مثل كثيرين في السودان، يعاني محمد من نقص في السلع الأساسية بالإضافة إلى ضرائب جديدة وزيادات كبيرة في أسعار الوقود والكهرباء والغذاء منذ الانقلاب العسكري في أكتوبر بقيادة عبد الفتاح البرهان. #sudancoup
ولم يعد بابكر محمد، المدرس الذي يعول أسرة من 6 أفراد، يعرف كيف يوفر قوت أسرته بدخله الشهري الذي لا يزيد عن خمسين دولارا، ولم يعد يكفي لسد الاحتياجات الأساسية.
ويقول محمد لوكالة "فرانس برس": "قبل الانقلاب بسبب وجود الخبز المدعوم، كنت أشتري عشرين رغيف خبز بمئة جنيه
والآن اختفى الخبز المدعوم وصار سعر الرغيف 50 جنيها، أي أنه تضاعف سبع مرات، وحدث الشيء ذاته لخدمات الكهرباء والمياه".
ويضيف "إنني اليوم أنفق 27 ألف جنيه، أي 90 بالمئة من راتبي، لشراء الخبز، ولست واثقا من أنني سأتمكن من سداد نفقات المدرسة لأطفالي".
وانضم محمد مثل مئات المعلمين والعاملين في السكك الحديدية والموظفين إلى التظاهرات التي انطلقت احتجاجا على هيمنة العسكريين على السلطة، ولكنها اليوم باتت كذلك تعبر عن الاحتجاج على "غلاء المعيشة".
ومنذ نوفمبر، يغلق المتظاهرون طريقا تجاريا مهما يربط السودان بمصر
ويحتجون بصفة خاصة على زيادة أسعار الكهرباء بنسبة 600% على الأسر.
وخفضت الحكومة السودانية تدريجيا الدعم على سعر الوقود الذي بلغ السبت 672 جنيها للتر، بينما كان سعره 320 جنيها قبل الانقلاب.
فقدت الدولة مؤخرا أربعين بالمئة من إيراداتها، فبعد الانقلاب الذي قام به قائد الجيش
عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر، جمدت مؤسسات التمويل الغربية الأموال التي كانت ستدفعها للحكومة الانتقالية دعما لتحول البلاد إلى حكم مدني ديمقراطي بعد ثلاثة عقود من الديكتاتورية في عهد البشير.
وجمّد البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ملياري دولار من المساعدات كانا بصدد تقديمها
للسودان. كما جمدت الولايات المتحدة 700 مليون دولار، إضافة إلى شحنة قمح تبلغ 400 ألف طن، كانت ستقدمها خلال 2022.
وكشف تقرير لبنك السودان المركزي أن صادرات السودان تراجعت في يناير إلى 43,5 مليون دولار مقارنة بـ293 مليون دولار في ديسمبر.
وأكدت المحللة الاقتصادية سمية سيد أنه بعد 25 أكتوبر، "عاد الحظر" الذي فرضته واشنطن على الخرطوم في 1993 بتهمة "دعم الإرهاب".
ووصف محمد الناير، أستاذ الاقتصاد في الجامعات السودانية، تجميد المنح والقروض الدولية بأنه "صدمة شبيهة بتلك التي حدثت عقب انفصال جنوب السودان".
وحينذاك، خسرت الخرطوم 85 بالمئة من صادراتها البالغة 7.5 مليارات دولار، وانخفضت العملة، وارتفع التضخم إلى 45 بالمئة، وهي نسبة أصبحت حلما بعد عشر سنوات، ففي فبراير بلغت نسبة التضخم 258%
وأشار صاحب مصنع للمواد الغذائية في الخرطوم بحري، طالبا عدم ذكر اسمه، إلى أنه أوقف العمل بمصنعه
وسرح العاملين وعددهم 300، أغلبهم من النساء اللواتي يعلن أسرهن"، في بلد يعتمد واحد من كل ثلاثة من سكانه على المساعدات الإنسانية.
وأوضح أنه "مع ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج (المواد الأولية) وقيمة الكهرباء، لم أعد قادراً على الاستمرار".
من جهته، قال الناير إن "الموازنة الحالية تعتمد على الضرائب بنسبة 58%، وهذا سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار وحالة من الركود في الاقتصاد، ولن تحقق الموازنة هدفها بخفض معدل التضخم إلى 202%، بل يتوقع أن يصل إلى 500%".
وليس لدى السودان الغني بمناجم الذهب احتياطيات كافية من العملات الأجنبية أو الذهب.
وأعلنت الحكومة تشكيل لجنة للطوارئ الاقتصادية برئاسة محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، وقال حميدتي في حديث بثه تلفزيون السودان: " لدينا احتياطي من النقد الأجنبي والذهب"، لكنه لم يعط أي أرقام.
أما المصارف التي كان يفترض أن تعود إلى النظام الدولي بعد رفع العقوبات الأميركية في نهاية 2020، فلم يعد لديها منذ الانقلاب "أي صلة بالبنوك الأوروبية أو الأميركية"، كما قال مدير أحدها .
وحذر ممثل الأمم المتحدة في السودان @volkerperthes من أن البنك الدولي أمهل السودانيين حتى يونيو ليصلوا إلى حل للأزمة السياسية، كي يستكمل خطة إعفاء السودان من ديونه وإلا سيوقف سياسة الأيدي الممدودة.
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh