خلاصة الجواب في نقاط:
1: المصائب منها ما يقع عقوبة ومنها ما يقع ابتلاء.
- والعقوبة إذا حلّت برجل صالح كانت تكفيراً لسيئاته وتطهيراً له.
- والابتلاء سبب لرفعته إذا اتقى الله تعالى في ذلك البلاء، وأشدّ الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل؛ فليس كل مصيبة عقوبة. #مسائل_العقيدة
2: أن أسباب المصائب تختلف باختلاف أحوال المصابين بها؛ فقد يؤاخذ الصالح بكلمة يعدّها كثير من الناس يسيرة؛ ولا يؤاخذ بها من دونه.
وقد قصّ النبي صلى الله عليه وسلم خبر نبيّ سُلّط الموت على أمّته بكلمة قالها لما أعجبته كثرتهم.
ولذلك قال بعض العلماء: صغائر الأبرار كبائر المقربين.
3: أن أفاضل الصالحين قد يقع من بعض أفرادهم ذنوب فتكون العقوبة عامة؛ كما وقع للمسلمين في أحد وقد قال الله تعالى: {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم} ولم يقل بما كسبتم ... يتبع
... كما قال في المتولّين: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلّهم الشيطان ببعض ما كسبوا}
وهذا الفرق يفسّر قول الله تعالى: {وما أصابك من سيئة فمن نفسك} على أحد القولين.
4: أن المصائب والابتلاءات العامة قد تقع بأسباب من بعض الأفراد؛ كما قال الله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة}
وقال تعالى: {ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة}
ومن المصائب العامة موت الصالحين والعلماء وقبض أرواحهم رحمة بهم وفتنة لمن بعدهم.
5: أن الابتلاء قد ينعقد سببه بكلمة يقولها العبد من غير أن تكون تلك الكلمة معصية في نفسها، لكنّه لما تعرّض للبلاء ابتلي به
وقد قيل: إن البلاء موكّل بالمنطق.
فيقع عليه ابتلاء يكون مصيبةً في حقّه؛ ثم تكون عاقبته إن اتقى الله إلى خير.
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh
سأتحدّث إليكم - بعون الله - عن سبب قد يخفى على كثير من الناس وهو داؤهم الدوي الذي منعوا به إجابة كثير من دعواتهم، وحرموا به خيراً عظيماً وفضلاً كبيراً، فعاشوا في نكد يتقلبون فيه بين التسخّط والحرمان، والعياذ بالله.
هذا السبب ذكره الله عزّ وجلّ وبيّن أثره العظيم في مواضع من القرآن الكريم، وبيّن أنه لم يسلم منه إلا قليل، وما يزال بعض الناس لا يميّز بين الدعاء الصادق والأمنيات الباطلة؛ فيتمنَّى على الله الأماني ويتسخّط من عدم تحققها.
ذلكم السبب الخطير هو التفريط في شكر سوابق النعم بل ربما مقابلتها بالتسخّط والتبرّم ونسيان حقّ الله تعالى فيها، أو نسبة العبد ما هو فيه من النعمة لنفسه بذكائه أو مكانته {إنما أوتيته على علم عندي}
وربّما لو فتّش إنسان في نفسه وتفحَّص قلبه وجد فيه شيئا من هذا البلاء وآثاره.
يخطئ كثير من الناس في فهم الحديث الوارد في فضل سورة البقرة ( أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة)
ويظنّ أنّ مجرّد قراءتها يحصل به هذا الثواب
وقول النبي ﷺ (أخذها بركة) لفظ الأخذ أعم من مجرّد القراءة؛ فهو يشمل الإيمان بها وتعاهد تلاوتها والتفقه فيها واتّباع ما فيها من الهدى
وذلك أنّ كلَّ ما ينافي الأخذ الشرعي لسورة البقرة لا يتحقق به المطلوب، والنبي ﷺ قد أوتي جوامع الكلم فيدلّ قليل لفظه على كثير من المعاني.
- فمن لم يقبلها لم يأخذها
- ومن هجر تلاوتها لم يأخذها
- ومن أعرض عن التفقه فيها لم يأخذها
- ومن أعرض عما فيها من الهدى فلم يتبعه لم يأخذها
جمعت هنا الأحاديث الواردة في فضل سورة البقرة وصنفتها إلى صنفين:
- صنف للصحيح منها.
