🎯 أبرزت "كولومبيا" أو المنطقة الواقعة تحت جسر النيل الأزرق في الخرطوم، تحالف ضباط البشير مع أنصاف الثوريين.
🎯 هذه المنطقة مثل كثير غيرها في العاصمة تشكلت بسبب الحروب والفقر. وظهر فيها السوق الأسود والسلع المجرّمة لأنه الطريقة الوحيدة للنجاة وكسب العيش. العاملون فيها هم العساكر والضباط الفقراء، النساء النازحات، الأطفال المطرودون من المدارس بسبب الرسوم، الأرامل.
🎯 ليس هؤلاء فقط. كبار ضباط ومسؤولي نظام البشير يبتزون هؤلاء المسحوقين ويهددونهم بتطبيق القانون وقطع أرزاقهم ويفرضون أتاوات بقوة السلاح.
🎯 مناطق مثل كولومبيا نشأت بسبب النظام، ويستفيد منها النظام، ويقهرها مرتين. مرة بإجبار الفقراء على اتباع سبل غير مقوننة لكسب العيش، ومرة بابتزازهم بقانون يحاسبهم فقط ويترك المتسببين الحقيقيين.
🎯 القهر الثالث يأتي من أنصاف الثوريين الذين يعتبرون الثورة مجرد نزهة، ويغرقون التحليل الملموس للواقع الملموس في لجج من الشعارات الزائفة. إنهم يريدون ثورة ترفعهم إلى ذرى الطبقات العليا، ولكنها ثورة تحافظ على الاستغلال وقواعده كما هي. ثورة بدون ثورة.
🎯 أنصاف الثوريين لا يريدون لفقراء البلاد - ومنهم قاطنوا كولومبيا - سوى أن يشاركوا بالأهازيج والأغاني وقرع الطبول. ولكن أن يكون لهم مطالبهم الخاصة? فهذا غير مقبول. في نظرهم هم مجرمون محتملون، مجرد نجس، قذارة لا تطاق، بقعة وسخة على ثوب الثورة الناصع البياض ! .
🎯 يتفق المجلس العسكري وأنصاف الثوريين في شيء واحد : فقراء البلاد - ومن ضمنهم أهل كولومبيا - هم العدو رقم 1 لكليهما. ويظهر هنا تحالف خفي وتقسيم متعمّد للأدوار.
🎯يقضي المجلس العسكري على الفقراء بالرصاص الحي، بينما يتولى أنصاف الثوريين الولولة والتحريض الإعلامي ضدهم.
🎯أنصاف الثوريين الذين صدعوا رؤوس الفقراء بميثاق حقوق الإنسان يطالبون المجلس العسكري - لسخرية الأقدار - بإطلاق النار فورا دون تردد على كل من يمر بكولومبيا. ...
عندما أتى وقت اختبار المبادئ، سقطوا في وحل العمالة للمجلس العسكري وتجاهلوا مبادئ "المتهم برئ حتى تثبت إدانته" و "لكل إنسان الحق في محاكمة عادلة". منافقون!. وقالوا أن الوجود في منطقة معينة هو سبب كاف لإعلان الإدانة، وإذاعة العقوبة وإنزالها في نفس اللحظة وبيد حامل السلاح. ...
إنها العدالة الناجزة من صنف علي عثمان shoot to kill !. تموت المبادئ ساعة حضور المصالح. والكوز الذي أسقطه الفقراء بالثورة عاد مرة أخرى كنصف ثوري منافق.
🎯بعد أيام ستطلق مليشيات حميدتي النار على السائقين الذين لا يحملون رخص القيادة، وعلى فريشة السوق العربي، وعلى الأطفال الصارخين لهوا، وعلى النساء الواقفات على أبواب البيوت، وسنجد أنصاف الثوريين - كاملي النفاق - يصرخون : هم أصلا يعملوا كده لييه ? دي فتتتتنة !. يستااهلوا!.
🎯 إلقاء اللوم على الضحية هو سياسة البرجوازية الصغيرة في لعق البوت.
🎯إن توفير التبرير لعمليات القتل العشوائية ليس سياسة ثورية، ولا يحمي الثورة، إنه يقوّي موقف كبار الضباط ويطلق يدهم في البطش بالثوريين الحقيقيين. لنتذكر : ...
القتل جرى بالأمس على متاريس شارع الجمهورية، اليوم في كولومبيا، وغدا سيكون داخل الاعتصام نفسه بحدوده التي رسمها أنصاف الثوريين. ولم ولن يعدم المجلس من يبرر له في كل مرة، ومن بين من يسمون أنفسهم بالثوريين، وهم زيف ! .
🎯 لو كان أحد عيال البرجوازية الصغيرة مخمورا وأطلق عليه جندي النار وقتله، لكنت وجدت أنصاف الثوريين يصرخون : (تقتلوا لييييه? البلد فوووضى? وديهو القسم والقانون يأخذ مجراه).
ولكن قانون أنصاف الثوريين يطبق على نصف المجتمع، عليهم فقط، وليس على الفقراء الذين لا يعرفون دروب المحامين ولا علاقات لهم داخل المؤسسات الرسمية. المبادئ لدى أنصاف الثوريين تتجزأ، وتنقسم، وتتفتت، بل وتنعدم حتى إن وصلت القضية للفقراء وحقوقهم.
🎯 لن نتفاجأ : في منعطف الثورة القادم، سنجد أنصاف الثوريين ينتهي بهم الأمر بالتطبيل لضباط البشير والمجلس العسكري، وسنجد الإشادات بشجاعتهم في قتل الفقراء وسحق الثورة تحت شعارات (حفظ الأمن والاستقرار).
