذين يصدقون أو يطمئنون أنفسهم بصحة إيمانهم بها إلا أن الحقيقة أن أغلب الناس جهلة بأصول الفلسفة والمنطق والعلم لذا يقعون في شراك هؤلاء الكاذبين. هذه النقاشات والأدلة كلها تم دحضها لأنها تعاني من ثغرات قاتلة في المنطق ومغالطات فادحة في العلم.
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh
إن ميثولوجيا العصر الحديث هي الصدفة، فكما اخترع الإغريق أبوللو إله الفنون، وكما اخترع الرومان فولكان إله البراكين، اخترعت المادية إله الصدفة الذي لا يصمد أمام التحقيق الفلسفي.
عندما يأتي الكلام عن العلة الفاعلة للنظام في الكون تجد نفسك أمام ثلاثة خيارات:
الخيار الأول: تقول به الفلسفة المادية، التي من أعلامها: ديمقريطس وأبيقور قديماً، ماركس وإنجلز حديثاً، وهو الصدفة مع الزمانية الطويلة جداً يجمل لنا القول في هذه النظرية الأحيائي الحاصل على جائزة نوبل جورج والد،
العقل: مصطلحٌ يُستعمل عادةً لوصف الوظائف العليا للدّماغ البشري، وخاصةً تلك الوظائف التّي يكون فيها الإنسان واعيًا بشكل شخصيٍ مثل: الشّخصية، التّفكير، الجدل، الذّاكرة، الذّكاء، وحتّى الانفعال العاطفي يعده البعض ضمن وظائف العقل.
عندما نتحدث مع المؤمن فهو يدّعي المنطق، وأنّ دينه من عند خالق، هذا الخالق المفترض أنّه خالق العقل، لذلك من المفترض أن يكون دينه قمةً في المنطق وغير متعارضٍ مع العقل، ومن المفترض عندما أدرسه أن أجده قادرًا على إقناعي بالإيمان به
تخيّل معي أُستاذ في مدرسة أعطاك منهجًا مقررًا، فإن قمت بمذاكرته واجتزت اختباره ستنجح وترتقي لمكانة أفضل وإن لم تجتز اختباره سيقوم بمعقابتك، أمر منطقي، أليس كذلك؟ فالغرض من الاختبار الأكاديمي، ربما يكون الحصول على درجة اجتماعية أو لقب معين، ووفق هذه الدرجة أو هذا اللقب تمنح
الوظائف والأعمال.
ولكن هل تصحّ هذه الحالة للمقارنة مع كيفية تعامل الله مع عباده؟ من وجهة نظري فإنها مقارنة فاشلة في أعلى المقاييس ولكن سأقوم بإجراء تعديلات عليها كي تصحّ نوعاً ما.