Thread by @QallamQ

ماهو الكوثر؟
وكيف اعطى الله رسوله هذا الكوثر؟
ولماذا امره بالصلاة والنحر، ثم اخبره بأن شانئه هو الابتر؟
اسئلة نستعرضها في هذا المقال القصير
#لعلهم_يعقلون
#نقد_الموروث
#فكر_من_جديد

إنه لمن المُضحك والمُغضب والمٌحزن ان نقرأ اية "لانكمل قراءة السورة"
ثم نقفز سراعا الى مصدر آخر غير الكتاب الذي فيه الاية
ونقبل ماجيء فيه ونصدقه.
ثم لا يعجب قوما اخرين هذا الذي نقوله "كالمستشرقين"
فيذهبون للاية ثم يقفزون خارج المصحف ليذهبوا للهجات اخرى وربما لغات اخرى

ثم يعسفوا بقية السورة تعسفا واضحا فقط لاستنتاج شيء يرضي الجمهور.
ومن هم الجمهور؟ حفنة من الناس تقليب صفحات المصحف عندهم بات من الامور الثانوية، وان قاموا بها فعلوا مثل مافعل الاوائل، فقفزوا للمفسرين، وغيرهم سواء اكانوا مسلمين ام غيرهم

سورة الكوثر من اكثر الايات فهما وسهولة -اذا واذا فقط- التزمت باللسان العربي، والمصحف نفسه. لا مصادر اخرى ولا تعسفات ولا مقاطعات شيطانية
الكوثر جاء من الجذر "كثر" وهو الكثرة بخلاف القلة
لكنها جاءت معرفة بـ "ال"
هذه الال تخبرك بأنها معرفة اما في هذه الاية او ايات اخرى

فان كانت الاية مثلا:
انا اعطيناك كوثر
فهنا ستكون كلمة كوثر متشابهة، وقتها سيكون من الممكن ان تكون كوثر نهر في الجنة كما تقول السنة، او فاطمة ابنة الرسول عليها وعلى ابيها السلام كما تقول كتب الشيعة
لكنها لن تكون "كوشر" كما يدعي محمد المسيح او غيره من من قال بهذ الرأي

لماذا؟ لان المصحف بلسان عربي فصيح له خصائصه وله دراساته.
لو كنا سندخل اللهجات الاخرى في المصحف لوجدنا هناك كلمات غريبة لا يالفها اليمني مثلا، لانها مكتوبة بالاكادية
ولا يالفها الشامي لانها مكتوبة بالسبئية وغير ذلك

اضف لذلك ان كوثر لو فرضنا انها كوشر كما يقول فكوشر كلمة لها جذر في العربية "كشر"
وهو الكشف كأن نقول: كشر السبع عن انيابه
يعني لا افهم لماذا ناتي بلهجات اخرى وندخلها ضمن ايات

المصحف تعسفا لنخرج محمدًا واصحابه من جزيرة العرب وننقلهم الى المسيحيين العرب في الشمال قبل 1400 سنة، حيث يكون سهل نقدهم، والحديث عنهم.
الكوثر من الجذر كثر خلاف القلة فالله اعطاه الكثير
وهي فوق ذلك مبنية على فَوْعَل
وهو من ابنية الالة
فصومعة مثلا اسم الة اي مكان حدوث الفعل "صمع

ميزان اسم الة وهو الشيء او الالة التي يحدث فيها الفعل "وزن"
فالكوثر هو الشيء او الاشياء التي يحدث فيها الفعل كثَر.
والكوثر عطية، اي ان الله اعطاهُ للرسول الكريم
ولمعرفة ماهو الكوثر علينا ان نضع الاتي بالحسبان:

1- يجب ان يكون الكوثر معرفًا في اية اخرى
2- يجب ان تكون الاية الاخرى تحقق معنى الفعل "كثر"
فإذا تم هذا فنضيف شرطا ثالثا:
3- يجب ان يتماشى الكوثر مع بقية ايات السورة:
فصل لربك وانحر - ان شانئك هو الابتر

