كيف يسكت الله عن كل هذه الانتهاكات في حق الأطفال كل يوم ؟ كيف يرضى الله عن كل هذا الشر، وكل هذا الدم ؟
لماذا يخلق أطفالًا مُشوّهين، إذا كان قادرًا على خلقهم في صورة سويّة ؟
هل الإله عاجز، فهو لا يستطيع أن يوقف كل هذا السوء والشر في العالم ؟
أم أنه شرير وعبثي , فهو يتغنّى بصراخ الأطفال، ويتلذذ بهراقة الدماء، ويستمتع بقتل العزل والأبرياء بالحروب والمجاعات والأوبئة والكوارث الطبيعية ؟
لماذا نرى الناس تقتل بسهوله ظلمًا يوميًا؟
اذا الشر طاغي ويفوق الخير بنسبة عالية جد قد تفوق وتتعدى 80% بهذا العالم القاسي الذي نعيشة .
طبعا عقل الملحد والمؤمن يختلفان فكل منهم يرى الحياة بطريقة مختلفة
المؤمن لديه معتقدات واجوبة جاهزه سهله ومريحة مخدرة للعقل لوجوده ان يوجد حساب وعقاب بينما الملحد لا
حجة الشر هي من أكثر حجج الملحدين قوة، إن لم تكن أقواها
هذه الحجة تقلل احتمال صحَّة الأديان والالوهية بشكل فضيع
طرح القضية
من صفات الإله أنه:
– كلّيّ العلم «عليم، يعرف كل شيء قد حدث أو يحدث أو سيحدث».
– كلّيّ القدرة «قدير، يستطيع أن يفعل كل ما يريد، كل ما يشاء، ولا أحد يحول بينه، وبين ذلك».
– كلّيّ الخيرية «رحيم، يرحم الخلق، ويحب الخير، ويفعل الخير».
هذا ما يعرف بـ «معضلة أبيقور»؛ ذاك أن أول من طرح هذه القضية هو الفيلسوف الإغريقي أبيقور، وتعرف أيضًا بـ «مشكلة الشر»، أو «الثلاثي غير المتسق»؛ لأنه – كما يقول أبيقور – إذا ثبت اثنان منها – الصفات السابقة -، بطل الثالث بالضرورة.
هذه الصفات الثلاث لا يمكن أن تجتمع في إله حكيم متصرف يمسك بزمام أمور هذا الكوكب الذي نراه بأعيننا في الواقع وليس بأوهام غير واقعية
فنرى العالم يعاني من الآلام والتباريح والحروب والكوارث والمجاعات ما يعاني.
لكن الكل متفّق على أن الكوكب مليء بالشرور،
(ومليء هنا لا تعني أن كله شر، ذلك أن الكل تقريبًا يتفق أن هناك نسبًا متفاوتة للخير، إلا «شوبنهاور»)، والأمراض والكوارث … إلخ؛ وبناء على ما سبق، نستطيع أن نستنتج أمرًا من ثلاثة أمور:
إما أنه ليس كلّيّ العلم: لا يعرف بما يحصل في هذا الكوكب، وفي هذه الحالة، لا يصلح أن يكون إلهًا.
– إما أنه ليس كلّيّ القدرة: يعرف بما يحدث، ولا يقدر على تغييره، أو تبديله، وفي هذه الحالة لا يصلح أن يكون إلهًا أيضًا.
– إما أنه ليس كلّيّ الخيرية: يعرف بما يحدث، ويقدر على تغييره،
ولكنه لا يريد ذلك، لكن كيف بإله يعرف ويقدر على تغيير كل هذه الآلام، ولا يبغي ذلك! ففي هذه الحالة لا يصلح أن يكون إلهًا أيضًا.
يقول الفيلسوف المُلحد بوذا ان (يجب أن يوجد الشر حتى يثبت الخير طهارته).
