2016 | كيف اتفقت الوثنية والمسيحية والعلمانية على افتراس البيئة
تبدو قضية البيئة للوهلة الأولى وكأنها بعيدة عن سياق الأفكار الغربية، لكن ما إن يتعمق المرء قليلا في النظر إلى هذه القضية إلا ويبدو له أثر الفكر الغربي فيها واضحا
1. لم يطلب الذين تمسكوا بدينهم إلا الامتناع عن ثلاث كلمات: الشهيدة، الترحم، الدعاء بالمغفرة.. بينما سائر معاجم اللغة واللغات الأخرى تتسع للكلام في رثاء مراسلةموهوبة، كان صوتها محفورا في أذهاننا وأعماقنا، مرتبطا بقضيتنا المقدسة!
لكن الذين يحبون الخلاف والمكايدة، تمسكوا بهذه الكلمات الثلاثة تحديدا وحصرا.. ليس لفرط رحمتهم ولا تهذبهم، فقد رأينا الأنياب المكشرة والأساليب المحرضة فضلا عن الشتائم.. بل لأسباب أخرى، ليس أولها هوان الدين في النفوس وليس آخرها حب الشهرة وإشعال المعارك.
وحين يطلب طرفٌ ما الامتناع عن ثلاث كلمات فقط، ثم يصر عليها الطرف الآخر متغاضيا عما تتسع له اللغة.. فالتطرف والتشدد والإساءة هنا من نصيب الطرف الثاني.
2. فلماذا طلبوا الامتناع عن هذه الكلمات الثلاث تحديدا؟
الجواب البسيط المباشر والواضح: لأنها كلمات دينية، ولها مدلولات خاصة..
من الأشياء التي كنا نضحك عليها صغارا، حين تُتلى علينا قصص كفار قريش: طريقة تعاملهم مع آلهتهم!
كانوا إذا أرادوا أن يسألوا الآلهة، ما رأيها في أمر ما، جاءوا بالأزلام (كنانة فيها سهم مكتوب عليه افعل، وسهم مكتوب عليه لا تفعل).. ثم يسأل الرجل آلهته، فمثلا: هل أعقد هذه الصفقة؟
أو أسافر في هذه التجارة؟ أو ... إلخ!
فيضرب صاحب الأزلام السهام ويرجّها، ثم يستخرج منها واحدا: فإن كان "افعل" فالآلهة تبارك هذا، وإن كان "لا تفعل" فالآلهة تنهى عن هذا.. وفي بعض الروايات أنه كان يوضع في الكنانة سهم ثالث بمعنى "أعد المحاولة" :)
اللافت للنظر هنا أن الآلهة إذا اختارت شيئا لم يكن على هوى السائل، فإن السائل يضرب بكلام الآلهة عرض الحائط ويفعل ما يريد!! كما فعل سراقة بن مالك حين كان يطارد النبي ﷺ، فأراد استشارة الآلهة، فكان يضرب الأزلام فيخرج له في كل مرة "لا تفعل".. ومع ذلك،
من كان يراها "عقيدة" و"خيار استراتيجي" فهذا لا شأن لنا به، وهو في النهاية مهزوم لا محالة.. وربما تتطور الهزيمة إلى عمالة على نحو ما صار إليه عرفات وصحبه حين اعتنقوا "السلام خيارا استراتيجيا".
أما من يراها مرحلة ضمن مراحل، وخطوة ضمن خطة، وتعاملا مع الظروف التي يقتضي
تغيرها التطور والتغير.. فهذا متفهم مفهوم، إلا أن الخشية هنا هي في نسيان عامل "الزمن" الذي هو ركن أصيل في كل معادلة صراع، بل هو ربما الركن الأهم.
مضي الزمن يأتي بظروف أخرى ليست كلها كما تشتهي السفن، وهذا في الحقيقة هو ما ضيع الثورة، إذ لم تأخذ بمنهج "أدركوا اللحظة الفارقة" وإنما
أخذت بمنهج "التمهل والإصلاح المتدرج".
