فكرة الإله تنقسم إلي : 1- إله إيجابي : يهتم بالبشر 2- إله سلبي : لا يعبا بالبشر 3- إله طبيعي : كائن طبيعي من حضارة متقدمة
الإله الإيجابي
هو إله الأديان الإبراهيمية و الأديان الأخرى ذات الإله الواحد و الآلهة المتعددة. و هو يتصف بانه يميز البشر على سائر الكائنات الحية و يتدخل في حياتهم و يتفاعل مع الناس فيرعاهم و يستجيب لدعاءهم و يراقب سلوكهم و يحاسبهم على هذا السلوك و يرسل إليهم الرسل و الأنبياء ..
ألخ. و هذا الإله من السهل جدا تفنيده لأن من يؤمنون به ينسبون إليه أفعال بعينها من الممكن تفنيدها منطقيا و علميا.
فالإله الإيجابي المطلق هو الحاكم بما أراد فلا معقب لحكمه ، ولا راد لإرادته ، ولا مناقض لقضائه وقدره، و لكنه مع ذلك يستجيب للدعاء !! فكيف يمكن أن يحدث ذلك ؟
إذا كان الله يتأثر بالدعاء (مثلما يستجيب جني علاء الدين للأوامر) فيغير من إرادته إذن فهو ليس الحاكم بما أراد بل بما يريد الداعي، و إذا كانت إرادته منذ البداية هي نفسها إرادة الداعي فلا داعي للدعاء إذن. و لنضرب مثال :
إذا كان هناك أحد المؤمنين يدعو من أجل زيادة في راتبه في حين أن الله قد قدر له أن راتبه لن يزيد إذن فمهما دعا المؤمن فإنه لن يغير من قضاء الله و قدره، أما إذا كان الله قد قدر له زيادة في الراتب فلا فائدة إذن من الدعاء لأن الله كان قد قرر مسبقا.
الخلاصة هي إنه إذا كانت إرادة الله نافذة فهو لا يمكن أن يستجيب للدعاء و لكن لأن من صفات الله أنه يستجيب للدعاء (و لو أحيانا و لو بحسب حكمته) إذن فهناك تناقض بين تلك الصفة و بين علمه المسبق و إرادته النافذة.
و بوجه عام هناك تناقضات عديدة في فكرة إله لامحدود أزلي أبدي يهتم ببعض الميكروبات (بالنسبة لحجم الإله) التي تعيش على ذرة رمل في كونه الواسع.
الإله السلبي
و الإله الذي لا يتدخل في حياة البشر أو يغير من قوانين الكون من أجلهم، هذا الإله هو إله الربوبيون. و الربوبية هي مذهب فكري لا ديني وفلسفة تؤمن بوجود خالق عظيم خلق الكون وبأن هذه الحقيقة يمكن الوصول إليها باستخدام العقل و العلم و مراقبة العالم الطبيعي وحده
دون الحاجة إلى أي دين. الربوبيون يرفضون فكرة التدخل الإلهي في الشؤون الإنسانية كالمعجزات والوحي، و لذلك فالربوبية تختلف في إيمانها بالإله عن المسيحية واليهودية والإسلام وباقي الديانات التي تستند على المعجزات والوحي حيث يرفض الربوبيين فكرة أن الاله كشف نفسه للإنسانية
عن طريق كتب مقدسة. ويرى الربوبيين أنه لا بد من وجود خالق للكون والإنسان فيختلفون بذلك عن الملحدين بينما يتفقون معهم في اللادينية .
بالطبع يبدو إله الربوبيين أو الإله السلبي أكثر معقولية من إله يتلقى التعليمات من المؤمنين به في صلاتهم فيغير من نواميس الكون من أجل خاطر عيونهم، أو من إله متفرغ لمراقبة البشر الذين هم أكثر ضآلة من النمل بالنسبة إليه فينزعج لو تناول بعضهم الطعام في شهر معين أو لو إمتنع أحدهم عن
تأدية الحركات الأكروباتية خمس مرات يوميا .. و هو ليس إله متناقض منطقيا بسبب النفخ و التهويل في صفاته. هو أكثر معقولية بحيث أن هناك من يجادل بأن العالم الفذ أينشتاين كان مؤمنا به (ليس صحيحا) و لكنه ليس معقولا للدرجة التي تجعل المرء يسلم بوجوده دون بحث.
فأهم ما يميز إله الربوبيين أنه إله بلا تبعات، مثل أي قوة كونية لا تعبأ بالبشر و لا بتفاهتهم أو سلوكهم اليومي فمثله كمثل الجاذبية أو المادة المظلمة او الشمس أو القمر أو أي شيء آخر.
و الغرض من اللجوء لفكرة اله الربوبيين هو تفسير نشأة الكون أو الإستسلام لنظرية المسبب الاول و العلة الأولى. و هذا هو التشابه الوحيد بين الربوبية و الأديان، فيما عدا ذلك فهي تيار لاديني بإمتياز يتبرأ دائما من وسخ الأديان و يقاوم إستغلال القلة من رجال الدين
لفكرة وجود الله و إمتلاكهم الحق الحصري للحديث بإسمه و بالتالي يناهض تحكمهم في المعايير الأخلاقية و المعايير النظرية.
و الرد على هذا الطرح أن نفس السبب الذي يجعل الله الربوبي أكثر معقولية هو نفسه ما يجعله أقل إحتمالا، كيف ؟!
