علم الله، لستُ أحب كلام الناس السيئ في البلاد، فكل بلد فيها من أهل الخير وفيها من هم دونهم.. ولا يمنع هذا أن بعض البلاد يغلب عليها السوء والشر لأسباب عدة، تنطبع بها أخلاق أهليها!

لكني منذ قدمت إلى تركيا، لم أر شيئا يتحقق، كتحقق قول الشيخ العلامة الأزهري حسن العطار في إزمير! سأذكر لك بعد قليل ما قاله حسن العطار، ولكن أنظر في هذه الصورة، وتأمل كيف أن أكثر من ثلثي أهلها قد اختاروا كمال كليتشيدار أوغلو.. ولقد شهدتُ اندهاش الناس في تركيا لما خطب فيها أردوغان فكان عدد الذين حضروا له كبيرا، وما كان ذلك يتوقعه أحد!

ما أعجب ما تتشابه الأيام..

يصف القاضي الفاضل أحوال الدولة العبيدية (الفاطمية) في مصر، فساق في ذلك كلمة شعرت بها طعنة نافذة في قلبي، لشدة شبهها بواقعنا الآن.. قال عن الجيش:
"وبها أجناد عددهم كثير وسوادهم كبير، وأموالهم واسعة وكلمتهم جامعة، وهم على حرب الإسلام أقدر منهم على حرب الكفر، والحيلة في السر فيهم أنفذ من العزيمة في الجهر"

تأمل قوله: هم كثير، وأموالهم واسعة، وغير منقسمين إلى أجنحة، وهم أقدر على حرب الإسلام منهم على حرب الكفر!!

هنري كيسنجر أكمل مائة عام (ميلادية) ولا يزال يفكر ويصرح ويُوصي..

إنه واحد ممن يثيرون الإعجاب، مهما كرهناه وأبغضناه ومهما كان مجرما، من يقرأ مذكراته وكتبه ومقالاته يستفيد كثيرا. وأكثر ما يعجبني فيه: علو الهمة والعملية! إنه رجل لا يضيع وقتا، ولا يشغل نفسه بخيالات المفكرين والفلاسفة التي لا أثر لها في حركة الواقع، يعترف بالخطأ ببساطة ويستدركه بسرعة، موهوب متمرس في زخرفة المواقف السيئة وتزيينها وتبريرها فإذا كنت تقرأ بنصف عين وبنصف عقل فستشرب روايته بسهولة، وستكون من ضحاياه!

أصبحنا اليوم في اسطنبول على رسالة هاتفية من أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية اسطنبول التابع للحزب الأتاتوركي العلماني، يهنئنا فيها بذكرى فتح اسطنبول السبعين بعد الخمسمائة!

أما أنه لو كان قد فاز كليتشيدار أوغلو في انتخابات الأمس، لكانت اسطنبول اليوم غير التي أصبحت عليه! وأهون ما كان سيحصل أن اسطنبول -التي يهنئنا الآن بفتحها- كانت ستكون غارقة في بحر من الخمر والسُكْر والعربدة!!

ولكانت قطعان العنصريين ستفتك بمن يظفرون به من السوريين والأفارقة وسائر من يسمونهم "الأجانب"!!

غدا إن شاء الله ستجري جولة الإعادة في الانتخابات التركية، وهي توافق ذكرى فتح القسطنطينية (29 مايو 1453م)، ذلك الفتح الإسلامي الكبير الذي تحققت به نصف النبوءة الأولى التي أخبرنا بها نبينا -صلى الله عليه وسلم- عن فتح عاصمتي المسيحية الأرثوذكسية والكاثوليكية: القسطنطينية وروما.. وحيث أن الناس جميعا سينشغلون غدا بمتابعة الانتخابات التركية، فليكن إحياء ذكرى الفتح العظيم اليوم، وباختصار شديد:

وقصة فتح القسطنطينية هي قصة ثمانية قرون من الحلم والمحاولة، وكان طريق المسلمين إليها طريقا عظيما سقط فيه الأبطال

رسالة إلى الإسلاميين في تركيا ممن لم ينتخبوا أردوغان

أكتبها بالعربية، وأعلم أن ثمة من سينهض لترجمتها إلى التركية، وكثير من إخواننا الأتراك الإسلاميين يعرف العربية أيضا.

