Thread by @shirinarafah

الجلسة سرية، لكن كشفت المستور
مقالي الجديد

في طريق عودته اليومي، استوقفته استغاثات امرأة، بدا أنها حامل على وشك الوضع، نزل من سيارته، وعرض عليها توصيلها لأقرب مشفى، إنه رجل الأعمال الثري "عبد القادر"
بينما التي استغاثت به، تُدعى "إحسان"

أتمَّ هو معروفه لها، وقام بسداد مصروفات

عملية الولادة.

لكن المرأة الفقيرة التي حملت من سفاح، طلبت من المشفى نسب مولودها، الذي أسمته "أحمد" إلى رجل الأعمال، الذي ترك بياناته لديهم عقب توصيلها

علم الأخير بالأمر، فجٌن جنونه، وطلب منها التراجع عن فعلتها
عرض عليها الأموال، لكنها أصرت على موقفها
فقرر أن يقاضيها

قام بتوكيل محاميا، من أجل رفع قضية إنكار نسب

أقنعه المحامي بأن ما يحسم القضية لصالحهما، هو تحرير ورقة تثبت أنه عقيم، وغير قادر على الإنجاب

تعجب "رجل الأعمال" الذي يعيش حياة عائلية هادئة مع زوجة مُحبة اسمها "زهيرة"، وابن جميل اسمه "أيمن" عمره 9 سنوات

أصر المحامي على الاستعانة

بالمستند المزور،
وأقنعه بأن الطبيب يريد فحصه قبل كتابته التقرير، كي يتمكن من التعرف عليه في ساحات القضاء

وافق "عبد القادر" على مضض، وخضع للفحص،
أنهى الطبيب مهمته، وبشره بأن التقرير لن يكن مزورا، ففي الحقيقة أنه قد وٌلٍدَ بعيب خلقي، يمنعه تماما من الإنجاب

ثارت ثائرة عبد القادر

واتهم الطبيب بأنه يريد تبرير أخذه رشوةِ، باختلاقه قصة زائفة، فراح لطبيب ثان وثالث، ثم ذهب لمستشفيات بريطانيا، الكل أجمع على ذات الأمر: هو لم يكن يوما قادرا على الإنجاب

وضع الله في طريقه ذاك الطفل اللقيط ليكشف له حقيقة زوجته الخائنة، والطفل الذي رباه

إنها الأقدار الإلهية تُبدع في فتح أعين الناس عما عُمِّيت عنه

يستكمل فيلم الجلسة سرية، تسلسل الأحداث المشوق والعجيب، الفيلم الذي تم عرضه عام 1986، من بطولة الفنان محمود ياسين، وإخراج "محمد عبد العزيز" كان أحد أروع أفلام السينما المصرية عبر التاريخ

وبعدما تأكد الرجل الثري من أن ابنه "أيمن" الذي رباه عُمرا، ليس من صلبه، ضغط على زوجته الخائنة كي تعترف بفعلتها، وتدل على شريكها في الخيانة
فرفضت بشدة، بل وتعاونت مع "إحسان" المرأة التي ادعت عليه، وعرضت عليها مساعدتها بالمال والمحامين كي تثبت لزوجها بنوة الطفل "أحمد"!

ففي اثبات بنوته، لن يستطع الزوج المسكين انكار نسب ابنهم "أيمن" أو فضح خيانتها أمام أعين الناس

وبمحض الصدفة، يكتشف "عبد القادر" الحقيقة، ليُصدم، بأن زوجته، قد خانته مع صديق عمره، وأقرب الناس إليه

يذهب إلى المحكمة، وينادي القاضي برقم القضية
فيطلب المحامون جعلها سرية

كونها تمس الشرف، وتفضح الأنساب
فيرفض عبد القادر، ويعلن أمام الجميع، أنه قد أدرك الواقع الأليم، وتبين له خيانة من وثِقَ فيهم، زوجته وصديقه الحميم، واصراره على انكار نسب "أيمن" الطفل الذي أحبه بشدة، ورباه لسنوات، معتقدا أنه ابنه، وينتمي إليه، بعدما ساق الله له الطفل "اللقيط"

ليكشف حقيقة ما غاب عنه لسنوات طوال..

*خلال أيام الثورة، في الخامس والعشرين من يناير، وعقب سقوط مبارك وأثناء فترة حكم الرئيس الراحل "محمد مرسي" رحمة الله عليه، ظل المصريون يرفعون شعار:
يد واحدة، جيش وشعب، إشارة منهم لهذا التلاحم القوي الذي يشعرون به تجاه قواتهم المسلحة

الجيش الذي حكم مصر، منذ عام 54 وإلى الآن،
حرص طوال تاريخه على استخدام مؤسسات أخرى لردع وقمع المعارضين لحكمه، فكان جهازي الشرطة وأمن الدولة، هما حائط الصد بينه وبين المواطنين

وبموجب القرار الجمهوري رقم 32 لعام 1979،
بإنشاء جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، بدأت إقتصادياته تتشكل

حيث تم تحويل مصانع الصواريخ والمعدات الحربية، لمصانع أجهزة منزلية وأدوات للطبخ.