الإله الإبراهيمي هو اله مؤثر و إيجابي أما هذا الإله فهو بلا تأثير و بلا فعل.. صنع العالم و تركه يعمل لوحده مثل الساعة، فما فائدته إذن ؟ و إذا كان بلا تأثير أصلا و من حيث المبدأ لانه لا يغير من قوانين الكون من أجل مصلحتي او دعائي، فلماذا يهمني وجوده من عدمه ؟
بل مادام هو بلا تأثير فلا يمكن أبدا للعلم ان يتأكد من وجوده .. يعني لا حاجة بنا لإله ملفق في الحقيقة و تم صياغته لكي لا يكتشفه العلم تأكيدا او نفيا .. و هو إله لا يحتاجه المنطق لكي يبرر نشوء العالم. هذا الإله السلبي لا يطرح أي فكرة أو مبدأ سوى العلة الأولى أو المسبب الأول ..
و فكرة المسبب الأول هذة تتعارض مع مبدأ السببية (ان لكل شيء سبب). المنطق يقول ان لكل شيء سبب قبلي سبقه في الوجود و كان أصل وجوده .. كل شيء، كل شيء إلي ما لا نهاية. و بالتالي فلا توجد علة أولى او سبب أول أبدا لان هذة الفكرة تكسر مبدأ ان لكل شيء سبب.
و بالتالي فحتى الإله الخارق المتعالي الذي لا يتدخل في حياة الناس و الذي تم تخليصه من كل هرتلات و هلاوس الأديان هو إله مزيف فاسد لأن الكشف عنه علميا مستحيل و لانه يتعارض مع مبدأ السببية.
الإله الطبيعي
الآلهة إما إيجابية (تستجيب للدعاء) أو سلبية (لا تعبا بالبشر) لكن في الحالتين فهذة الآلهة تتصف بأنها المسبب الأول او العلة الأولى. هناك نوع ثالث و لكنه لا يعتبر إله أصلا.
هو مجرد كائن فضائي (او كائنات فضائية) متقدم علميا و يمتلك تكنولوجيا متطورة جدا، و هو (او هم) لم يخلق العالم و ليس أقدم من العالم طبعا و لم يخلق البشر .. لكنه صنع البشر صناعة. يعني هو ليس إلها و لا خارقا لكنه نشأ في العالم قبلنا و تطور حتى بلغ درجة عالية من العلم
التكنولوجيا (هو و بني جنسه طبعا) .. و الكرة الأرضية بالنسبة له ليست أكثر من مزرعة أرانب أو معمل للتجارب، و نحن فئران (او قرود) التجارب الخاصة به. و كما يقول آرثر س. كلارك : أي تكنولوجيا متقدمة بما يكفي لن يمكننا تمييزها عن السحر !! و كما سجد الهنود الحمر للمهاجرين الأوربيين
عموما الفكرة ممكنة نظريا و ممكنة منطقيا. فعمر الكون 13.8 مليار عام، و المجرات الكونية بدات تتشكل منذ 13 مليار عام، .. و نظامنا الشمسي نشأ منذ 8 مليار عام تقريبا، و كوكب الأرض منذ 4.5 مليار عام، و الحياة نشأت منذ حوالي 3.3 مليار عام.
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh
إن ميثولوجيا العصر الحديث هي الصدفة، فكما اخترع الإغريق أبوللو إله الفنون، وكما اخترع الرومان فولكان إله البراكين، اخترعت المادية إله الصدفة الذي لا يصمد أمام التحقيق الفلسفي.
عندما يأتي الكلام عن العلة الفاعلة للنظام في الكون تجد نفسك أمام ثلاثة خيارات:
الخيار الأول: تقول به الفلسفة المادية، التي من أعلامها: ديمقريطس وأبيقور قديماً، ماركس وإنجلز حديثاً، وهو الصدفة مع الزمانية الطويلة جداً يجمل لنا القول في هذه النظرية الأحيائي الحاصل على جائزة نوبل جورج والد،
العقل: مصطلحٌ يُستعمل عادةً لوصف الوظائف العليا للدّماغ البشري، وخاصةً تلك الوظائف التّي يكون فيها الإنسان واعيًا بشكل شخصيٍ مثل: الشّخصية، التّفكير، الجدل، الذّاكرة، الذّكاء، وحتّى الانفعال العاطفي يعده البعض ضمن وظائف العقل.
عندما نتحدث مع المؤمن فهو يدّعي المنطق، وأنّ دينه من عند خالق، هذا الخالق المفترض أنّه خالق العقل، لذلك من المفترض أن يكون دينه قمةً في المنطق وغير متعارضٍ مع العقل، ومن المفترض عندما أدرسه أن أجده قادرًا على إقناعي بالإيمان به
تخيّل معي أُستاذ في مدرسة أعطاك منهجًا مقررًا، فإن قمت بمذاكرته واجتزت اختباره ستنجح وترتقي لمكانة أفضل وإن لم تجتز اختباره سيقوم بمعقابتك، أمر منطقي، أليس كذلك؟ فالغرض من الاختبار الأكاديمي، ربما يكون الحصول على درجة اجتماعية أو لقب معين، ووفق هذه الدرجة أو هذا اللقب تمنح
الوظائف والأعمال.
ولكن هل تصحّ هذه الحالة للمقارنة مع كيفية تعامل الله مع عباده؟ من وجهة نظري فإنها مقارنة فاشلة في أعلى المقاييس ولكن سأقوم بإجراء تعديلات عليها كي تصحّ نوعاً ما.