قال الله تعالى {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار} وقال تعالى {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
وقال رسول الله ﷺ "لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية"

هذه رسالة إليكم من أخيكم مرَّ بنفس هذه التجربة قبلكم، وقد قيل: اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر، ضلَّ قومٌ ليسوا يدرون الخبر.

لا شك أن أجواء الحزن والخيبة تخيم على أنصار أردوغان، إذ أنه لم يحقق الانتصار منذ الجولة الأولى، ونزل عن هذا الحد بفارق بسيط للغاية..

ولكن المفاجئ بالنسبة لي حقا هو هذه الخيبة والصدمة التي أراها في تصريحات المعارضين وفي تصريحات أجنبية -صحافية، وشبه سياسية- أيضا.. لقد كنت أظن أن الوصول إلى الإعادة هو نصرٌ تام لهم سيطربون له، لا سيما ومرشحهم هذا الذي لا قيمة له أمام أردوغان الجبار الذي قلب البلد وقهر خصومه في كل انتخابات سابقة!!

يكاد ما من حدث كبير يمرُّ، إلا وأزداد فيه إيمانا بأن الإنسان الأصل فيه الضلالة، ولا يعصمه من هذا إلا الوحي..

فحتى بدائه العقول ليست واضحة، بل ربما تراها معكوسة عند كثيرين ممن يوصفون بالذكاء والعقل..

وقد قال تعالى {ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا} ولكن، حتى هذا القليل، لن يصل بنفسه إلى الأخلاق الرفيعة والنفس الزكية، وفي هذا قال تعالى {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا} فانظر كيف أن الناس بدون هداية الوحي يتبعون الشيطان (إلا قليلا)، لكنهم بلا وحي لا يصلون (أبدا) إلى النفس الزكية!!

الإسلام ظلم المرأة؟ أم أنه ظلم الرجل؟ أم أنه ظلم الطفل؟!

المشكلة الأساسية في مثل هذه الأسئلة تبدأ من: ما هي المرجعية؟ ما هو المعيار؟ من الذي يحدد أن هذا ظلم أو عدل؟!

لقد كبرنا ونحن نرى آباءنا ومشايخنا يدافعون عن مسألة أن النبي تزوج عائشة وهي في عمر تسع سنوات! ووصل بعضهم تحت ضغط الواقع إلى أنه حاول أن يضعف الحديث في البخاري ليجعل من عمر عائشة 18 سنة بعد مناورات وتكلفات مرهقة!

وما لبثت أن دارت الأيام، وها هو الغرب نفسه يسير إلى تقنين وإباحة العلاقات الجنسية مع الأطفال.. وبدأ الحديث عن هذا يتدعم بالمقولات الفلسفية والبحوث العلمية والمواقف الحقوقية

هذا الكاريكاتير معبِّر جدًا عن معنى قلته في المقال الماضي (سأضع رابطه في التعليقات)..

الغرب يرى أن أردوغان قد فتح تركيا من جديد.. وأنه كسر أتاتورك وميراثه في تركيا.. وملأ تركيا بالمساجد (انظر خلفية الصورة) ولكن الغربي (المتحضر جدا والصادق جدا!!) لن يقولها لك بهذه الصراحة، بل يقولها وهو يضع لافتة "أردوغان ديكتاتور".. ولهذا تراه كتب تحته كلمة "ديكتاتورك"! يضحك الغربي على نفسه، وعلى المغفل الذي يصدقه.. ويوحي لك أن أتاتورك كان ديمقراطيا! كأنما جاء إلى السلطة بانتخابات نزيهة، وظل فيها

نحن الآن في عالم احتكرت فيه الدولة عناصر القوة، وصارت الشعوب بمثابة الأسرى لدى السلطة، وهذا هو حال الناس في الشرق والغرب، والفارق بين حريات الناس في بلادهم هو كالفارق بين أنواع السجون ومدى حصول بعض المساجين على حقوق أحسن من بعض.

أبدأ بهذا التقرير لأني أحتاجه في موضوع حرق المصحف الذي جرى في السويد اليوم..

الشعوب في زماننا هذا لا تكاد تستطيع أن تفعل شيئا، وآخر ما تستطيعه الشعوب أن تتحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، أو أن تنفذ حملات مقاطعة لمنتجات دولة ما، فأما ما فوق ذلك فلا بد فيه من استئذان السلطة والحصول على موافقتها.