- وصنف للضعيف.
من دلائل سعة معاني القرآن تعدد الأوجه الإعرابية للمفردات والجمل القرآنية، ودلالة كلّ وجه على معنى بياني يختلف عن دلالات الأوجه الأخرى؛ فتدلّ الآية بوجوهها الإعرابية الصحيحة على معانٍ واسعة تأتلف ولا تختلف، وتتوافق ولا تتعارض.
من الأمثلة العجيبة احتمال جملة {فلن يخلف الله عهده} في قول الله تعالى: {قل أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون} لخمسة أوجه إعرابية ؛ يؤدّي كلّ وجه منها معنى لا يؤدّيه غيره، وتكتمل هذه المعاني بإحكام بديع.
الوجه الأول: الجملة معترضة لا محلّ لها من الإعراب، و{أم} متّصلة، وتقدير المعنى على هذا الوجه: أتخذتم عند الله عهداً؟ أم تقولون على الله ما لا تعلمون؟ واعترضت جملة {فلن يخلف الله عهده} بينهما لرفع توهّم خلاف المراد.
وهذا قول ابن عطية.
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:
فسأضع تحت هذه التغريدة -إن شاء الله- روابط ما يسَّر الله كتابته من #رسائل_التفسير تقريباً لهاً وتعريفاً بها رجاء أن يجعلها الله من العلم النافع والعمل المتقبَّل.
وأدعوا المعتنين بالتفسير للمشاركة في الوسم بما لديهم من رسائل تفسيرية.
وينبغي لطالب علم التفسير إذا اكتسب قدراً حسناً من دراسة التفسير وأصوله أن يعنى بكتابة الرسائل التفسيرية المفردة في مسائل ينتقيها، ويبدئ ويعيد في تهذيبها وتحريرها؛ فإنه ينتفع بذلك انتفاعا عظيماً في تنمية ملكته التفسيرية وتوسيع مداركه.
وقد كان لجماعة من العلماء عناية بكتابة #رسائل_التفسير
وهي من مظانّ التحرير العلمي وجواب ما قد يشكل، واستيفاء شرح مسائل الآيات وهداياتها بما قد لا يوجد نظيره في التفاسير الكبيرة.
وكم من عالم لم يؤلّف تفسيراً تاماً للقرآن وله رسائل في التفسير تنبي عن إمامته وتقدّمه في علم التفسير
- عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة؟
فقال: «يكفر السنة الماضية والباقية» رواه مسلم وغيره.
وظاهر النصّ أنه يكفّر حتى الكبائر لغير المصرّ عليها؛ والناس يتفاضلون في إحسان الصيام؛ فكلما كان الصيام أحسن
كأن أثره في تكفير الذنوب أعظم.
ومما يعين على حفظ الصيام المكث في المسجد أو المكث في البيت والاشتغال بالدعاء والذكر والتلاوة
قال الحسن البصري: (أوّل من عرّف بالبصرة ابن عباس).
والتعريف أن يخطب بالناس في المسجد؛ فيعظهم ويتلو عليهم القرآن ويفسّره، وقد روي أنه كان يقرأ عليهم سورة البقرة عشية عرفة فيفسرها آية آية
- وقال موسى بن أبي عائشة : «رأيت عمرو بن حريث يخطب يوم عرفة وقد اجتمع الناس إليه» رواه ابن أبي شيبة
وعمرو بن حريث المخزومي رضي الله عنه ولد قبل الهجرة بسنة أو سنتين ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم، فكان من قراء الصحابة زمن عمر بن الخطاب، وبعثه مع من بعثهم إلى الكوفة لتعليم الناس
وإذا أحسن طالب العلم دراسة مسائل الخلاف القويّ، وبعض مسائل الخلاف المتوسّط كان ما بعدها أيسر عليه.
(3) من أشهر من سلك هذه الطريقة في تعليم التفسير شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ فله كتاب فيه "تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء" وذكر ابن رشيّق له أكثر من سبعين رسالة أفردها في بعض مسائل التفسير، بعضها في مجلد وبعضها في بضع ورقات.