وغالبا ما يكون مضي الزمن في صالح من يملك "القوة المادية" لا في صالح الطرف الأضعف، وأحيانا ما يكون العكس إذا كان صاحب "القوة المادية" وصل إلى مرحلة الانهيار في التماسك والتخطيط وكان الطرف الأضعف يملك تماسكا على مستوى القيادة والفعل والجندية.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله..
في نهاية يوم حزين مؤلم، أحسب لا بد من تسطير هذه الكلمات، وأسأل الله أن يشرح صدري وييسر أمري ويحل عقدة من لساني، وأسأله تعالى أن تلقى هذه قلوبا وعقولا تفقهها وتحملها على أحسن وجوهها.
1. أصبحنا اليوم على الخبر الحزين المؤلم المؤسف، بمقتل مراسلة الجزيرة #شيرين_ابو_عاقلة التي كانت بالفعل جزءا من وعي الجيل عن فلطسين، ذلك الجيل الذي تابعها على القناة العربية الأشهر: الجزيرة، في البقعة الإسلامية المقدسة: بيت المقدس، عبر الزمن الملتهب الساخن الذي لم يهدأ..
حتى صارت صورتها وصوتها محفوران لا إراديا في عمق الذاكرة!
هذا فضلا عن أنها موهبة حقيقية، وكان تقريرها وجبة دسمة عن اليوم الحافل.
2. لم أعرف أنها مسيحية إلا بعد مقتلها، كنتُ قد كتبتُ "رحم الله شيرين أبو عاقلة"، فلما تبين لي أنها مسيحية، حذفت المكتوب، واستعملت العبارة الأنسب التي
للمستشار والمؤرخ طارق البشري -رحمه الله- فصل طريفٌ جدا في كتابه "دراسات في الديمقراطية المصرية" يتحدث فيه عن نجاح الإنجليز في استمرار حكمهم لمصر 70 سنة!
موضوع هذا الفصل الأول هو أن الإنجليز اتخذوا عددا من الخطوات التي توحي للجميع بأن وجودهم في مصر مؤقت، وأنهم لا بد راحلون!
وهذا التفصيل يمكن أن تراه بشكل أكثر تفصيلا في كتاب "مصر الحديثة" للورد كرومر (وهو أطول حاكم إنجليزي لمصر، أكثر من عشرين سنة)، وفي تقرير اللورد دوفرين (أول من وضع برنامج الحكم الإنجليزي في مصر)، وفي المصادر الأخرى التفصيلية لهذه الفترة مثل "مصر للمصريين" لسليم النقاش، وغيرها.
حين تغوص في هذه الفترة تشعر أن الإنجليز صادقون في الرحيل، ويبحثون بإخلاص عن طريق للخروج، ويُصَرِّحون بتكرار وإلحاح عن تمنياتهم السعيدة للشعب المصري الرائع بالرغد الدائم.
في كثير من المواقف يبدو #السيسي_عدو_الله كأنه إنسان متخلف عقليا، يحتاج بحق إلى فحص طبي بالفعل.
مثلا في الموقف الشهير الذي قال فيه "أنا لو ينفع أتباع لاتباع"، كان يتكلم بكل الجدية، بينما الكلمة لا يمكن أن يفهمها أحد إلا على سبيل المزاح الثقيل..
يعني إذا عُرض هذا المشهد دون أن نعرف صاحبه ومناسبته، فسنتخيل أنه مقطع كوميدي، ولن يتصور أحد أن رئيس دولة ما كان يرى الحل في بيع الناس بمن فيهم رئيس البلد نفسه لحل مشكلة البلد!!
ومثل ذلك قوله لصحافية: مش هناكل يعني.. مش هناكل، بس نبني بلدنا.. أهم حاجة نبقى كده!!.. انتِ خايفة ليه؟ ده أنا لما اشوفك بتفاءل!!
ومثل ذلك قوله لشاب سأله عن الذين يريدون البقاء في الحكم إلى الأبد، فأجابه ببراءة: ليس هناك من يبقى في الحكم للأبد، لأن كل شخص سيموت!!