القبض على جاسر عبدالرازق وزمايله كريم عنارة ومحمد بشير، نقطة فاصلة في الوضع السياسي والاقتصادي لنظام السيسي. نظرة هذا النظام للعمل السياسي والحريات المدنية قائمة علي ما يعرف بالهندسة العكسية، فقد بدأو من يوم ٢٨ يناير ٢٠١١ وما ادي إلى ذلك، فوجدوا انه يوم ٢٥ يناير
، وفضلوا يتحركوا للخلف وصولا لاعتصامات عمال المحلة في ٦ ابريل ٢٠٠٨ وظهور اعلام يتمتع بشئ من الاستقلالية عن نظام مبارك من قبل ذلك، وصولا لوقفات نادي القضاة وسلم نقابة الصحفيين اللي بدأت بعدد محدود وبفكرة، وقالوا نمنع ده من المنبع وبالتالي نمنع كل ما ترتب عليه
وكانت البداية، اعتقالات وتكميم اعلام، وتضييق على العمل الحزبي و الحقوقي وغير ذلك من مظاهر القمع السياسي، وانعدمت اي مساحة لمراجعة المسارات السياسية وكذلك الاقتصادية مثل التنازل عن تيران وصنافير وتعديل الدستور لإدامة بقاء الرئيس في السلطة، وقانون السلطة القضائية والأجهزة الرقابية
أو دخول الجيش منافسا في الإقتصاد في قطاعات مثل الأسمنت والسياحة والكثير من القطاعات بممارسات احتكارية دون قدرة من فرد أو منظمة أو حزب على المشاركة في مراجعة القرارات او حتى تعديلها. وعلى الجانب الدبلوماسي، توقفت اللقاءات مع اي مصريين معارضين او من تبقى منهم داخل البلد
ونجح السيسي بدرجة كبيرة جدا في الحكم منفردا بأن اعتمد منهج لا يوجد مثله اليوم إلا في كوريا الشمالية وسوريا وايران وفنزويلا وهي دول لها ظروف تاريخية مختلفة سمحت بقيام انظمتها، والمشترك بينهم جميعا هي حافة الهاوية السياسية والاقتصادية التي يطلون عليها، وأيضا نبذهم من المجتمع الدولي
أما نظام السيسي فجاء عقب تمرد شعبي سعيا للحرية وظروف معيشية افضل وعد بها وسار عكس الاتجاه والمقارنة بهذه الأنظمة هو كالفارق بين من يتعلم التحكم في التنفس ويمارس التنفس البطئ ومن يقرر حبس النفس تماما دون أي سابق تدريب، قد ينجح لفترة ما ولكن لن يستطيع الاستمرار للأبد أو حتى طويلا
وجاءت زيارة ١٣ سفير أجنبي مجتمعين لمكتب المبادرة بعد التنسيق بين خارجيات بلدانهم وليس قرار عشوائي اتخذ في القاهرة واشارة أن تلك الدول ضجت من تقييد حركتهم بالمخالفة للأعراف والأصول الدبلوماسية و تركز تعاملات مصر في ايدي النظام منفردا في المشاريع التنموية والإقتصادية الدولية
وضجت أيضا من كم قضايا الانتماء لتنظيمات إرهابية وهمية ضد اشخاص يشهد لهم المجتمع الدولي والمصري من قبله بأنهم من دعاه الديموقراطية والحكم الصالح وأن الاستقرار لن يتحقق في مصر إلا لو سادت فيها تلك القيم والممارسات.
النتيجة المتوقعة هي خلافات شديده تؤثر سلبا على العلاقات والتعاملات الاقتصادية والسياسية إو ما هو متبقي منها والرد المتوقع سوف يكون تصريحات الرفض المعتادة ولكن مصير النظام المنبوذ يلوح في الآفق، ولا بديل الآن عن شهقة يتبعها نفس عميق ثم زفير او الإسفكسيا السياسية والإقتصادية
. وتبقى كلمة شخصية، انا لم اتشرف بمعرفة الأستاذين محمد وكريم، إلا من خلال زياراتي لمكتب المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، ومع ذلك كلي ثقة في قدرتهم على تجاوز هذه المحنة
وتربطني صداقة وزمالة قديمة مع جاسر واتذكر حكايات زياراته لوالدية فريدة النقاش و حسين عبدالرازق في معتقلات السادات وكان صبيا وأدرك أن عمله الحقوقي على ما يقرب ٣٠ عاما أعده لهذه اللحظة وللتعامل معها على أنها لحظة حية تتطور مع حركة التاريخ في آتجاه كل ما عمل من أجله طوال هذه السنوات

• • •

Missing some Tweet in this thread? You can try to force a refresh
 

Keep Current with Hisham Kassem

Hisham Kassem Profile picture

Stay in touch and get notified when new unrolls are available from this author!

Read all threads

This Thread may be Removed Anytime!

PDF

Twitter may remove this content at anytime! Save it as PDF for later use!

Try unrolling a thread yourself!

how to unroll video
  1. Follow @ThreadReaderApp to mention us!

  2. From a Twitter thread mention us with a keyword "unroll"
@threadreaderapp unroll

Practice here first or read more on our help page!

Did Thread Reader help you today?

Support us! We are indie developers!


This site is made by just two indie developers on a laptop doing marketing, support and development! Read more about the story.

Become a Premium Member ($3/month or $30/year) and get exclusive features!

Become Premium

Too expensive? Make a small donation by buying us coffee ($5) or help with server cost ($10)

Donate via Paypal Become our Patreon

Thank you for your support!

Follow Us on Twitter!