لطائف قرآنية
هذه بعض الخفايا والدقائق القرانية اكتبها لكم لعلها تثير فينا بعضًا من ما يعيننا على التأمل في هذا الكون، وهذا الجسم
وأخصصه للتعريف والتنكير في الاية:
لله مافي السماوات والارض ،يخلق ما يشاء، يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء #ال ذكور ،
أو يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما، انه عليم قدير.
أولاً ساتحدث عن بداية السورة: 1- لله مافي السماوات والارض: يخلق ما يشاء.
هذه الجملة فيها قسمين: لله مافي السماوات والارض (وهي جملة تخبرك بواقع يحدث كل يوم)
كأن تقول القلب جزء من الجسم
ثم أعقبها بشيء يقرر فيه لماذا هو له مافي السماوات والارض
له مافي السماوات والارض لأنه يخلق ما يشاء ولأنه يخلق ما يشاء فاصبح بذلك ملكًا ومالكًا لمافي السماوات والارض
ويعطي لهذا الخلق تقريرين ايضًأ، وهما تقريرين من عدة تقارير سردها في ايات اخرى، ولا اعلم العلة من ذكرها بعد
وهذان التقريران هما:
أ- الهبة
ب- التزويج
وبذلك فهو يخلق ما يشاء: يهب لمن يشاء، او يزوج من يشاء
وهو هنا يعطيك تقريرا عن بعض مشيئته
حين قال: لله مافي السماوات والارض
اعطاك تقريرا لهذا الملك وهو: يخلق ما يشاء
وحين تحدث عن المشيئة اعطاك تقريرين عنها:
الهبة والتزويج
2- يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور
هذه جملة من الجمل التي تندرج تحت "يشاء"
فهو يخلق ما يشاء، وبنفس الوقت خلقه هذا قد يهبه شيئا، وقد لا يهبه، يمكن ان يرزقه او يعطيه او يؤتيه، لكنه في الاية هذه سلط الضوء على الهبات
وما اريد الاشارة اليه هنا انه ليس كل مولود "ذكرا كان ام انثى" يجب ان يكون هبة بالاساس
بل هي هبات مخصصة من الله، يهبها لمن يشاء الله ان يهبها له.
فلذلك ليس كل مولود بالضرورة ان يكون هبة، لكن البعض (اذا شاء هو) ولمشيئته هذه اسباب مذكورة بـ ايات اخرى، يحصل على هذه الهبة.
الهبة تنقسم قسمين
إما ان تكون الهبة إناث، وإما ان تكون الهبة "#الذكور"
أول فرق نلاحظه هنا ان الإناث جاءت قبل الذكور، لماذا؟
ثاني فرق، لماذا قال "اناث" ولم يقل "الاناث" كما في "الذكور"؟
هذان السؤلان فيهما اجابة واحدة، تعطيك لماذا جاءت بهذا الترتيب ولماذا جاءت الذكور معرفة واناث منكرة بنفس الوقت.
التنكير لا يأتي الا حين يكون النكرة اكثر من شيء.
طبعا نحن نسميها نكرة، ومفهومها في الاذهان الشائعة ليس كالذي يفهمه الباحثين في اللغة.
نكرة يعني غير معلوم، وليس منكر او سيء.
حين قال اناثا، فهناك بالضرورة اشياء غير معلومة وهذا سبب تنكيرها "اي لم يلحقها باي اداة تعريف"
فلماذا؟
يجيبك علم الأجنة.
في رحم الأم حين نتكون نحن (كلنا) نكون اناثا.
فالكل في مرحلة ما من المراحل كان انثى، سواء اكان شعرها طويل، ام ان لديه "سكس باكس"
كلنا كنا في الارحام انثى لفترة من الفترات
ثم حصل افتراق، فبعضنا اصبح ذكرا، والاخرين بقوا على ماهم عليه "اناث"
لذلك يقول: وانتم أجنة في بطون امهاتكم
لم يقل وانتم جنائن، او غيرها، بل الحقها بجمع نوعي "اجنة"
اما الذكور فمعرفون بـ ال لانه جاء بعد تحديد الجنس "ذكر"
فألحقه بـ ال التعريف لانه عند تحديد الجنس الخيار الاضافي الموجود هو: ذكر فقط، والا فالكل كان قبل التحديد انثى
اما لماذا ذكر "اناث" قبل ذكور فهذه امرها واضح الان ومكشوف.
لان الأجنة تكون كلها اناثا #قبل تحديد الجنس
فلهذا جاءت هبة الاناث اولاً، وسابقة لهبة الذكور.
فهذا التقرير أ
فإذا لم يهب بعض خلقه اناثا او ذكورا، يعني انهم وُلدوا بشكل طبيعي بدون تدخل الهي "هبة"
فانه يزوجهم، اي يزوج هؤلاء الاناث والذكور الموجودين في الاية السابقة
لكنهم لا يزوجهم اناثا وذكورا،
بل يزوجهم ذُكرانا واناثا.
لدينا هنا ثلاثة اسئلة ايضا:
لماذا تم ذكر الذكران قبل "اناث"؟
لماذا عرّف الذكران؟
لماذا نكّر الإناث؟
فلنبدأ باجابة السؤال الثاني: لماذا عرّف الذكران:
وضعت الاجابة هنا لكن لاختصار الوقت، فإن الفرق بين الذكور والذكران ان الذكران احد اشكال الذكور.
ونفهم من هذا ان الذكران ينتجون حيواناتهم المنوية بعد البلوغ
اما الذكور فيمكن ان يكونوا اجنة (في البطون)
او اطفالا (بين الاحضان)
او صغارا (يحبون ويمشون)
أو بالغين يعملون (ذكران)
فلهذا اضاف لهم ال التعريف، لانهم يختلفون عن الذكور بانتاج الحيوانات المنوية.
