(بُكرة أكبر وأضربكم)
في أحد صباحات فبراير من عام 2014
ومن داخل صعيد مصر
تحديدا قرية كوم يعقوب، مركز أبوتشت بمحافظة قنا، تلقت والدة هذا الطفل الجميل واسمه "يوسف حسين شاكر" طالب فى الصف السادس الابتدائي، مكالمة هاتفية من زميل له يخبرها
بأنه حصل على نتيجة امتحان ابنها لنصف العام /1
طلبت الأم من ولدها الذهاب لتسلم النتيجة،
فذهب يوسف إلى حيث من المفترض أن يلتقى زميله، لكن هناك ، تم استدراجه إلى منزل مهجور
وقابل هناك اثنين، شابا لا يعرفه، عمره 22 عاما، ومراهقا من عائلته عمره 15 عاما
فور أن شاهداه، قاما بجذبه للداخل وأغلقا عليه الباب /2
اتصل الشاب بوالد "يوسف" وعمه فى محل عملهما بدولة الكويت، وطلبا منهما فدية قدرها مائتي ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه وإلا سيقومان بقتله
لكن بعد مقاومة شديدة من يوسف، الطفل الذى لم يبلغ الحادية عشرة عاما، كتم الشاب أنفاسه ووثق يديه بـ«سلك تلفاز» ثم لفه بشدة حول رقبته. /3
ثم وضعا رأسه بداخل «كيس بلاستيك»، ثم أدخلا جسده النحيل بكامله داخل جوال، وانقضا عليه الاثنان، ففاضت روحه الطاهرة،
حينها سارعا لالقاءه فى «بيارة» صرف زراعي.
والعجيب، أنهما عاودا الاتصال بوالد يوسف لطلب الفدية
عاد الوالد المكلوم من الكويت، باحثا عن ابنه /4
وطالبا من الشرطة مساعدته في البحث عنه، تم العثور على جثمان الطفل من المصرف الزراعي
لتكتشف الشرطة أمر القتلة بعد أكثر من أسبوع على وفاة الطفل، فتقبض عليهما ويعترفان بالجريمة، والتفاصيل البشعة التي لفظ بها يوسف انفاسه
ارتجت الصحف بملابسات القضية المؤلمة /5
والتي تعاطف المصريون فيها مع اسرة يوسف، خاصة بعد انتشار حالات خطف وقتل الأطفال بشكل مؤسف في ربوع المحروسة
ولم تهدأ نيران القلوب، إلا في نهاية العام
حينما أصدرت محكمة جنايات نجع حمادى حكمها بإعدام المتهم الأول "محمد عمر محمد حسين" شنقا، وسجن ابن عم القتيل، الحدث "إسلام" 15 عاما
/6
وجاء في حيثيات الحكم : 《لا يعلم هذا الطفل المسكين بأي ذنب قتل، ولم تشفع له عندهما طفولته البريئة أو صلة جواره معهما؟
فكيف تحملا استغاثته وهو وحيد بين أيديهما ومخالبهما تطبق على أنفاسه وحول رقبته؟
ألم يتراجعا لنداء ضمير يبدو أنه مات قبل أن يموت المجنى عليه!》/7
وفي محكمة «النقض» تم تأييد الحكم،
واطمئن أولياء الدم، أن القصاص العادل سيُنفذ في الوحوش معدومي الرحمة التي ازهقت حياة وليدهم بغير ذنب،
حتى فوجئوا، بعد عام كامل، ومع اقتراب تنفيذ حكم الاعدام في القاتل
بقرار جمهوري صدر ونشرته "الجريدة الرسمية" /8
في عددها الأحد 22 يناير، يحمل رقم 50 لسنة 2017، أصدره السيسي، ويقضي بالموافقة على تخفيف عقوبة الإعدام المحكوم بها على قاتل وليدهم ، ويدعى "محمد عمر محمد حسين"، إلى عقوبة السجن المؤبد، وذلك على الرغم من أنه حكم نهائي، تم تأييده من محكمة قنا.
فما الذي يجعل رئيس جمهورية، يتدخل بهذا الشكل العجيب، لاصدار عفو رئاسي، يمنع به تنفيذ حكم محكمة بات وعادل بالقصاص من مجرم،
شاب فقير، عاطل عن العمل، لا يملك من حطام الدنيا شيئا، قرر اختطاف طفل وتعذيبه وقتله، ثم خداع والده الذي يعمل في الخليج، من خلال طلب فدية بمبلغ مالي كبير /10
قاتل اعترف على نفسه، ومثل جريمته، ولم يكن بقضيته ثغرة واحدة طوال عام كامل من التقاضي، حتى تم الحكم عليه بالإعدام، في الدرجة الأولى، ثم تأييده بالنقض!!
امتلأت صفحات مواقع التواصل، بمناشدات والد "يوسف" واستغاثاته بالسيسي للرجوع عن قرار العفو (غير المفهوم وغير المبرر) /11
لكنها لم تلق أي صدى، فقط تركت لغزا عجيبا، يضاف لألغاز السيسي في تعامله مع المصريين
السياسات المجحفة والظالمة، والأحكام القاسية بسجن واعدام العشرات
دون قرينة واحدة تثبت ذنبا لهؤلاء، سوى معارضتهم للنظام الحاكم،
أضيف لها قرار بالعفو عن مجرم، خاطف وقاتل لطفل، فوهبت له الحياة /12
ليخرج يوما من السجن (ربما قريبا بعفو جديد) فيستكمل مسيرة خطف وقتل ابناء المصريين!!
"بكرة أكبر وأضربكم" هكذا قال السيسي من قبل..
فهل هذا القرار، كان جزءا من سياساته الرامية للانتقام والتشفي من هذا الشعب المسكين !!
سأترك لكم الإجابة ...
#شرين_عرفة
باختصار
هي قصة قاتل فقير من "أبو تشت" خطف وعذب وقتل طفل وألقى جثته في بيارة صرف زراعي، ثم طلب فدية من أهله، ولما اتقبض عليه وحكمت المحكمة عليه بالاعدام، وتم تأييده في النقض
أصدر السيسي قرارا جمهوريا بالعفو عنه!
أمر عجيب..غير مفهوم
فهل يريد نشر قضايا خطف وقتل الاطفال؟!!
الله أعلم
Share this Scrolly Tale with your friends.
A Scrolly Tale is a new way to read Twitter threads with a more visually immersive experience.
Discover more beautiful Scrolly Tales like this.