رغم كل زندقات إبراهيم عيسى، وتفلسفات العلمانيين والنسويات، واستهبالات شيخ الأزهر وأمثاله، ستظل الحقيقة الواقعية قائمة:

المرأة المتبرجة غير المحجبة عاصية لله، وترتكب كبيرة، وتثير الشهوة، وتعرض نفسها للتحرش والاغتصاب، وما هو أكبر.

لا يعني هذا أن المتحرش أو المغتصب بريء أو معذور، لكن كل الزندقة والزخرفة والطنطنة لن تدفع الضرر والأذى عن الفتاة في الدنيا، فضلا عن عذاب الله في الآخرة.

والحمقاء هي التي تظن أن هؤلاء الزاعقين يتعاطفون معها في الحقيقة، أبدا. إنما يتعاطفون مع مصدر الأموال وينفذون أجندة التمويل وحدها لا غير.. وغدا لو انقلبت الأحوال لانقلبوا معها.

كان اليوم كيوم القيامة في اسطنبول.. إنها جنازة الشيخ الأشهر الذي عرفه العرب في تركيا منذ جاءت بهم أمواج الهجرة إليها!!

ليس من عربي متدين إلا وكان يجد قلبه في جامع الفاتح، ومنطقة الفاتح.. فإذا توغل قليلا إلى غربها وجد نفسه في الحي الأكثر تدينا، حيث النقاب واللحى هو الغالب على هذا الحي.. وحيث هؤلاء هم جماعة الشيخ محمود أفندي!

كانت اليوم جنازة الشيخ محمود أفندي رحمه الله!!

ستفيض الاقلام بذكر مآثره وأياديه البيضاء.. وكفى به مأثرة أن يصمد هذا الشيخ التسعيني في أجواء العلمانية الكاسحة التي اجتاحت تركيا، ونقلت كثيرا من أهلها إلى مظهر الحياة الغربية وأسلوبها،

وصلني قبل قليل العدد الخاص عن القدس، من المجلة الأدبية التركية الشهيرة HECE، وهو مجلد كبير في 800 صفحة، حافل بالبحوث عن بيت المقدس والآداب المتعلقة به!

وقد احتوى العدد على ورقتي البحثية "تأسيس النفوذ الأجنبي في بيت المقدس في عهد محمد علي باشا" مترجمة إلى التركية! وهي تتناول الدور غير المشهور لمحمد علي باشا في تمكين الأجانب -لا سيما الإنجليز واليهود- من الشام ومن بيت المقدس، وهو الدور التأسيسي الخطير الذي أنتج فيما بعد إسرائيل، ولو كانت الظروف مواتية له في وقته، لكانت إسرائيل قد نشأت قبل موعدها بنصف قرن على الأقل.

قرأت اليوم خبرا شنيعا، نشرته قناة "شؤون إسلامية" خلاصته أن الشرطة الألمانية عثرت -في حوزة أحد المشتبه بهم في استغلال الأطفال جنسيا- على ملايين الصور والأفلام الإباحية، لأطفال بعضهم يبلغون من العمر شهرا واحدا فقط!

المتهم الرئيسي في هذه القضية، يعمل في مجال رعاية الأطفال، ويستغل هذا المنصب في تصوير عمليات اغتصابهم، ويظهر في المقاطع -التي بلغ بعضها نصف ساعة وأكثر- تألم الأطفال وصراخهم ونزيفهم.

ويعد الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة فرصة ممتازة لاغتصابهم، لأنهم لا يفهمون معنى ما يحدث لهم، ولا يستطيعون التعبير عنه بطبيعة الحال.

#مقالات_في_مثل_هذا_اليوم

2011 | رموز تحمي الثورة

لن نقضي الوقت في تحديد المسؤول بقدر ما يجب أن نعمل على تكوين زعامات شعبية بأسرع وأقوى ما يمكن، ففي تونس كما في مصر يتم تصنيع أسماء بعينها برغم فقر تاريخها النضالي بل رغم بقائها بعيدا عن الوطن طول الزمن!!

melhamy.blogspot.com/2011/06/blog-p… 2013 | جناية الأنظمة العلمانية على الأوقاف الإسلامية

وحين يؤرخ الشيخ محمد عبده لآثار محمد علي نراه يقول: "أخذ يستعين بالجيش وبمن يستميله من الأحزاب على إعدام كل رأس من خصومه ثم يعود بقوة الجيش وبحزب آخر على من كان معه أولاً

melhamy.blogspot.com/2013/06/blog-p…

في الأيام القليلة الماضية وقع تنافس بين حكومتي مصر والسعودية على نهب أموال الحجاج.. فالسعودية ترفع تكلفة الحج المرتفعة أصلا من جهة، وتقرر من الإجراءات ما يجعل دفع الأموال مباشرا دون وسطاء!