حسنا لماذا عرف الذكور في الاية السابقة؟
ال التعريف يختلف تعريفها من كلمة لكلمة. فالذكور في الاية السابقة لها تعريف يختلف عن الذكران في الاية اللاحقة
ومناط ذلك تدبر الفعل الذي جاء على الكلمة التي جرى عليها التعريف.
فحين عرف الذكور بـ ال التعريف ذكر الهبة كفعل
وحين عرف الذكران بـ ال التعريف ذكر التزويج كفعل
فنفهم من هذا ان تعريف الذكران له علاقة بالتزويج (والتزويج يشمل النكاح)
ونفهم من هذا ان تعريف الذكور له علاقة بالهبة (تحديد الجنس في البطن)
اتمنى ان تكون النقطة واضحة
نعود للاسئلة ولنكمل السؤال الثالث:
لماذا نكّر الإناث؟
هذا السؤال اخذ مني وقتًا كثيرا لاعرف الاجابة عليه، وقد رزقني الله اجابة اطمئن اليها
كما قلنا مع التعريف فانه يحدث مع التنكير، فالتنكير يُستنبط من الفعل ايضا "يزوجهم"
فالتنكير هنا يجب ان يكون مرتبطا بالتزويج (النكاح)
والتنكير هنا يكون بسبب ان الانثى تولد وبويضاتها معها، الانثى لا تنتج بويضات، الانثى تولد وبداخلها اكثر من مئة الف بويضة على حسب ما اذكر
كل شهر تخرج بويضة. هذا السبب الاول
اما السبب الثاني، فان تحديد الجنس لا يحصل في البويضة (فلذلك لم يعرفها) بل ان تحديد الجنس يحصل في الحيوان المنوي (عند الذكران)
وهذا سبب ذكر الذكران قبل الاناث في الترتيب
لان الذكران هم الذين يحددون الجنس في التزويج، لا الاناث.
3- ويجعل من يشاء عقيما
هنا يجعل من يشاء عقيما معطوفة على الجملة التي قبلها "أو يزوجهم ذكرانا واناثا"
حين ننظر للجملة المعطوف عليها "#او يزوجهم ذكرانا واناثا" نجدها قدق بدأت بحرف التخيير "أو"
فهذا يهديك الى ان التزويج والهبة تقريران لا يتعاقبان مع بعضهما
يعني لا يهب ويزوج في نفس الوقت
إما ان يهب #او ان يزوج
وهذا لايحدث في كل الحالات، يعني الناس تتزوج وتحمل وتولد لاسباب كثيرة، منها الهبات والتزويج.
لكن حين التزويج بين الذكران والاناث قد يتم التخصيب، وقد لا يتم (العقم)
واحد هذه الاحيان ان الله قد يجعل هذا التخصيب عقيما بمشيئته،
وقد يحدث بسبب حادث حيوي داخل الجسم او خارجه (اي انه يحدث بدون تدخل الهي)
حسنا لماذا؟
لماذا يريد ان يجعل بعض الناس عقيمين؟
تجيبك الاية نفسها: انه عليم قدير
وهي مفتاح فهم العقم (الذي لا يفهمه الاطباء)
لان الطبيب الذي يفهم سبب العقم سيعالجه ان توفر العلاج وينتهي الموضوع
فالعلوم ايضا وفهم هذا الكون من ايات الله وقدراته، وقد سيرها بقوانين مربوعة، وقاصمة وظاهرة وقاهرة وقاسرة، لا يخرج منها الا ما شاء الله له ان يخرج، كنار ابراهيم، وكلمتيه: يحيى وعيسى، او تسخير المُلك لسليمان.
فمن يفهم هذه العلوم ويجد علاجا للعقم فهو ايضا يعمل ضمن نطاق ايات الله
لكن ان كان العقم بسبب تدخل الهي (مشيئته هو) فانه اخبرك لماذا يفعل هذا، لماذا يجعل فلان عقيما بمشيئته هو، وليس بسبب مرض او عرَض حيوي داخل الجسم.
والسبب هو: انه عليم قدير.
فهل تعلم زوجًا مل وتملل وهو يصحب زوجه من مستشفى لمستشفى محاولاً ان يتخلص من العقم؟
اخبره ان يتدبر "عليم قدير" في المصحف، ويطلب الله ان يهبه حملاً ينفعه في حياته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh
ماهو الكوثر؟
وكيف اعطى الله رسوله هذا الكوثر؟
ولماذا امره بالصلاة والنحر، ثم اخبره بأن شانئه هو الابتر؟
اسئلة نستعرضها في هذا المقال القصير #لعلهم_يعقلون #نقد_الموروث #فكر_من_جديد
إنه لمن المُضحك والمُغضب والمٌحزن ان نقرأ اية "لانكمل قراءة السورة"
ثم نقفز سراعا الى مصدر آخر غير الكتاب الذي فيه الاية
ونقبل ماجيء فيه ونصدقه.
ثم لا يعجب قوما اخرين هذا الذي نقوله "كالمستشرقين"
فيذهبون للاية ثم يقفزون خارج المصحف ليذهبوا للهجات اخرى وربما لغات اخرى
ثم يعسفوا بقية السورة تعسفا واضحا فقط لاستنتاج شيء يرضي الجمهور.
ومن هم الجمهور؟ حفنة من الناس تقليب صفحات المصحف عندهم بات من الامور الثانوية، وان قاموا بها فعلوا مثل مافعل الاوائل، فقفزوا للمفسرين، وغيرهم سواء اكانوا مسلمين ام غيرهم