امبراطورية اقتصادية ضخمة، تربع الجيش المصري فوق عرشها، بأكثر من 40 شركة ومصنع ومؤسسات ضخمة، تتحصل بالأمر المباشر على التعاقدات والصفقات، بعيدا عن المنافسة العادلة، وعن كل صور المحاسبة الرقابية

ومُنزه تماما عن الضرائب بكافة أنواعها، يسيطر على مواقع الحكم، ويتحكم بموارد الدولة وخيراتها، ينقل ملكية أراضيها الهامة، لصالح نفسه، كي يتربح منها السادة الجنرالات

حتى الساعات الأولى من الانقلاب العسكري على حاكم مصر المنتخب، في الثالث من يوليو 2013 ظلت جماهير مصر تحسن الظن بجيشها

تختلق له الأعذار تلو الأعذار، ينسب بعضهم الأزمات التي حدثت، والمذابح البشعة التي اُرتكبت، للطرف الثالث (الفاعل الخفي)، وينسبها آخرون، لقائد الانقلاب "عبد الفتاح السيسي" هذا العسكري الذي أنكره المصريون، وتعجبوا من كيفية التحاقه بالعسكرية من الأساس!!

بقامته القصيرة، ولغة جسده الأنثوية، حين يرقق صوته، ويطأطيء رأسه، ويجلس أمام المسئولين كعذراء أتي خطابها، ويخطب في الجماهير، بكلمات ركيكة، وعبارات لا معنى لها.

بدأ عهده معهم بـ (كل اللي ما يرضيش ربنا، احنا معاه بندعمه ونؤيده)

ومنهجه الذي اتبعه في الحكم: (هتدفع؟! هوريك اللي عمرك ما شفته، مادام هتدفع)

أبدع في مص دماء شعبٍ، وبيع بلادهم، بأبخس الأثمان

أغلب قراراته تصب في صالح إذلال المواطنين وتضييق معيشتهم عليهم، من تعويم للعملة، وزيادة في الأسعار، لرفع دعمٍ، والدخول في مشاريع عبثية

مشاريع ..هدفها الوحيد : اهدار موازنة البلاد
إلى الانفاق بسفه وجنون، على خلق حياة أسطورية، له ولأسرته ورجال حكمه، من عاصمة إدارية، لقصور خيالية وطائرات فارهة، و"مونورويل" وأبراج ومنتجعات.

وبمجيء السيسي، وجدنا الجيش الذي كان ينهل بكرامة من صنبور الاقتصاد..
يُكشر عن أنيابه، ويجثو على ركبتيه، يلاحق المواطنين، ويقاسمهم في شرّبة المياه، يأخذ من هذا رشفة، ويمنع آخر عن الشُرب، ليموت.

ينهش في كل صاحب مالٍ وأعمال، وينازع الغلبان في بحثه عن قوت للعيال

يُسرَّح عساكره تبيع الخيار والفلفل على عتبات أسواق الخضار،
وينشيء مزارع للسمك، فيستلقي المواطن العربي ضاحكا، من عِبارة "قائد خط الجمبري"، التي عرَّف بها عن نفسه، سيادة اللواء.

يستولي على المشاريع الناجحة، أو يتقاسمها مع أصحابها، ومن يرفض منهم، فمصيره، كمصير (صفوان ثابت)

صاحب مصنع (جهينة) أكبر مُنتج للعصائر والألبان، الذي استمر حبسه لمدة عامين دون تهمة أو جريرة، ومن قبلها، في عام 2015 تم التحفظ على ممتلكاته وأمواله، بزعم وجود صلة بينه وبين جماعة الإخوان.

يختلق الأزمات، بكل خسة ووضاعة، فيُجَوِّع الرضع، ويُبْكي الأمهات، لنكتشف أن "الجيش المصري"

أراد في سبتمبر 2016 أن يتاجر ويتربح من ألبان الأطفال.

يمنع استيراد أعلاف الدجاج، بحجة نقص الدولار
فتنهار صناعة يعمل بها 3 مليون مصري
وتبلغ استثماراتها 100 مليار جنيه
من أجل صفقة دجاج مجمد أشتراها -مطلع هذا العام- من البرازيل وأراد أن يتجرعها المواطن
وتذهب أرباحها لجيوب الجنرالات

وحين قرر (في سبتمبر 2022) تحويل منفذه لبيع المنتجات بمدينة نصر إلى مطعم (كبدة) وأطلق عليه اسم "كبدة الاختيار"، وجدناه قبلها بأيام، يُصدر قرارا باغلاق أشهر محلات الكبدة في مصر (كبدة البرنس)، بحجة أن مقاعده، الموجودة في مكانها منذ 30 عاما، تشغل الطريق العام.

الجيش الذي تواطىء على بيع تيران وصنافير للسعودية، ووقف عاجزا أمام ضياع نهر النيل على يد أثيوبيا، رأيناه يستخدم القوة الغاشمة مع المدنيين العُزل من أهالي سيناء!!!

وكأن السيسي (الذي لا نعرف من أين أتى)
قذفه الله بوجوهنا، ليكشف لنا الستار، عن حقيقة مؤسسة، كنا نظنها يوما (جيشا وطنيا)، تنتمي إلينا، فاكتشفنا أنها: شركة مسلحة، سطت على حكم مصر، وتفننت في نهب أموالها، واستعباد مواطنيها، بينما ظلت لعقودٍ، تنعم بالستر، وتعمل في الخفاء.

#شرين_عرفة