كتب غريغوري غوز وهو أستاذ الشؤون الدولية في كلية بوش بجامعة تكساس، مقالا مهما تناول فيه العلاقات #السعودية الأمريكية، المقال يستمد أهميته من عنصرين من محتواه وكذلك شخص كاتبه، تختلف تتفق معه، كونه خبيرا حقيقيا في الموضوع لا(مزيفا). أشير لنقاط مهمة من مقاله. foreignaffairs.com/united-states/…
يشير الكاتب أنه يتعين على واشنطن أن تجتمع مع الرياض في كثير من الأحيان، لإقناع #السعودية برؤية الأمور على طريقتها. لكن عندما نأتي للواقع بلينكين زار المملكة مرة واحدة فقط ولم ينعقد الحوار الاستراتيجي السعودي الأمريكي منذ عامين. والسعوديون يلاحظون هذه الإشارات بدقة ولا يتجاهلونها.
رغم ذلك، لا تزال عناصر التعاون المستمر بين الولايات المتحدة والسعودية قائمة. لكن يتعين على البلدين أن ينحيا جانبًا أحلامهما غير الواقعية في تغيير أو التأثير على السياسات الداخلية للطرف الآخر. يجب أن يتعلم كلا الجانبين كيفية التعامل مع الجانب الآخر كما هو- وليس كما يرغبان أن يكون.
افتراض تلقائية الشراكة مع #السعودية خطأ فادح لأمريكا، فالعلاقة الإستراتيجية الحميمة لن تعود. لكن التفاهم ممكن، حتى لو اختلفت السياسات بين الجانبين وصعبت هذا التعاون. أشرح هذا بالتفصيل في مقالي الذي نشر في نوفمبر والذي أنصح بقراءته بالموازاة مع مقال قريقوري
طبعا هذه نقطة مفصلية، فيه صحفيين وكتاب وإعلاميين بعضهم سعودي يحاجج بأنها ستعود كما كانت بالشكل القديم، يعاملونها كأنها علاقة بين شخصين متخاصمين وكثير منهم يذهب أبعد من ذلك تجدهم يستخدمون عبارات مثل زواج كاثوليكي أو زواج إسلامي وطلاق وخلع وتوصيفات من هذا القبيل. 🤷♂️
يشدد الكاتب على أن محاولات الجانب الأمريكي الالتفاف حول القيادة #السعودية والتصرف كأنها غير موجودة قد باءت بالفشل الذريع وارتدت سلبا على السياسة الخارجية لأمريكا. إدارة بايدن، التي دخلت المنصب وهي سعيدة بالنأي بنفسها عن الرياض، سرعان ما أحست بحاجتها لأكبر مصدر للنفط في العالم.
وأنه تاريخيا ورغم من أن #السعودية تفضل دائمًا أسعار نفط أعلى مما يرغب به رؤساء #أمريكا فقد كانت السعودية تستجيب في بعض الأحيان لطلبات واشنطن لزيادة المعروض في السوق، عادةً في الفترة التي تسبق الانتخابات الأمريكية. لكن في أكتوبر 2022، ذهبت نداءات واشنطن وطلباتها أدراج الرياح.
أهم خطوة في تحسين العلاقة، ليس (الشرهة وعتب المحبين الذي يقوم به بعض الكتاب من الجانبين) بل هو إدراك كيف تغيرت.وأن الصين وروسيا في الأفق السعودي أكثر من أي وقت مضى.هذا لا يعني أن الرياض ستعمل ضد أمريكا على المستوى العالمي. هذا يعني فقط أن السعوديين سينظرون في القضايا كل على حدة.
وسيتطلب ذلك من الولايات المتحدة اتباع نهج مفتوح وتشاوري، يعني الاستعلاء والتجاوز وعدم الاحترام ليس حلا، بل المطلوب هو الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة لإقناع السعوديين بالمصالح المشتركة بشأن القضايا العالمية. إن إبقاء الرياض على بُعد ذراع ليس هو السبيل لإبقائها في جانب واشنطن.
بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أن السياسة الأمريكية يجب أن تركز على الملف الحقوقي وتجنب الوقود الأحفوري وأن علاقات متوترة مع السعودية لا تشكل مشكلةلأمريكا فهم لا يعون أبعاد هذه العلاقة واثار ترديها على أمريكا وسياساتها سواء النفطية الداخلية الانتقالية، الطاقة النظيفة، أو الخارجية.
وبغض النظر عن مدى رغبة الأمريكيين بالابتعاد عن الشرق الأوسط، فإن لدى واشنطن التزامات جيوسياسية في المنطقة: منع إيران من الحصول على نووي، ومنع عودة الإرهاب، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي للحد من اللاجئين واستمرار العلاقة مع إسرائيل. وهذا كله لن يكون ممكنا بدون تفاهم مع #السعودية.