🎯قتلت ميادة وجنينها مرتين : مرة برصاص العساكر، ومرة بتبرير أنصاف الثوريين. لماذا سكتم يا أنصاف الثوريين ? نوريكم ليه : لأنها فقيرة، مجرد فقيرة أخرى يا أولاد الكلب !
تسقط الميليشيا
يسقط المجلس العسكري
يسقط الجبناء
المجد للثورة وأبطالها المنسيين
ما بعد #مليونية30أكتوبر: سلطتنا لا سلطتهم، إما نحن و إما هم!
،🎯الجزء الأول: دروس السلطة المزودجة
⭕ آن أوان طرح الأسئلة المؤجلة في طبيعة ثورتنا: إن السؤال الأساسي لكل ثورة هو سؤال سلطة الدولة، إن ما ميز الثورة السودانية عن دونها من الثورات المجاورة هو
انتاجها لأشكال المشاركة الشعبية المستمرة، و لا مشاركة واعية في الثورة دون فهم هذه الدينامية.
💢ما هي أشكال هذه المشاركة الشعبية؟ بجانب صعود كيانات الحرية و التغيير ، سواء اصحاب البدل منها او أصحاب التاتشرات، صعدت أشكال أخرى للتنظيم. لا تزال ناشئة ،و لكن لا شك من وجودها الفعلي
وتناميها المضطرد و تأثيرها العالي في الواقع الحالي.
💢ماهو تشكيل هذه التنظيمات الجديدة؟
هي مكونة من الشرائح ذات القدح الأعلى في انجاح الثورة، من فئات عمرية ومهنية ذات الضرر الأكبر من استمرار النظام و ذات المصلحة الفعلية في التغيير الجذري
💢ماهي الطبيعة السياسية لهذه التنظيمات؟
معناه على ارض الواقع: برهان وحميدتي هم رجال الولايات المتحدة واسرائيل (المجتمع الدولي)، في شخصهما يريان الشعب السوداني، فعندما اقدما على فض الاعتصام كانا "ينقذان الشعب من شرور كولمبيا" بمعنى كانا ينقذان سلطتهما من سلطة الناس التي يمثلها الاعتصام،
وفعلا نجحا في ذلك بمعاونة قوى الحرية والتغيير ،عن طريق تفاوض سري على دماء الشهداء ،روج الطرفان انه تم تقاسم السلطة وكما نعرف فان السلطة لاتقتسم ، ما تم حينها هو اضافة الحرية والتغيير لسلطة حميدتي والبرهان،
ما فعلته قوى الحرية والتغيير وقتها، التفاوض السري بعيدا عن الجماهير، ارتد عليها الان ، فحميدتي وحمدوك وبرهان اصبحو سلطة فوق اي سلطة وبالتعاون مع حلفائهم الخارجيين يتم ترسيخ سلطة الجنرالات اكثر فأكثر.
بورتسودان : مادام أن البنادق قد أطلقت، فلنوجه النيران في الاتجاه الصحيح
اشتبك شقان من المسحوقين ضد بعضهما البعض في بورتسودان، هذه خسارة لنا، خسارة للمسحوقين، خسارة للثورة.
الحال ان عوامل تاريخية متداخلة، وثارات قديمة، وتصورات مذمومة قد غذت هذا التنازع المميت ولم توقده في البداية. ولكن الحل في لحظتنا هذه، لحظة الثورة، ليس بالتدارس الأكاديمي عن هذه العوامل، فهذا لن ينتج سوى التسويف، ولا الاعتزال عنها واعتبارها «صراعات القبائل» من بواقي القرون البائدة
فهذا أيضا لن ينجم عنه سوى موقف أشد رجعية، موقف ضرب الطرفين المتصارعين وتعليمهم أصول «السياسة» و «الحضارة» و«الثقافة»، اي اقتيادهم بالقوة إلى المستقبل، بأداة الدعم السريع، موقفان زائفان ورجعيان.
قال ماركس مرّة أن الفرنسيين لايمكنهم أن يأتوا على سيرة الثورة دون أن يتذكروا نابليون. "الثورة" في معجمهم تشير إلى ثورتهم المظفّرة في 1789م،
إنها كلمة اشاريّة تستدعي فوراً سلسلة من الدلائل : لحظة اقتحام الباستيل، صعود اليعاقبة بقيادة الثلاثي روبسيير – دانتون – مارا، لجنة السلامة العامة و"حكم الإرهاب" ، ثم المقاصل، ومعركة فاليمي،
تجمع المهنيين ينتهج سياسة تحول الثوار إلى "فراشات" والثورة إلى "طقوس"
النظام كان يتحكم بأقدار الناس، يحدد سعر الدواء الفلاني وبهذا التحديد يحدد من يحيا ومن يموت، يحدد اسعار رسوم الجامعات، وبهذا التحديد يحدد من يتعلم ومن يذهب إلى سوق العمل، التجمع لامس هموم الناس وحياتهم الحقيقية،
دعا لمظاهرة امام البرلمان هدفها رفع الحد الأدنى للأجور من 500 وبعض الجنيهات ل8000 جنيه ، إكتسب التجمع هنا احترام الناس لأنه احترم معاناتهم واحلامهم، فعلا كان التجمع شبحا، لكنه شبح احلام الناس ومعاناتها المشتركة ، طالبهم التجمع ان يكونو ثوريين، امام البمبان والتاتشرات والكلاش،