ولو ترجمناها ممكن تبقى حاجة زي: "أوعى تفتح وعاء الخمر يا سيد الرجالة قبل ما توصل لأثينا أحسن تموت من الحزن يا كبدي"
الجزء ده من الأسطورة معظمنا عارفه.. ثيسيوس بينجح في قتل المينوتور بمساعدة من ابنة مينوس اللي وقعت في حبه (هنبقى نحكى الموضوع ده بعدين) وبيرجع أثينا تاني.
أنا مدركة طبعًا إن كل الأساطير غير منطقية بس الأسطورة دي بالذات لما قريتها أول مرة حسيت بجرعة مكثفة من العبط وده اللي خلاني أعدي عليها بسرعة.. حسيت ساعتها إن إيجيوس مثال للشخص المغفل..
خلونا نبدأ من الأول: إيجيوس حياته كلها كانت بتتمحور حوالين النقص اللي عنده – عدم وجود أولاد – وده طبعًا كان مسبب له حزن عظيم
من يومين كده كنت بتكلم مع واحدة صاحبتي على موضوع الرؤى والأحلام وإزاي بالرغم من طبيعتها الرمزية التنبوئية أحيانًا إلا إنها بتعكس رغباتنا ومخاوفنا الدفينة.
طيب إيه اللي يخلي إنسان يدور على الحزن والمعاناة من غير ما باخد باله بالشكل ده؟
فيه أسباب كتيرة ومختلفة: أولاً، المعاناة بتكسب الإنسان تعاطف الآخرين وده شعور محبب ولطيف جدًا بالنسبة لكتير مننا (بدون الدخول في أسبابه اللي أتكونت في مرحلة الطفولة).
فيه روايات للأسطورة بتقول إن إيجيوس كان مُتبَنَى على عكس إخواته اللي تخلص منهم بعد سيطرتهم على أثينا علشان هو يمسك الحكم لوحده. أعتقد إن ده سبب كافي جدًا يخلي إيجيوس عايش طول عمره بعقدة الذنب
إيجيوس ماشفش في الشراع الأسود موت ابنه وإنما شاف فيه موت أي أمل له في التصالح مع نفسه ومع الحياة.
دامت أشرعتكم بيضاء.