هذه حجة الشر ببساطة، أعرف أنها تبدو – لأول وهلة – كأنها قضت على الإيمان، وسحقته سحقًا، لكن سوف ناخذ الموضوع بحيادية و ومنطقية و مصداقية 👇
إله شرير ولكنّه موجود
بدايةً قبل أي شئ، فإن حقيقة أن الإله شرير لا ينفي وجوده، من الممكن جدًا أن يكون موجودًا، لكنه شرير، هو خلق البشر، ومن حقه أن يعذّبهم، فمعضلة الشر تواجه في الأساس «الإله الإبراهيمي»، وهو الإله الموجود في الديانات الإبراهيمية، المتّصف بأنه كلي العلم والقدرة
والخيرية، فاستنادًا إلى معضلة الشر، هذا الإله غير موجود،
يعني إله الاسلام والمسيحية واليهودية جميعهم (الله ويهوه و يسوع) ليس حقيقي وموجود بل هو وهم وخرافة لا اكثر من خيال الانسان وتصوراته
لكن هذا لا ينفي وجود إله ذي صفات أخرى ..
هذه نقطة هامة جدًا؛ لأن معظم الملحدون يتسرّعون، فيقولون:بما أن الإله شرير، إذا هو غير موجود، وهذا خطأ! بالطبع هو غير موجود؛إذا ما قارنّاه بالإله الذي في الأديان أو في أذهان الأحبار والرهبان، لكن هذا لا يثبت أنه لو كان الإله شريرًا، فهو غير موجود، فهذه تعد سذاجة غير منطقية بالمرة
إذن فقد انتهينا الآن – بناء على هذا الطرح – أنه يوجد إله (كما يعترف المؤمنين بمشكلة الشر في مقدماتهم لها)، وهو إله شرير..
فلنكمل!
هل هو شر مطلق؟ 100%
حسنًا الآن نأتي إلى نقطة هامة، وهي: هل هو شر مطلق؟
إذا فكّرنا قليلًا سنجد أن الأصل في كل شيء هو الخير، وأن الشر غير موجود إطلاقًا، غير أنه يتخلل الخير، كشذرات أو استثناءات ..
إذن فالشر، ليس مطلقًا! بالعكس، بل هو شرٌ نسبي لكن عالي النسبة فيختلف عن الخير بقلته ونقائه ، وليس حقيقيًا، فما يكون شرًا لشخص ما، قد يكون خيرًا لآخر، بالإضافة إلى أن الشر يعد استثناء، والخير هو القاعدة ..
مثل قول المتنبي «مصائب قوم عند قوم فوائد».
إذا قلنا إن الحية والعقرب ذوا سُم، سائل معين معروف بتركيبه الكيميائي، يسمى «سُمًّا» أو (Poison) أو أيًا كان الاسم الذي تطلقه عليه، الكل يتفق عليى أن السم موجود بتركيبه الفريد، لكن إذا قلنا إن سُم الحية والعقرب شر، فهذا ليس وصفًا واقعيًا
هذا وصفٌ انتزاعيّ، فبالقياس إليَّ أنا الذي أتأذي وأتضرر وأفقد حياتي الثمينة؛ جراء لدغة الحية أو العقرب، هذا يعد شرًا، لكن بالنسبة إليها – الحية – هل سُمها شر؟ بالعكس، بل يعد من لوازم وجودها وبقائها، فلولا هذا السم لهلكت الحية ..
يحدث أن نرى كائنات حية تموت بالملايين، مثل الجراثيم والحشرات، ثم نقول «هذا شر»، وهذا يعد شرًا بالفعل؛ إذا ما نظرنا له وحده، أما إذا نظرنا إلى المنظومة ككل– إلى الكون ككل، سيتضح لنا أنه عين الخير، فهذه الكائنات لو عاشت لغطت سطح الأرض بكثرتها وهلكت الحياة كلها دون معنى و نهاية لها.
(يمكنك أن تعود إلى معدلات تكاثر الحيوانات أو الاتزان البيولوجي)، أو لانقرضت كائنات أخرى كانت تتغذى عليها هذه المخلوقات، هذا ما يسمى بالتوازن، فكل شيء في الوجود، مهما كان هيّنا وصغيًرا، هو ضروري للحياة؛ ولإتمام «السيمفونية» الكونية ..