ولكن هذا يمنع الحكومة المصرية من نهب الحجاج المصريين! فاتخذت الحكومة من الإجراءات ما يحول دون الحج والعمرة دون المرور على وزارة السياحة التي تحتكر النهب.. وهذا ما جعل بعض شركات السياحة تبحث عن بدائل من خلال تأشيرات تخرج للمصريين من دول أخرى كمهرب!

بدون أن أدخل في التفاصيل، ما يهمني الآن الإشارة إلى أمريْن:

الأول: أن كلا الحكومتين تسيل منهما الأموال أنهارا

قبل أيام رأيت صورة لفتيات من كوريا الشمالية يبكين حبا وهياما وعشقا وولها في الطاغية الصغير الذي ورث بلادهم من الطاغية الكبير.

وبالأمس شاهدت تقريرا عن أن سوء التغذية في كوريا الشمالية جعل نحو ثلاثة أرباع الأطفال في كوريا الشمالية يعانون من ضعف النمو.

كأن الله يرينا صورة #السيسي

https://twitter.com/melhamy/status/470385406866116608

في المستقبل.

وصدق الله القائل: "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء"

وصدق رسول الله القائل:

يا معشر المهاجرين! خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن:

1. لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا

#مقالات_في_مثل_هذا_اليوم

2011 | الفشل الحقيقي للثورة

طول الوقت يُغري بالبقاء في السلطة فالعسكريون بشر لا تؤمن عليهم الفتنة، وفتنة المنصب أي فتنة.. كما يوفر وقتا أطول لمن انهزموا وانحلوا وتشتتوا وانشغلوا بالتخلص من أدلة إدانتهم وأن يعيدوا تنظيم أنفسهم

melhamy.blogspot.com/2011/05/blog-p… 2015 | لماذا يجب أن ندرس الغرب انطلاقا من الإسلام - 2

يعرف كل باحث أنه من السهل تحقيق هذا "الشكل" العلمي لعمله غير النزيه، بل إن ذوي الصنعة يعرفون كيف يعيدون بعث الخرافات في عصر العلم إذا "أضيفت إليها زخارف عصرية" بتعبير مكسيم رودنسون

melhamy.blogspot.com/2015/05/2.html

يوما ما كنت أقرأ مذكرات عباس حلمي الثاني (ابن توفيق بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي باشا)، وأتذكر أني كتبت على هامشها كثيرا من السباب له.. بدأت تعليقاتي علمية، ثم انحدرت شيئا فشيئا، حتى صرت أكتب هذه العبارة "يحتاج هنا لفظا قبيحا"!! كان شنيعا في التبرير لأبيه وجده، وكلاهما من كبار الخونة الأوساخ الذين أهدروا موارد البلاد وأفقروا أهلها ومكَّنوا للأجانب فيها، وكانت أيامهم مسخرة حقيقية، فإسماعيل له وقائع في إنفاق المال تشعر فيها أنه مخبول!!

ثم جاء ابنه توفيق، فاقترف الخيانة الكبرى، حيث سلَّم البلاد

آخر ما عندي من الكلام في موضوع شيرين أبو عاقلة

1. لم يطلب الذين تمسكوا بدينهم إلا الامتناع عن ثلاث كلمات: الشهيدة، الترحم، الدعاء بالمغفرة.. بينما سائر معاجم اللغة واللغات الأخرى تتسع للكلام في رثاء مراسلةموهوبة، كان صوتها محفورا في أذهاننا وأعماقنا، مرتبطا بقضيتنا المقدسة! لكن الذين يحبون الخلاف والمكايدة، تمسكوا بهذه الكلمات الثلاثة تحديدا وحصرا.. ليس لفرط رحمتهم ولا تهذبهم، فقد رأينا الأنياب المكشرة والأساليب المحرضة فضلا عن الشتائم.. بل لأسباب أخرى، ليس أولها هوان الدين في النفوس وليس آخرها حب الشهرة وإشعال المعارك.