حتى أكون أمينا في نقلي، يجادل الكاتب بأنه بالإمكان تعزيز العلاقات الثنائية إذا أعاد كل طرف النظر في كيفية رؤيته للسياسات الداخلية للطرف الآخر، يضرب مثالا فيقول بأنه يجب على السعوديين التخلي عن الاعتقاد الخاطيء بأن أحد الأحزاب السياسية في الولايات المتحدة ضدهم والآخر معهم.
طبعا هو يفترض أن هناك نية للتأثير على السياسة الأمريكية لصالح حزب ضد اخر، وأن هذا الاخر هو الحزب الحاكم. ويدعو الرياض إلى بذل جهد أكبر لإقناع المؤسسة الديمقراطية بأنها تسعى إلى علاقات جيدة مع الولايات المتحدة كدولة، وليس فقط مع الجمهوريين. أرد على هذا هنا:
يوضح،مهم مقاومة نداءات(عالم ترامب) للمساعدة في استعادة2024، إما من خلال دعم مالي غير مباشر أو تحركات سياسية ضد بايدن.مطالبا السعودية بتقديم مامن شأنه تهدئة مخاوف الديمقراطيين(المنتقدين للمملكة)من تدخل سعودي في السياسة الداخلية الأمريكية كما يعتقدون.أرد هنا
طبعا هو يعلم أن هذا لن يغير نظرة الديمقراطيين، أو على الأقل فصيل منهم، تجاه #السعودية لكن هذا غير مهم، الضروري هو عدم إثارة المزيد من المشاكل والتوتر. أخيرًا، يعتقد أن أهم مصلحة مشتركة بين الاثنين والتي يجب أن تستمر هي التعاون في القضايا العسكرية والاستخباراتية. يشرح هذا قائلا:
بالنسبة للسعودية، لا الصين ولا روسيا تستطيعان توفير مستوى التعاون الأمني الذي تستطيع أمريكا القيام به.يمكن لواشنطن وحدها فقط تحريك قوة عسكرية كبيرة في الخليج. وأمريكا من جهتها تستفيد من التعاون أيضًا فمشتريات الأسلحة السعودية تقلل من تكاليف الوحدة الخاصة بإنتاج الأسلحة الأمريكية.
ومع احتمال فشل المحادثات النووية مع طهران، فإن فرصة المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران تنمو. التعاون مع المملكة العربية #السعودية في حالات الطوارئ العسكرية يزيد من الكفاءة العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة وبدون السعودية ستصعب الكثير من الأمور على أمريكا.
#النفط كان أهم ملف خلافي بين الإثنين، لكن كلا البلدين يشتركان في مصلحة الحفاظ على هيمنة الدولار الأمريكي. تسعّر الرياض نفطها بالدولار، الأمر الذي يدعم دور الدولار كعملة للاحتياطي العالمي لأن مستهلكي النفط يجب أن يكون لديهم دولارات في متناول اليد لتمويل احتياجاتهم من الطاقة.
منتجو النفط غير الودودين مثل إيران وفنزويلا وروسيا يحضون على التعامل بعملات بديلة. السعودية تقاوم هذا بشدة، لأن الإضرار بمركزية الدولارسيضر السعودية، نظرًا لحجم الأصول المالية السعودية في أمريكا، بما في ذلك الحيازات الكبيرة من ديون الحكومة الأمريكية ، والاستثمارات السعودية عموما.
نهاية، الكاتب سيقرأ ما كتب هنا مع التعليقات فهو يجيد العربية، وسيتقبل الانتقادات، عالم محترم نرد عليه ويرد علينا، ابتدأت مراسلاتي معه قبل أكثر من 17 سنة وسيبقى واحدا من أبرز الغربيين المتخصصين في منطقتنا عصرنا هذا.لكن من كان مستناً فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة.
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh
كنت في زيارة ليست بالقصيرة ل روسيا. شاركت في أكثر من مؤتمر وزرت أكثر من مدينة وألقيت عدة محاضرات في مؤتمرات مهمة أولها ما عقده مركز يفغيني بريماكوف بالتعاون مع معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية بدعم من صندوق المنح الرئاسية،بمشاركة من أبرز الخبراء روس والأجانب.
وقد مثل الجانب الروسي، بالإضافة للمراكز المذكورة خبراء من مجلس الشؤون الدولية الروسي وجامعة MGIMO و IMEMO و HSE وجامعة ولاية بياتيغورسك. تم مناقشة العلاقات بين دول الشرق الأوسط وروسيا في ظل النظام العالمي المتغير. بالإضافة إلى مسائل التعاون الثنائي بين روسيا ودول الخليج العربي.