حجج اخرى ايضا تعبر عن معضلة الشر
هي ان ثمَّة أشكال عديدة من مشكلة الشر.
من أبرزها على سبيل المثال مبدأ الجحيم، ففكرة العذاب الأبدي مقابل ذنبٍ محدود هي شكل قوي من مشكلة الشر، ويُطلَق عليه اسم مشكلة جهنم ..
إذا كان عدم الإيمان بالله أو الإيمان بإلهٍ خاطئٍ تعتبر أعمالاً شريرة
ومن اعماله الشريرة هي الولادة حسب الموقع الجغرافي وتوريث المعتقدات فإن حجج عدم الإيمان والوحي غير المتناسق وضعف التصميم ستثبت أن الإله شرير، وأن وجوده لا ينسجم مع مبادئ الأديان التي أرسلها للبشر وتتناقض مع بعضها بشكل فضيع جدا يوضح انه هذا الإله ليس كيان عاقل إطلاقًا بل شرير وعبثي
ايضا من اعمال الإله الشرير الأوبئة الفيروسات الفتاكة
على سبيل المثال ناخذ لمحة تاريخية على الإنفلونزا الاسبانية
وتميز الفيروس هذا بسرعة العدوى حيث تقدر الإحصائيات الحديثة أن حوالي 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى وأظهروا علامات إكلينيكية واضحة وما بين 50 إلى 100 مليون انسان توفوا
جراء الإصابة بالمرض أي ما يعادل ضعف المتوفيين في الحرب العالمية الأولى الغالبية العظمى من ضحايا هذا الوباء كانوا من البالغين واليافعين الأصحاء بعكس ما يحصل عادة من أن يستهدف الوباء كبار السن والأطفال حديثي الولادة والأشخاص المرضى أو ضعيفي المناعة.
في ختام الثريد لك حرية التصديق
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh
إن ميثولوجيا العصر الحديث هي الصدفة، فكما اخترع الإغريق أبوللو إله الفنون، وكما اخترع الرومان فولكان إله البراكين، اخترعت المادية إله الصدفة الذي لا يصمد أمام التحقيق الفلسفي.
عندما يأتي الكلام عن العلة الفاعلة للنظام في الكون تجد نفسك أمام ثلاثة خيارات:
الخيار الأول: تقول به الفلسفة المادية، التي من أعلامها: ديمقريطس وأبيقور قديماً، ماركس وإنجلز حديثاً، وهو الصدفة مع الزمانية الطويلة جداً يجمل لنا القول في هذه النظرية الأحيائي الحاصل على جائزة نوبل جورج والد،
العقل: مصطلحٌ يُستعمل عادةً لوصف الوظائف العليا للدّماغ البشري، وخاصةً تلك الوظائف التّي يكون فيها الإنسان واعيًا بشكل شخصيٍ مثل: الشّخصية، التّفكير، الجدل، الذّاكرة، الذّكاء، وحتّى الانفعال العاطفي يعده البعض ضمن وظائف العقل.
عندما نتحدث مع المؤمن فهو يدّعي المنطق، وأنّ دينه من عند خالق، هذا الخالق المفترض أنّه خالق العقل، لذلك من المفترض أن يكون دينه قمةً في المنطق وغير متعارضٍ مع العقل، ومن المفترض عندما أدرسه أن أجده قادرًا على إقناعي بالإيمان به
تخيّل معي أُستاذ في مدرسة أعطاك منهجًا مقررًا، فإن قمت بمذاكرته واجتزت اختباره ستنجح وترتقي لمكانة أفضل وإن لم تجتز اختباره سيقوم بمعقابتك، أمر منطقي، أليس كذلك؟ فالغرض من الاختبار الأكاديمي، ربما يكون الحصول على درجة اجتماعية أو لقب معين، ووفق هذه الدرجة أو هذا اللقب تمنح
الوظائف والأعمال.
ولكن هل تصحّ هذه الحالة للمقارنة مع كيفية تعامل الله مع عباده؟ من وجهة نظري فإنها مقارنة فاشلة في أعلى المقاييس ولكن سأقوم بإجراء تعديلات عليها كي تصحّ نوعاً ما.