Thread by @YassinHSaleh

مقابلة ياسين الحاج صالح مع ملاذ الزعبي #الآن على كلبهاوس: عن سوريا وأشياء أخرى joinclubhouse.com/event/my4Brann

نحن السوريين قوة ثورية وتحررنا جزء من قضية التحرر العالمية.

الحكومة التركية وقبلها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي نقلوا الحرب الأهلية التركية إلى الأراضي السورية.

ليس لدى فصائل الجيش الوطني التابعة لتركيا أي قضية عامة أو قاعدة شعبية يعتد بها، وبين قوات سوريا الديمقراطية والجيش الوطني أفضّل سيطرة الأولى.

معظم المراجعات النقدية للثورة تُغفل التدويل الشديد الذي تعرضت له القضية السورية وخروج الأمر من أيدي السوريين، لذلك أرى الحديث عن أخطاء المعارضة السورية مبالغاً به.

يبقى الخطأ الأكبر الذي ارتكبته المعارضة السورية هو التبعية الشديدة للخارج وعدم احترام القرار الوطني المستقل. ليست منظمة التحرير الفلسطينية أفضل مثال على الاستقلال لكنها كانت أكثر استقلالاً من معارضتنا.

البعض يشكو تراجع حضور سوريا والسوريين في نشرات الأخبار لكني أراه أمراً طيباً. لعل دورنا في الفترة القادمة هو في العمل الثقافي والفكري وإنتاج المعاني لصراعنا الطويل مع بعض المسافة من الانخراط السياسي اليومي.

دافعت عن حق صديقي منذر المصري الذي قال عن الثورة "ليتها لم تكن" وأتعاطف مع شعوره لكني لا أشاركه. ورغم ما يدعو لليأس أنا متفائل.

تملّكنا للأهلية السياسية والمعرفية وإصرار عدد لا يحصى منا على متابعة العمل رغم كل شيء يمنحني بعض الأمل.

عندي مشكلة مع مفهوم التفاؤل وأفضل الأمل. الأمل يتولد من شدة اليأس مع رفض الاستسلام. الأمل هو ما نصارع من أجله ونسعى لتحقيقه.

وحين يتحول الأمل إلى أيديولوجيا يصبح ذلك التفاؤل المتعالي على الواقع. عكس الأمل ليس اليأس بل هذا التفاؤل.

من نكد الدنيا على السوريين الوقوع تحت احتلال دولتين قوميتين شديدتي التطرف هما روسيا وإيران، ولا أرى أفقاً تلعب فيه أي منهما دوراً إيجابياً ضد الأخرى.

مشكلة المجتمع المدني السوري هي أنه معتمد على التمويل وليس جزءاً من الاقتصاد، بالإضافة لعدم تواجده في بلده الأم. لذلك من الشائع أن يتحول العمل المدني إلى أيديولوجيا مكتفية بذاتها.

كتبت قبل سنوات أنه قد نشهد في حال سقوط النظام صعود داعش علوية مؤلفة من الشبيحة وضباط مخابرات الأسد. جزء من داعش السنية ضباط صدام حسين الذين انهارت دولتهم بالإضافة لجماعات إجرامية أخرى.

الطائفية هي التي تؤدي إلى التطييف وإنتاج الطوائف، وليست الطوائف هي التي تؤدي إلى الطائفية. السني يصبح سنياً أكثر والعلوي علوياً أكثر فقط في ظل ديناميات تمييز وتفرقة طائفية.

المشكلة التاريخية للنخب السورية هربها من الوطن السوري إلى القومية العربية والقومية السورية والشيوعية والإسلام السياسي. سوريا بلد فتي ولم يُتح له وقت ليتطور ككيان وطني لجميع سكانه.

لدينا قضية ثلاثية ضد كل من طغيان النظام الداخلي وطغيان الاحتلال الخارجي وطغيان العدمية الإسلامية. ليس لدينا تجارب سابقة نستلهمها وإطار التحرر الوطني الكلاسيكي غير ملهم في وجه مثل هذا التحدي الثلاثي الرؤوس.

لا أعتقد أن ثنائية داخل/خارج مفيدة في فهم علاقة السوريين ببعضهم بين الداخل والخارج. لا الذين في سوريا متواطئون أو موالون ولا الذين خرجوا هاربون أو غير مبالين. التشبيك وبناء التحالفات بين مختلف فئات الشعب السوري من أهم جبهات العمل أمام سوريي الشتات.

ريما خرجنا من سياسة أنفسنا كسوريين، ومن التأثير الإيجابي والمباشر، لجيلين أو ثلاثة. لذلك على المشتغلين في الثقافة والأكاديميا والمجتمع المدني التحالف وبناء القضية فكرياً وأخلاقياً والعمل على تنظيم أنفسهم على المدى البعيد.

التقاء الفقر المدقع وقلة التعليم مع عرض أيديولوجي شديد التبسيط يؤدي لنتائج شديدة الخطورة. الجماعات الإسلامية كلها وليدة أوضاع تمييز وفقر وجهل وقسوة، ثم بضاعة فكرية رثة تقتصر على شعارات "الإسلام هو الحل".

لا حل لمشكلة التطرف دون التعليم وحقوق سياسية كاملة.

جيش الإسلام يحاول تحويل نفسه من معتدي إلى ضحية عبر استغلال قضية مجدي نعمة، وهو له تاريخ طويل في الخطف والاعتقال والتعذيب والاغتيال.

نعمة معتقل في سياق ارتكاب جرائم حرب وليس في سياق الحرب على الإرهاب. أنا أرفض محاكمة أي أحد في سياق الحرب على الإرهاب.

محاكمة كوبلنز هي أول مرة تجري فيها محاكمة مجرمين أمنيين مرتبطين بالنظام السوري. هذا أمر طيب. لا يجب المبالغة في الأمر لكن لا يجب أيضاً التقليل منه.

لا أحب استخدام لغة قديمة واستنفار مشاعر قومية لكن يمكن الرد على جميع الممانعين بالقول إن النظام السوري نظام خياني تابع لمحتلين أجانب يعادون ويكرهون العرب.

فلسطين وسوريا تبقيان بالنسبة لي قضيتين عادلتين في سبيل التحرر وضد الإبادة السياسية.

ثمة قطاعات مهمة من المجتمعات العربية السنية اتخذت خيار الالتصاق بأنقرة ووضعت كل بيضها في السلة التركية وأخشى أن هذا كان خياراً انتحارياً.

منذ صرت كاتباً وأنا أدافع عن استيعاب الإسلاميين في العملية السياسة دون الاتفاق معهم.

لكن النموذج الاستيعابي القديم فقد صلاحيته بعد تراجع النموذج الإخواني الديمقراطي لصالح العدمية الإسلامية الإقصائية والتباس موقف الإسلاميين من استيعابنا نحن. الكرة الآن في ملعبهم هم.