ولاختصار التغريدات فسأجلب معنى الكوثر من المصحف فقط، واترك بقية الاسئلة عن الايات الاخرى في وقت اخر لعلي اجد متدبرين متحمسين ليبحثوا ويستنتجوا
كما قلنا يجب ان يكون الكوثر معرفًا
فحين نبحث في المصحف عن الكوثر لا نجده الا في الاية التي نبحث فيها اصلا

فلذلك -وهذه احد الطرق التي احمد الله ان هداني لها- ابحث في نفس الاية عن كلمات اخرى، في ايات اخرى، فاذا تقاطعت مع الكلمة التي ابحث عنها بحثت في السياق لها واستنتجت المعنى
وسيسهل الموضوع حين نتحدث عن الكوثر الان

الاية تقول: إنا أعطيناك الكوثر
بحثت عن الجذر كثر سابقا لكني لم اجد اية فيها الجذر كثر او احد مشتقاته تتقاطع مع الرسول شخصيا
فبحثت في نفس الاية عن كلمة اخرى تعينني ان افهم هذا الكوثر
والكوثر من الجذر كثر كما قلنا، وهو نقيض القلة

وحين نجد بناء الكوثر "او اي كلمة على وزن فوْعل" فالوزن في الحقيقة ليس الا اداة لتحقيق الفعل
مثلا لو قلنا صومع فجذرها صمع (كما يقول معجم المقاييس):

الصاد والميم والعين أصلٌ واحدٌ، يدلُّ على لطافةٍ في الشّيء وتضامٍّ. قال الخليلُ وغيره: كلُّ منضمٍّ فهو متصمِّع. قال: ومن ذلك اشتقاق الصَّومعة.
فالصومعة اذا هي الالة او الشيء الذي يجعل الفاعل يقوم بفعل الصمع
والرجل الاصمع هو الرجل الذكي راعي الراي الحسن

فالصومعة اذا هي الاشياء التي تجعل فاعلها ذكيا وذو رأي حسن.
هذا هو السر في كلمة الكوثر: الكوثر لا تعني الكثير، بل تعني الالة او الاشياء التي تعين فاعلها على بلوغ الكثرة
فيجب ان نبحث عن اشياء اعطاها الله للنبي وجعلت الفعل "كثر" يتحقق

ولما بحثت عن الجذر كثر في المصحف لم اجده يتقاطع مع النبي بطريقة تحقق الشروط السابقة
فأصبحت ابحث عن الايات التي فيها الجذر : عطى
لانه قال: إنا #اعطيناك الكوثر
فالكوثر عطاء إذًا
فاذا بحثنا عن العطاء الذي اعطاه الله للرسول نجده واضحا جدا في سورة الضحى

ولسوف #يعطيك ربك فترضى
1
الم يجدك يتيما فـ آوى
2
ووجدك ضالا فهدى
3
ووجدك عائلا فأغنى
هذا هو الكوثر الذي اعطاه الله للرسول محمد: الإيواء، والهدى، والغنى
وهي اشياء تعينه بالتأكيد ليحقق معنى الكثرة
وقد تحقق منذ زمن بعيد بعثه الله مقامًا محمودا

وهذا يتماشى مع السياق: فقوله فصل لربك وانحر يتماشى مع الايواء والهدى والغنى
فالصلاة نتيجة الهدى وهي خير كثير
والنحر نتيجة الايواء والغنى وهو ايضا خير كثير
الى هنا انتهيت من سرد معنى الكوثر من القران
والذي اؤمن بصحته لاني وجدت قرينة العطاء في الايتين

وحتى اؤكد اكثر على صحة الاستنتاج فإنك لو بحثت في المصحف كاملا عن عطاء الله للرسول فلن تجده الا في الضحى فقط، لن تجد اي اية اخرى تقرن العطاء للرسول غير اية الضحى
اما الايتين التي بعدها فأتركها للمتدبرين لعلهم يثرون هذه المقالة الصغيرة
والسلام عليكم