كما افتتحت مع زميلي د.فاسيلي كوزنتسوف،مدير مركز الدراسات العربية في معهد الدراسات الشرقية جلسة الشباب لمنتدى الخبراء الدولي، وتحدثنا خلال الجلسة حول "آفاق نظام أمني جديد في الخليج"، عرض كل منا ورقته.فاسيلي عن المفهوم الروسي للأمن الجماعي في الخليج، وأنا عن موازين القوى في الخليج.
بعض تغريدات عن #لقاء_ولي_العهد أحاول الابتعاد فيها عن تحليلات (الماليين) والمقالات الصحفية. وأرد فيها أيضا حسب ما تتيح المساحة والوقت على من يدعي أن #رؤية_السعودية_2030 بتوجهاتها والتزاماتها وأهدافها لا تسير بالاتجاه الصحيح.
البعض يبدو أنه نسي الآلية القديمة التي أنتجت طبقة واسعة من الطفيليات على المال العام والفساد المالي وفوضى مساهمات الأراضي وانهيار أسهم 2006 وما تبعه من انتكاسات متتالية في سوق الأسهم.
أو نسي الوزير الذي قال في ٢٠٠٥ إن لم تخني الذاكرة أنه سيقضي على البطالة تماما في غضون ٥ سنوات أو لم يكن يشاهد “كارتلات” بأشكال مختلفة لاتقدم شيئا للاقتصاد الوطني وتستفيد من الدعم بلا مقابل وإهلاك الموارد النفطية والبيئية في ظل ضعف بنيوي في التشريعات والرقابة.
على ضوء التطورات المتلاحقة في العلاقات الخليجية، على الأخص السعودية، الصينية يكثر التناول الإعلامي والحديث المكثف والمبسط، وتكثر أيضا الاختلافات نحو النظرة للصين وعلاقتها مع المنطقة،
بعضهم ربما لام المملكة أو شقيقاتها الخليجيات على (التأخر) في ترقية العلاقات مع الصين، وهناك من يقلل من جدوى هذه العلاقات وتطويرها، والاخر يميل للمبالغة في تقدير تأثير الصين وأنها ستتولى بعض المسؤوليات التاريخية للهيمنة في الخليج بسبب أهمية مصالحها في المنطقة وهذا بغالبه غير دقيق.
هنالك عدة اعتبارات ينبغي مراعاتها عند الحديث عن هذه المسألة المعقدة. فالنقاش يأخذ عدة طرق، فكما يقال هل ينبغي النظر والتفكير بعلاقة الصين بالخليج العربي كما يفكر علماء السياسة أم النظر إليها بطريقة علماء الاقتصاد، هذا هو بيت القصيد في الخلاف المشاهد الان تجاه هذا الموضوع.
#سلسلة عن الانسحاب الأمريكي من الشرق الاوسط وسياسات الفريق الحالي في البيت الأبيض وما يترتب عليه من تبعات على دول المنطقة وعلى سرعة العودة لاتفاق ضعيف وغير محكم مع إيران.
بعض الطرح المتكرر والذي يصور أن دول الخليج أو المملكة تستجدي الوجود، وليس التواجد، الأمريكي، حتى لو كان بشكل غير متعمد وغير مباشر أو بنية حسنة، أو أنها هي الطرف الذي يحتاج لهذا الوجود أكثر من حاجة الأمريكيين له، هو مضلل، حتى لو صدر من صديق.
مقدمة ضرورية وعدة حقائق أساسية حول المنطقة ووجود أمريكا فيها:
لا شك أن أهمية الشرق الأوسط والخليج قد تراجعت ولأسباب كثيرة في الميزان الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية وهذا التراجع ليس جديداً وليست مفاجأة خطيرة اكتشفها بعض المحللين مؤخرا بقدراته الخارقة كما سمعت من أحدهم.
طلبت مني صحيفة الشرق الأوسط الكتابة ضمن نخبة من الكتاب العرب والخبراء العالميين في ملف خاص. هذه قراءتي ووجهة نظري المتواضعة عن جردة العام الاستراتيجية ذات العلاقة بالمملكة في الألف كلمة المتاحة.
هذه التعقيدات والتحديات المختلفة تأتي أيضاً مع انتخاب جوزيف بايدن رئيساً للولايات المتحدة، وهو الذي يعد بنهج مختلف تجاه المنطقة. فما مدى تأثر السياسة السعودية بهذه العوامل؟ وكيف تدوزن الرياض تحوطها وسياساتها أمام تحديات المنطقة ومتغيراتها؟
وتوسيع وتعميق العلاقات أفقياً ورأسياً مع الدول المتوافقة مع نظرة السعودية لشكل وترتيبات المنطقة الأمنية-ليس دول الخليج وحسب، بل دول إقليمية أخرى- والسعي إلى بنية أمنية موحدة، مع تنسيق وثقة متبادلة بين دول هذا المحور الذي تكون فيه الرياض عضواً أساسياً ورافعاً للخلاف بين المختلفين.